شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاتفاق مع الذات
عاتق البلادي (1)
بقلم: د. زهير محمد جميل كتبي
فرحت كثيراً وحزنت أكثر عندما قرأت خبراً في بعض صحافتنا المحلية، يقول الخبر: ((منحت جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة بلبنان الأديب والمؤرخ عاتق ابن غيث البلادي درجة الدكتوراه في تخصص التاريخ الوثائقي برتبة علاّمة مؤرخ. وهي درجة علمية مساوية لدكتوراه دولية عالمية. وسلَّم رئيس الجامعة الدكتور مخلص أحمد الجدة الشهادة العلمية للبلادي في حفل حضره عدد من أساتذة وإداريي الجامعة ونخبة من الأدباء)).
حقيقة أن هذا التكريم العالي لهذا الرجل العالي القيمة والمرتفع المكانة أستاذي الجليل الفاضل الأديب المؤرخ الكاتب عاتق بن غيث البلادي، أفرحني كثيراً جداً، فهذا الكبير لم يكرَّم في وطنه حتى الآن، سوى تكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه له في الاثنينية الشهيرة. وكذلك نادي مكة الثقافي.
وجاء (حزني الكبير).. أن هذا الرجل الكبير لم يكرّم في وطنه، ولم تهتم كل الجامعات السعودية به وبإنتاجه الفكري والثقافي والتاريخي والجغرافي. وزاد حزني الكبير أن جامعة أم القرى استبعدته تماماً بل أقصت هذا الرجل المتنوّر من المشاركة في فعاليات مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية. والله حزنت أن تبعد قامة عالية مثل عاتق البلادي عن المشاركة في مثل هذه المناسبات العالمية. لأن البلادي يشرّف بلده، ويشرف مكة المكرمة وأدباءها ومثقفيها ومفكريها أن يتقدم صفوفهم ليحكي باسمهم ما يشاء.
إن الأستاذ عاتق البلادي قيمة ثقافية كبيرة خدم هذا الوطن والحركة الثقافية والفكرية والأدبية والتاريخية والجغرافية. وأنتج كتباً علمية نادرة في تخصصها وفنها بل أبدع في كثير منها.
فأين أهل الثقافة والصحافة والأدب من هذا الكبير وتاريخه الرائع؟
إنني أعتز وأفتخر كل الافتخار أنني أول من كتب كتابة جيدة وراقية تليق باسمه وقيمته ومكانته. فأين الملاحق الثقافية الصحافية من تكريم الأستاذ عاتق البلادي خارج الوطن؟ لماذا لم تسلط الأضواء على هذا التكريم؟
والأسف أنه لو كُرِّمَ رجل أعمال أو أحد أغنياء بلادي لتسارعت الصحافة وركضت خلفه لتكتب عنه كل شيء في الفاضي والمليان. ونعرف كيف ينام، ومتى ينام، وما نوع فطوره، وما هي ماركة سيارته وساعته وجزمته؟ يا الله يا أهل الصحافة! لقد هانت علينا أنفسنا فأصبحنا ننسى كبارنا؟!
ورجل مثل عاتق البلادي رصد وكتب تاريخاً ورسم ملامح الواقع الجغرافية وناقش وحاور فنتجاوزه بسبب الشللية التي تسيطر على أروقة صحافتنا ودهاليزها. والمجاملات الزائفة من قبل بعض المشرفين والمحررين في تلك الملاحق، والتي أصبحت كأنها (بقالات خاصة).. للبعض يبيع فيها ما يشاء. ويح لأمة لا تحترم رجالها!. ويح لأمة لا تحترم رجالها!.
في مثل هذه المناسبات وأعني هروب التكريم عن رجالات الوطن!. فلماذا لا نسبق الخارج ونكرِّم رجلاً في قامة وقيمة الأستاذ عاتق البلادي! هل نقف نصفق؟ هل نقف فقط في موقف شاهد العصر؟
نريد أن نتحرك في كل الاتجاهات يا جماعة يا أهل الثقافة ويا أهل الفكر! لتكريم ما تبقَّى من رجال كبار يستحقون التكريم والتقدير، وتقديم الوفاء لهم.
لمحة
كم ضاحك والمنايا فوق هامته
لو كان يعلم غيباً مات من كمد
من كان لم يؤت علماً في بقاء غدٍ
ماذا تفكر في رزق بعد غد؟
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض وأثناء العرض.
 
[1] المصدر: جريدة (الندوة)، العدد 14288، تاريخ 20/9/1426هـ ـ 23/10/2005م.
طباعة

تعليق
 القراءات :403  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.