شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال
يرحم اللَّه بابا عباس (1)
بقلم: عبد الله عبد الرحمن الجفري
ـ في الرثاء.. تحملني كلماتي إلى بهاء الموت، مستغرقاً في هذا الحق المكتوب على كل مخلوق بكل الهيبة في تلقِّي خبر فقدان عزيز.. ثم هذا الحزن الذي يرعش ما نحسبه صحواً في أعمارنا، ولكنها الرجفة التي تقترف فينا أبعاد العمر!!
وهكذا وقفتُ.. تخَلْخلتُ أمام خبر وفاة الإعلامي أولاً، والدبلوماسي الكبير آخراً: عباس فائق غزاوي.. وقد شعرت أنني أفقد ـ فجأة ـ واحداً من أعزّ أصدقائي الذي استحق دمعة ساخنة متدفقة!
* * *
ـ عباس غزاوي: أحسبه كان ذلك النجم (الأوائلي) في سماء الإعلام، مذيعاً، ومديراً عاماً للإذاعة، و.. ((أباً)) روحياً لجيل من الأطفال تحلَّقوا حوله من خلال برنامجه الخاص بهم، ينادونه: بابا عباس.. وقد ترك بصماته العميقة في العمل الإذاعي وتطوير الأداء والنشاط الإذاعي، حتى انتقل إلى السلك الدبلوماسي/ سفيراً لسنوات كثيرة جداً في عدة دول هامة استطاع أن يكرس علاقات المحبة معها لوطنه ومن وطنه.. حتى اكتسب بالخبرة: ثقة ولاة الأمر، وسمعة عظيمة لأدواره الدبلوماسية!
وأكاد أقول: إن خبر وفاته قد فاجأني، بل ((أشهقني)).. وهو الذي كان ملء السمع والبصر بأنشطته الاجتماعية والثقافية، وقد التقينا عدة مرات في (( اثنينية )) الصديق الوجيه/عبد المقصود خوجه، وكان يلح عليَّ في دعوتي للقاءات تضمُّناً لنتحاور، حتى فاجأني بحضوره حفل توقيع كتابي الجديد الذي أصدرته عن الشاعر/العصر: نزار قباني.. فمنحني هذه الخصوصية التي ملأني بها فرحاً واعتزازاً بحضوره لمؤازرتي في أول حفل توقيع كتاب لي.. وضمنا في المساء حفل العشاء الذي أقامه الصديق الأعز/شاعر الصهيل الحزين، سفيرنا في بيروت/د. عبد العزيز خوجه، فكان حديثه معي دافئاً بحميمية الصداقة، ومزهراً بحوار الفكر والإبداع.. وقلت له في ذلك المساء ((الفيروزي)):
ـ أحباؤك، والجيل الجديد: ينتظران منك مذكراتك/إعلامياً ودبلوماسياً؟!
ـ وبابتسامته التي لا تفارقه وهو يشخص بنظراته في اللاّمدى، قال لي: هل تعتقد أنه من المهم تقديم مثل (هذا الشيء) إلى جيل لا يقرأ بكل أسف، أو أنه لا يهتم بالكتاب ولا يركض وراءه، مثلما كنا نهتم ونركض؟!
ـ قلت: أحسبها مسؤولية عليك أن تنجزها.. فحياتك شريط حافل من الإنجاز والمواقف، والتاريخ!!
* * *
ـ وقلت لصديقي رفيق رحلتي الأستاذ/علي حسون، ونحن نقفل عائدين إلى الفندق:
ـ هل لاحظت وجه ((عباس غزاوي)) لم يعجبني، كأنه مريض!
ـ قال أبو الحسن بتأنِّيه وهدوئه: ربما هو يشكو من الفراغ بعد كل ذلك الزحام في حياته!
ولكن ((الخبر)) فاجأنا بحق.. يرحم الله ((عباس غزاوي))، الذي بادرنا في حلكة الصباحات العربية بالانسحاب من دنيانا التي صارت أكثر ألماً وظلماً!!
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ للشاعر المبدع/حبيب محمود:
ـ أُعوِّد وحدتي للذكرى
وأُشعلها: حرائقا
أتشهَّى صوت حسراتي!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :308  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 181 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج