شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العواجي.. الرجل (1)
بقلم: محمد أحمد الحساني
في الحفل الذي أقامه صالون الاثنينية مؤخراً، احتفالاً بمعالي الدكتور إبراهيم العواجي كان عدد الحضور كثيفاً وقد تزاحم المتحدثون من شعراء وخطباء للحديث عن مناقب المحتفى به، وركّز معظمهم على ما يتمتع به معاليه من خلق طيب وتواضع جم وحسن تصرف وأنه ممن ينطبق عليهم قول الشاعر:
((وأفضل الخلق من بين الورى رجلٌ
تقضى على يده للناس حاجات))
وكان من أبرز المتحدثين عن هذه ((المنقبة)) معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني الذي نعرف أنه هو الآخر ممن يتمتع بالصفات نفسها وله في مجال الأعمال الخيرية باع طويل خلال حياته الإدارية وبعد تركه العمل الرسمي فللَّه الحمد والمنة على ما أنعم به عليه من توفيق وخير، ولا شك أن نعمة التوفيق إلى مساعدة أصحاب الحاجات من قبل الذين يتسنمون مناصب إدارية رفيعة، هي من أعظم المنن الإلهية، ولولا توفيق الله لعبده لحرم من هذه النعمة، وكم من مسؤول إداري يدخل الوظيفة ثم يخرج منها بعد سنوات طويلة فلا يذكره الناس بخير وإن ذكروه فبما لا يسره بعد أن يكونوا قد جربوه فوجدوه غير موفق للخير أو مساعدة أصحاب الحاجات والضعفاء منهم على وجه الخصوص.
نعم إن تولي منصب إداري رفيع المستوى أو أي وظيفة تنفيذية لها علاقة بالجمهور ليس هو المهم، وإنما الأهم هو حسن التصرف في إدارة العمل بما يكفل تنفيذ النظام بأمانة وصدق ومرونة ورغبة في المساعدة بعيداً عن التعقيدات التي لا داعي لها، وهنا تكمن المهام الصعبة في العمل الإداري، أن تنفذ النظام وتساعد الناس في آن، ثم تحظى وأنت في الوظيفة ثم بعد تركك لها بحسن الثناء، ليس من الناس كلهم لأن رضى الناس غاية لا تدرك وإنما من جلهم، وهو الأمر الذي تأكد لي من خلال حديث من تحدثوا في صالون الاثنينية عن الدكتور العواجي وأمثاله من الرجال النابهين في العمل الإداري الرفيع المستوى، وهي ليست المرة الأولى التي أسمع فيها ثناء على معاليه فقد سبق أن بلغني عنه ما يسر الخاطر حين كان وكيلاً لوزارة الداخلية ولذلك فقد شعرت أن هذه الوزارة قد فقدت علماً إدارياً قديراً عندما قرر معاليه طلب التقاعد المبكر وهو ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية خلال حفل التكريم الذي أقامته الوزارة تحت رعاية سموه مؤخراً حيث أشار سموه إلى ما يتمتع به الدكتور العواجي من خبرة وقدرة وحسن تصرف وإخلاص وكفاءة عالية وهي شهادة غالية جاءت من رجل قدير ومسؤول كبير.
لقد كان الاحتفاء استفتاء على مدى شعبية الذين يعرفون كيف يكسبون ودَّ الناس بحسن خلقهم وجميل تصرفهم وفي ذلك درس بليغ لكل من يجد نفسه في وظيفة إدارية ترتبط بالجمهور، فإما أن يكون باباً من أبواب الخير والمعروف فيخرج حاملاً الذكر الحسن وعاطر الثناء، وقبل ذلك وبعده الرضى من الله، وإما أن يشق على الناس ويتفنن في وضع العراقيل في طريق مصالحهم المشروعة ثم يخرج من وظيفته ((مذموماً مدحوراً)) فاختر لنفسك يا أخي ما تشتهي؟!
وتحية لصالون الاثنينية، ولصاحبه على ما يبذله من جهد ومال لإقامة مثل هذه المناسبات الطيبة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :425  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج