شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مد وجزر
د. سهيل قاضي (1)
بقلم: محمد أحمد الحساني
تعود علاقتي بأخي الدكتور سهيل حسن قاضي إلى سنوات طويلة تزيد على ربع قرن من الزمان. فقد كنت وأياه زميلين على مقاعد الدراسة الابتدائية في المدرسة الخالدية بمكة المكرمة، وفي صف واحد، ونسكن حارة واحدة هي حارة جرول وإن كان منزلي في أعلاها في (ربع الرسام) ومنزله في أسفلها في ((دحلة حرب)، ولكن المسافة بين النقطتين لا تتعدى خمسمائة متر، وتقع المدرسة في منتصف هذه المسافة.
وكان الدكتور سهيل، منذ يفاعته، فتى أنيقاً مهذباً هو وأخوه الأستاذ حاتم حسن قاضي وكيل وزارة الحج المكلّف الذي يصغره قليلاً. حين كانا يدرجان في طريقهما من وإلى المدرسة.
وكان والدهما الشيخ حسن قاضي موظفاً بارزاً في إدارة البريد. وهو رجل وقور حريص على رعايته أبناءه حتى كنا نراه يزور المدرسة بين حين وآخر ليسأل عنهما، وهو أمر قلَّما يفعله الآباء في ذلك الوقت!
وعندما نجحنا من المرحلة الابتدائية تفرقت بنا السبل فقد حُوَّلت إلى متوسطة خالد بن الوليد بأجياد، بينما حوِّل سهيل إلى مدرسة أخرى ربما تكون متوسطة عمرو بن العاص أو الزاهر، فلم أعد أراه إلا لماماً حتى حصوله على الدكتوراه وعمله بجامعة أم القرى (أو شطر جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة كما يطلق على الجامعة قبل تأسيسها في عهد الملك خالد. يرحمه الله).
أما أخوه حاتم الذي حصل على الماجستير.. فقد كانت صلتي به أقوى حيث ربطتني به زمالة عمل في رابطة العالم الإسلامي استمرت أكثر من عشر سنوات قبل أن ينتقل إلى وزارة الحج مشرفاً عاماً على مكتب الوزير ثم وكيلاً للوزارة بالتكليف.
ومن خلال متابعتي للدكتور سهيل قاضي، وجدته ذا نشاط وحركة وحضور في عدد من مجالات الحياة العامة بالإضافة إلى عمله في الجامعة، فهو كاتب صحفي جيد.. ذو آراء علمية ناضجة ومباشرة في الوقت نفسه، وله زاوية أسبوعية في جريدة (المدينة المنورة) كما سبق له أن شارك في تقديم برنامج تلفازي اجتماعي وتربوي استمر عرضه أكثر من دورة، وقد استضافني ذات يوم في برنامجه الذي لا أتذكر اسمه وكان الضيف الرئيسي في البرنامج سعادة أستاذنا الدكتور عبد الله الزيد مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية، بالإضافة إلى أخي الدكتور صالح السيف، الأستاذ بجامعة أم القرى. وكانت الندوة من الحشو الموجود في بعض المناهج الدراسية فلاحظت قدرة الدكتور سهيل على إدارة الحوار وطرح الأسئلة وإيجاد تفاعل حي بين المشاركين في البرنامج.. حتى إننا سمعنا بعد بثه من يشكرنا على ما طرح فيه من آراء.. وكان الفضل في إضفاء الحيوية والإثارة على الندوة، قدرة الدكتور القاضي على إدارة الحوار!
وللدكتور سهيل اهتمامات رياضية فهو وحداوي عتيد، وكان في إحدى دورات مجلس إدارة النادي عضواً مهماً ذا فعالية بحسب ما كان ينشر عنه في الصحف عبر الصفحات الرياضية، وقد يقرأ أحدنا له آراء حادة حول موضوع رياضي أو تربوي فيعجب من ذلك لأن أناقته الظاهرة لا تدل على حدة طبع، ولعلّ تفسير ذلك يعود إلى تحمسه لما يؤمن به من آراء وأفكار، وأنه يفضل طرحها بطريقة واضحة ومباشرة لا تحتمل التأويل!
وقد حضرت ذات مساء ندوة للاثنينية بجدة ضيفها الدكتور راشد الراجح، مدير جامعة أم القرى آنذاك ورئيس النادي الأدبي بمكة المكرمة، وكان الحوار مع الدكتور الراجح صريحاً وقوياً، شارك فيه أكثر من طرف لهم وجهة نظر محددة في اجتهادات مدير الجامعة، رئيس النادي، وكان الدكتور سهيل المحاور الرئيسي في الندوة.. مما جعل الحضور يدركون مدى عمق التصور والاجتهاد لدى الدكتور سهيل.
وها هي الأيام تدور دورتها ويصبح الدكتور القاضي على قمة المسؤولية في الجامعة، فماذا تراه فاعلاً إذا ما طولب بتحقيق بعض ما كان يطرحه من أفكار!؟
أما من جانبي وبعيداً عن المشاعر الخاصة التي تربطنا بعضنا ببعض، فإنني آمل من معاليه أن يحقق الكثير مما كان ينادي به ويدعو إليه، في حدود ما هو متاح له من إمكانيات فنية ومادية، وخصوصاً أن له سابق خبرة في مجال الإدارة عندما عمل ردحاً من الزمن مساعداً لأمين مدينة جدة للشؤون الإدارية والمالية معاراً من الجامعة.. بالإضافة إلى خبرته الأخيرة كعضو في مجلس الشورى.
أما خبراته التربوية والتعليمية والأكاديمية، فهي الأخيرة مميزة لا شك في ذلك، فإذا أضيف إلى ما سبق ذكره كونه ذا مشاركات إعلامية متعددة في الصحافة والتلفاز والأندية والندوات، وأنه صاحب علاقات اجتماعية وفكرية واسعة على المستوى المكي، فإن ذلك كله يقدم لنا شخصية يمكن أن ينتظر منها أن تضيف لبنات جديدة إلى ما أنجزه سلفه الدكتور الراجح، الذي ظل في منصبه مدة ستة عشر عاماً.. كان له خلالها اجتهادات ملحوظة.. وإن اختلف حولها بين من يهمهم أمر الجامعة من الناس..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.