شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(96) (1)
.. وفي هذا اليوم.. دخلنا عليه.. شخصية بارزة ممتازة مسؤولة.. ولم نكد نتخطى عتبة الغرفة حتى قابلنا هاشاً.. باشاً.. مرحباً بنا بأحلى جمل الترحيب.. وأرشق عبارات الألفة والمؤانسة.. ولما كان الوقت ظهراً تقريباً فقد ورد على لساني.. دون استدعاء له.. مثلنا الشعبي الدارج:
لاقيني.. ولا تغديني!..
ودار الحديث حلواً مضبوطاً.. فناب عن أكواب الشاي التي لم تعد تسمح بنود النثريات الدائرة بتواليها بعد جرس يرن ويطول.. أو تصفيق يتكرر.. فأفسح غيابها المجال للموضوعية وحدها.. دون شفط أو رشف.. وتركّزت نقطته الجوهرية في سؤال هام هو:
هل يكفي أن يكون أحدنا وطنياً أصيلاً من البلد ليحوز الأفضلية في إسناد عملية.. أو مشروع تجاري إليه.. بدلاً من مزاحمة الأجنبي باعتباره غير ذي عرق ممتد في هذه التربة؟..
وتم الإجماع على أن صفة الوطنية وحدها لا ينبغي أن تكون الميزة الوحيدة ينال بها صاحبها الأولوية في ميدان الفن، والعلم، والاختصاص.. وما إلى ذلك على متصف بها.. خبير فيها.. عالم بموضوعه.. مختص فيه..
وحزقتني الأمثلة القديمة.. فقلت.. لقد كان المعلم ـ البناء البلدي قديماً ـ والسمكري والنجار و.. و.. يرى أنه باعتباره من أهل البلد أحق بالقيام بالعمل من سواه.. ولا يكاد يقوم به ـ بجهل فعلاً ـ حتى يصيبه العجز فيذهب بجماعة من أهل الخير والمروءة ليزيد صاحب العمل له مبلغاً جديداً على المقاولة بعد احتساب الفارغ والمليان بلغة الصنعة.. ولا يكاد صاحب العمل يستلمه منه إلا بعد مرور المدة المتفق عليها مضاعفة.. وفي حالة تنطق بالجهل بفنية عمله!..
وسردت.. وسرد سواي أصنافاً من المقالب البلدية في هذا الباب.. وأضافوا.. وأضفت أن الاحتكاك بالأجنبي المتمكّن من عمله وعلمه وفنه وأصول الكار بشتى أنواعه.. وإفساح المجال له في حياة كل الشعوب أسلوب ناجح للاستفادة بخبرته في شتى المجالات.. والميادين..
وبلغة الخطاطين.. فإنه لا بد من وجود المشق.. يقتبس منه الوطني بحكم المنافسة والغيرة ليقلده في الأحسن في كل شيء.. وهذه البنايات والفلل الحديثة.. وكذلك المطاعم والكازينوهات الجديدة.. والمشاريع المتقنة وسواها.. وسواها.. خير شاهد ودليل على أن الخبرة والعلم سبيلنا الأول حتى تتكوّن عضلاتنا في كل سبيل..
وقفلنا البحث.. وموضوع الحديث هو ما جئنا إليه.. بأن طلبنا كتعقيب نهائي أن تكون القاعدة الذهبية بعد هذا.. أنه في حالة تساوي الوطني بالأجنبي في العطاء، وفي القدرة، والمهارة، والفن.. أن تعطى حينذاك الأولوية لقمة سائغة هنيئة وشرعية للوطني كتمييز مفروض بعد تكافؤ مؤكد.. وكان ما كان..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :482  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .