شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(35) (1)
وكي لا ينقطع الحبل.. وتسلقاً عليه مع عمنا الثري البخيل.. واستزادة منا للتعرف على شعب جديدة من شعب فلسفة البخل في صعيدها الشعبي البسيط.. وتحقيقاً للوعد بالمناقشة لما ورد في القصيدة البلدية التي وعدته بتقديم نسخة منها.. والتي أصر بحماس على قراءتها فقد رجعت إلى مصدر وجودها اليوم ونقلتها منه.
وتقابلنا في الموعد ومكانه، وكان أيضاً وليمة كما كنت مدعواً إليها.. كان هو كذلك.. وإن زاد عني ـ بأنه كان ـ كعادته المزمنة.. أول الحاضرين إليها.. وسلمته النسخة.. بعد أن قرأتها عليه نزولاً على إصراره لأنه على حد تعبيري.. ينسجم كثيراً من قراءتي لهذا اللون الذي لا يصلح إلا بي.. ولا أصلح إلا له!
وأقتطف منها.. حصراً للمناسبة في نطاقها المحدود والمعلوم.. بعد حذف المطلع منها.. وهو البيت المشهور للشاعر المشهور أبي الطيب المتنبي والذي يقول:
ومن ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر
اقتطف منها.. كما يقتطف العنب.. مجاراة لجو كلمة الاقتطاف.. الآتي:
ولى صاحب لما تمليت جيبه
وقلت له: يكفي الذي جاك يا عمرو
رماني بجمع قائلاً.. يخص يا فتى
ألا زلت حلس الشعر.. خيبك الشعر!
إذا أنا لم أجعل ملايين حضرتي
تفوق أبا الدردا.. فقد فاتني القطر!
وإني برغم الداء يسري بجثتي
وينخر في قلب به السوس.. والضر!
أعد فلوسي.. كل يوم ـ وليلة
وفي عدها.. هذا.. دوائي والأجر!
فلست أهني النفس.. مثل جنابكم
واصرف ما عندي على النفس.. تنسر!
فإن على جيبي.. كما القفل ضبة
وما كل مفتاح على ضبتي يجرو!
لقلت له: لما تمشع صدره
بكحكحة.. من صوتها الطبل.. والزمر!
عساك البلا.. يا كانز المال والعيا
معاً بعضهم للدود.. باللحد.. تنجر!
أشوفك.. إن شاء الله.. وفوقك شاشة
وحتة قطن.. حيث موعدنا القبر!
وقهقه.. منقطع الصوت في رعب مصطنع وقشعريرة كاذبة. وهو بالمناسبة ممن يجيدون التمثيل.. وقال: إنك تتعب نفسك معي سدى.. فقد قيل قديماً: تزول الجبال ولا تزول الطباع.. وإن فلسفة هذا الذي أسميه ـ عقلاً ـ وتسمونه بخلا طويلة وعميقة.. وأبديه الموضوع.. وأنا أعرف أنك تعيب فيّ وفي أمثالي الغلو والتطرف في تطبيق نظرية الاقتصاد.. ولكنك تتعب نفسك دون جدوى.. كالبخيل عاشق لبخله وإذا عرفت معنى عاشق بكل ما تعنيه فقد قصرت على نفسك وعلى المشوار.
وبالمناسبة فقد سبقك شعراء كثيرون.. أو قليلون في الموضوع ويعجبني منهم من هجا أحدهم.. بأنه لشدة بخله لو استطاع أن ينتفس من فتحة واحدة من فتحتي خشمه اقتصاداً للنفس يستنفد بعض حياته.. لفعل.. فقلت إنه ابن الرومي.. إن لم تخني الذاكرة في رجل يقال له فيما أظن أبا داوود (2) .. ككنيتك نفسها.. وإن ذيل العجز.. إنه لو قدر..
تنسم من منخر واحد!..
* * *
طباعة

تعليق

 القراءات :605  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.