شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 8 ـ (1)
وفي ليلة من ليالي سمر الجماعة.. أثيرت بيننا مسألة تربية الأبناء.. وهل من الحكمة أن يعترض الآباء طريق رغبات أبنائهم فيحولوهم عما يريد كل واحد منهم أن يكوّنه في مستقبل حياته ـ طبيباً ـ أو صحفياً ـ أو مهندساً ـ أو قانونياً؟.. أم أن من الأولى أن تترك لكل منهم الحرية في الاتجاه في الخط الذي يفضل السير فيه.. وألا يفرض الأب رأيه على ولده في دراسته الأولى أو في تجاربه ومزاولته نوع الهواية التي يرغبها؟..
واحتدم النقاش طويلاً بين فريق يقول.. إن الأبناء في سن الطفولة.. واليفاعة لا يعرفون صالحهم بمقدار ما يعرفه الآباء المجربون أولو الدراية بما هو أجدى وأنفع.. ولذلك فلا بد من فرض آرائهم.. بينما تمسك فريق آخر بأن من الأولى ألا يعترض الآباء أبناءهم في مجرى حياتهم سواء في نوع الدراسة التي يرغبونها ـ أو الهواية الشخصية التي يزاولونها.. وقد استشهد أحد أفراد هذا الفريق بحادثة وقعت له.. فقد روى أنه كان ميّالاً من أيام دراسته للشعر.. وإن أباه كان يستيقظ في وقت متأخر من الليل ويرى صغيره لا يزال يعالج هوايته على ضوء اللمبة نمرة 4 أو الفانوس.. فيقول له في تأنيب لا تخلو لهجته من الشفقة عليه من السهر والإجهاد.. كفى.. قم لتنام يا ابني.. وبلاشي حكاية الشعر هادي تضيع أوقاتك فيها وصحتك.. يعني هو الشعر راح يأكلك عيش لما تكبر.. فيجيبه الصغير بتمتمة فيها الرجاء وبها الإصرار.. سوف أقوم للنوم.. بعد قليل..
وتمضي الأيام والأعوام.. فإذا هذا الولد الصغير اليوم شاعر من كبار الشعراء في بلاده يعزّها حيث تعتز به.. وهنا تنحنح شيخ الجماعة كعادته وقال.. وإن من مستطرفي تطابق واقع هذا الصغير.. وإن اختلف دافع الوالد في اعتراض طريق ابنه.. بحكم الفاقة الملحة.. قلنا هات.. قال:
يحكى.. أن ابن الدقاق البلنسي الشاعر المشهور كان يعشق الأدب.. يسهر الليل في سبيل هوايته.. قارئاً معالجاً للمعرفة والاطلاع.. ولما كان أبوه حداداً فقيراً.. فقد كان يلومه.. ويقول له:
يا ولدي ـ نحن فقراء ـ ولا طاقة لنا بقيمة وبمعرفة الزيت الذي تسهر عليه!
ومرت السنون.. واتفق أن برع الولد الصغير بعد أن كبر في العلم.. وفي الأدب.. وبالشعر خاصة.. وصادف أن عمل في مطلع حياته في أبي بكر بن عبد العزيز قصيدة مطربة أولها:
يا شمس خدر ما لها مغرب
وبدر تم.. قط.. لا يحجب
ناشدتك اللَّه نسيم الصبا
أين استقرت.. بعدنا.. زينب؟
لم تسر إلا بشذا عرفها
أولاً.. فماذا النفس الطيب؟
فوصله أبو بكر بثلاثمائة دينار.. فجاء إلى أبيه الحداد.. وهو جالس في حانوته فوضع المبلغ كله في حجره.. وقال له:
خذ هذه.. وابتع بها زيتاً.. يا أبتاه!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :900  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.