شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة اللواء محمد نيازي ))
ثم تحدث اللواء محمد نيازي مراد مشاركاً في تلك المناسبة بالكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الحقيقة أود أن أتكلم عن حياة شاعرنا وأديبنا الأستاذ حسن صيرفي، ويشرفني أن أتكلم إنه لمن دواعي سروري واغتباطي أن يكون لي شرف إلقاء كلمة موجزة عن شاعرنا وأديبنا الأخ الصديق الشاعر حسن صيرفي، الَّذي أستميحه عذراً وأستميحكم إذا لحنت لغوياً.. لأنني لم أكن ضليعاً في علم النحو ولا قواعده؛ ولكن أشعر بالاعتزاز والفخر لأني أتكلم أمام هذه النخبة المباركة من رجال الفكر والأدب والشعر، ليستمعوا إلى ما أستطيع قوله عن حياة أديبنا وشاعرنا المحتفى به؛ كما أجد لزاماً عليَّ تقديم الشكر والامتنان لصاحب الدعوة الشيخ عبد المقصود خوجه؛ الَّذي أحب أهل العلم فأحبوه وجعل هذه الأمسيات تكريماً لهم، لما قدموه ويقدمونه من أدب وشعر، ينهل منه جيل الحاضر وأجياله القادمة تذكرهم وتخلد ذكراهم.
- أيها السادة الكرام: يطيب لي أن أذكر ترجمة موجزة عن حياة الأديب والشاعر الشيخ حسن مصطفى صيرفي من كتاب "طيبة وذكريات الأحبة"، لمؤلفه الأستاذ أحمد أمين مرشد.
- ولد الشيخ حسن مصطفى بن صادق الصيرفي بالمدينة المنورة، في ليلة ثمان من شهر رمضان المبارك عام 1336هـ، وهو شاعر من شعراء المدينة المنورة المتميز بشعر صادق، يعبر عما حوله بأسلوب شيق وسهل الوصول والحفظ عند السماع له؛ بدأت حياته الأدبية قبل البلوغ، واستفاد وتتلمذ على الشاعر المدني عمر بري والشاعر محمود شويل، كان لدعم السيدين علي وعثمان حافظ دور في نشر نتاجه الأول في جريدة المدينة المنورة بعد صدورها؛ ولمجلة المنهل دور - أيضاً - في نشر إبداعات الصيرفي ومساجلاته الشعرية؛ في عام 1358 ولدت أولى قصائده التي كان مطلعها:
حدا حادي التشتيت بيني وبينهم
فوا أسفا كيف استباح دمائيا
ألم يدر أن الموت أهون غصة
إذا قسته يوماً ببعض حسابيا
 
- ويمتاز الصيرفي بشعر اجتماعي محبب إلى النفوس، لعدم اعتماده على الفصحى ومحاولاته إدخال الكلمات العامية، التي تعتبر مفتاحاً لفتح الآذان التي أغلقت وتعطلت طبلاتها عن الاهتزاز، إلاَّ عند سماعها لما ألفته واعتادت عليه؛ فلا تزال كلمات الصيرفي التي تغنت بالفاغية زهرة شجرة الحناء مرسومة في أرشيف الذكريات:
يا فاغية يا جميلة
عطرت زهر الخميلة
أبغي أقيل في ظلك
خمسين قيلة وليلة
 
- ولا تزال كلمات هذه الأغنية الجميلة على كل لسان:
سافروا وما ودعوا
سيبوني وراحوا
سيبوني للنوى
أنكوي بجراحه
 
- وفي وصفه للشيشة:
قبلت مبسمهما فهز زفيرها
مني القوام برعشة الخجلان
وتنفست بالطيب صاح أريجه
من عطر كلكتا وباكستان
 
- أما السيارة فلها في حياة الصيرفي شعر محب ومعاتب، ثم كاره لها حيث يقول:
وعندي سيارة إنما
لها كفرات من النائمين
يمزقها الريح إن مسها
ويخدشها الورد والياسمين
على أنها في خريف الصبا
موديل ثمانية وأربعين
ولما اشتكت من عناء الحفا
وما لقيت في ثماني سنين
تَفَلْتُ عليها وخسأتها
وقلت احمدي الله إذ تركبين
 
- فهو صادق واضح صريح في شعره، وينطبق عليه المثل: "اللي في قلبه على لسانه" تغور عيناه إن لم يقرأ شعراً أو يطلع على كتاب خلال يومه، ويغضب لسانه عليه إن لم يحركه بحروف كلمات الشعر، ويخذله جسده بأطرافه إن لم تتحرك واصفة لما يقول؛ فهو رجل مثقف اطلع خلال حياته على آلاف الكتب، فكان إنتاج آلاف القصائد الطويلة منها والقصيرة في عام 1380؛ خصصت دولة الباكستان جائزة كبرى لأحد المواضيع الثلاثة: "الإسلام وحدة عالمية عن الشاعر محمد إقبال الباكستان" وشارك الشاعر الصيرفي بقصيدة عن الإسلام وحدة عالمية، ونال بهذه القصيدة الجائزة الأولى؛ يقول في قصيدته:
نور تألق في الصحراء والحرم
هداية الله كالنبراس في الظلم
ما زال يرسل في الدنيا أشعته
حتى تبلج ضوء الصبح للأمم
 
- يشارك بشعره في كل حدث على المستوى الداخلي والخارجي، فقد وصف في ديوانه: "دموع وكبرياء" دولة مصر وحرب بورسعيد، ووصف الجزائر ومعاناة شعبها للاستعمار، ووصف حريقاً بمكة، وتحدث عن فلسطين وشعبها..، فلم يترك شاردة ولا واردة من الأحداث إلاَّ حكاها شعراً.
- كتب عنه الدكتور محمد عيد الخطراوي في الجزء الأول من كتاب: "شعراء من أرض عبقر" فأورد بعضاً من شعره للاجتماع الوجداني؛ وهو من أوائل المؤسسين لأسرة الوادي المبارك... النادي الأدبي حالياً؛ والشيخ حسن صيرفي مؤسس نادي أحد بالمدينة المنورة في الخمسينات، وأول رئيس له في عام 1365؛ وله دور هام في جمعية الثقافة والفنون في المدينة.
 
- حياته العلمية والوظيفية:
1- التحق بمدرسة العلوم الشرعية، ثم المدرسة الابتدائية.
2- انتقل إلى المسجد النبوي وطلب العلم فيه.
3- عمل صائغاً وجواهرجياً.
4- أسس نادي أحد الرياضي. واشترك في جماعة هواة التمثيل، ومنهم: محمد عالم أفغاني، وأحمد رضا حوحو.
5- ساهم مع الأديب الشاعر عبد العزيز الربيع - رحمه الله -، والأساتذة الأدباء والشعراء: محمد هاشم رشيد، وعبد الرحيم أبي بكر، ومحمد عيد خطراوي، وعبد الرحمن الشبل، وعبد السلام هاشم حافظ، وعبد الرحمن رفة في تأسيس أسرة الوادي المبارك، وانتخب أميناً لها.
6- عضو مؤسس في النادي الأدبي.
7- وانتخب نائباً للرئيس عبد العزيز الربيع "رحمه الله".
8- عضو المجلس الإداري بالمدينة المنورة لعدد من الدورات.
9- اشتغل بالتحرير في جريدة المدينة، محرراً باب ساعة مع مجلة الإذاعة.
10- بدأ الحياة الوظيفية مفتشاً في إدارة الحج.
11- ثم بدأ عمله في الأمن العام شرطة المدينة المنورة كاتب ضبط ومدقق حسابات، ومدعياً عاماً.
- كانت المعرفة والزمالة بيني وبينه في شرطة المدينة المنورة عندما كنت مديراً لها، إذ كان لا زال يعمل بها آنذاك؛ فنعم الأخ والصديق والزميل، فلا أنسى له فضل النصح والإرشاد.
12- حالياً مندوب المجلس الإداري في أمانة المدينة المنورة.
 
- أسأل الله أن يمنَّ عليه بالصحة ويزيده عطاء؛ ثم في الختام: أشكركم - أيها السادة الفضلاء - على حضوركم ومشاركتكم هذه المناسبة السعيدة، وأشكر الداعي مرةً ثانية على هذه الأمسية الجميلة، التي يجتمع فيها أدباؤنا وشعراؤنا لتكريم رجل من رجال الأدب والشعر في هذه البلاد الزاهرة، والَّذي ولد في طيبة الطيبة وفي شهر مبارك، جعله الله ابناً باراً صالحاً لأنه ولد في بلدة مباركة وفي شهر مبارك، واسمه حسن مصطفى صادق، ولكل شخص من اسمه نصيب، ولله العزة ولرسوله والمؤمنين؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1107  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج