شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عاصم حمدان ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور عاصم حمدان - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين.
- إن هذه المناسبة التي فاجأني فيها الصديق - محب الأدب والأدباء - الشيخ عبد المقصود خوجه؛ بأن أشارك بكلمة ترحيبية بهذا الشاعر المبدع، الَّذي يعتبر من رواد الكلمة الشاعرة في المدينة المنورة، مثله مثل محمد هاشم رشيد، وعبد الرحمن رفة، ومحمد العيد الخطراوي، وعبد السلام هاشم حافظ، وغيرهم..، نشأنا في المدينة نسمع هؤلاء يقولون الشعر، ولكن كيف نسمع هذا الشعر؟
- كان هذا الشعر ينشد من قبل المنشدين أصحاب الأصوات الحسنة؛ ولهذا استقر هذا الشعر في أعماقنا وعشناه بوجداناتنا؛ كنت صغيراً أسمع السيد حسين هاشم رحمة الله عليه ينشد هذا الشعر؛ والإنشاد في المدينة المنورة رديف للشعر، أولم يستقبل الأنصار رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في قباء:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
 
- والنابغة عندما جاء في العصر الجاهلي ليسمع الأوس والخزرج شعره، عندما وجدوا أن هناك إقواء في شعره لم يرتضوا أن يقولوا له ذلك صراحة، بل أنشدوا شعر النابغة، وعندما أنشدوا ذلك الشعر ظهر الإقواء في شعره وخرج النابغة من المدينة واسمه يملأ جزيرة العرب صيتاً؛ وبهذا يعتبر الشعر رديفاً للإنشاد في المدينة المنورة.
- وإذا كان الأستاذ محمد هاشم رشيد - وهو العارف الخبير، وأنا أعد نفسي طالباً مريداً عند هذه النخبة المتميزة - قد تحدث عن الشاعر الصيرفي الأديب، الَّذي ساهم في إثراء الحركة الشعرية والأدبية في المدينة المنورة؛ فإنه لا يفوتني هنا أن أقول: إن الشاعر الصيرفي - أيضاً - صاحب نكتة طريفة تتجلى في شعره الاجتماعي؛ ولعلي قرأت له قصيدة في ديوانه يتحدث فيها عن سيارته؛ وهذه القصيدة من الشعر الَّذي يمكن أن ندرجه في باب الشعر الاجتماعي؛ قصيدته عن المدينة المنورة تتحدث عن نفسها، قصيدة تبرز لنا الشاعر الصيرفي، وتلك الثقافة الدينية التي تلقاها في المسجد النبوي الشريف.
- ولا غرو أن يكون الناس طلبة علم في ذلك المسجد؛ ثم يخرجون إلى منتديات الأدب فيقولون الشعر؛ ألم يقل الشعر حسان بن ثابت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما اعترض عليه خليفة رسول الله عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال له حسان: لقد قلت الشعر في هذا المسجد وفيه من هو خير منك، يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشعر الهادف الكلمة الطيبة لا تنفصل عن معطيات فكرنا الإسلامي والعربي، ولهذا فنحن نرحب اليوم برائد متواضع هو الأستاذ حسن الصيرفي.
- لا أريد الإكثار عليكم، ولكنني أصر على مسألة واحدة: أرجو من الأستاذ الصيرفي أن يحدثنا عن رفاق دربه عن رفاق مسيرته، عن محمد عالم الأفغاني، وأحمد رضا حوحو، هذان الرائدان اللَّذان كان لهما فضل الريادة في نشأة فن القصة في بلادنا؛ أيضاً أريد أن أسمع منه عن ماجد الحسيني، وأن أسمع منه عن محمد العامر الرميح...، هذه أسماء.. هذه رموز مضيئة نشأت في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضاءت في جزيرة العرب وخرج - أيضاً - ضياؤها إلى العالمين الإسلامي والعربي، والفضل في ذلك يعود إلى ذلك المسجد وتلك الروضة؛ وذلك الضريح المبارك الَّذي يضيء بأنوار المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- اليوم نحن نعيش هذا العبق التاريخي، ونعيش هذه النفحات التي يقف الإنسان مبهوراً أمامها؛ إننا نقف عاجزين صامتين أمام تلك الأنوار؛ وما أروع ذلك النور وما أجمل ذلك الضياء، وأهلاً بك يا شاعر طيبة، ويا ذلك الرائد الَّذي أصفه بأنه رائد متواضع، وأقول ما أكثر الَّذين رفعهم تواضعهم؛ وصلَّى الله على سيدنا ومولانا محمد.. وعلى آله وصحبه وسلم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :626  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.