شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيَّام.. وأحلام!
ودعتُ أيّامَ الشباب تفيّأت
زَهَراتُها ظِلَّ الشباب الأملدِ
رفرافة الأوراق.. حيّتْهَا الصَّبا
بالهمسِ.. بَين تَوَجُّد.. وَتَوَدُّدِ
ممتدة الأعراق.. طاب غِراسَهَا
في السَّفحِ.. في الأغوارِ.. لَم تتأبَّدِ
رقت عَلى الأغصان نافحَة الشذى
شعراً تنهَّدَ بُغْيَةَ المُتَنَهِّدِ
تتعَانقُ الأطيافُ في أنفاسِهَا
شَفَّافَةً رفافة في المِجْسَدِ..
مِعْطاءَةً مسح الندى جَبَهاتِهَا
بيديه طَوْعَ الحب لا طَوْعَ الْيَدِ
لا الرِّيحُ تَهْصُرُها إذا مَرَّتْ بهَا..
سَحَراً.. ولا التَّقْبيلُ مِنْ شَفَةِ الصّدي
ودفنتُ أحلام الصبابة بَينهَا
خضراء.. عاشتْ.. سِيرَةَ المتعَبدِ
أذكَت نضارتها الغرام، وهدهدت
مثواه.. بَين توحُّد.. وتَعَدُّدِ
وتَبَتَّلتْ.. صومَ النجيِّ تواترت
هَمَسَاتُهُ للسامر المُتَزيِّدِ
مَهْوَى المُحبِّ تلجلجَت في صدره
آهاتُه تُرْوى بِلَحْنِ مُجَوّدِ
منغومةً غَنَّتْ تُحَرِّك في الدُّجى
قلبَ الحَياة لشاعرٍ متهَجِّدِ
وركبتُ أجْبَالُ الكهولة لاهثاً
بَين الصخور.. بصلدها.. بالجلمدِ
تجري السحائبُ ضحوةً في صَحْوِهَا
غامت هناك بعيدةً عن مشهدي
ظَمْآنَ.. ارْتَشِفُ السَّراب عَلالَةً
جَوْعَانَ.. في مسرايَ.. غير مزوّدِ
لَهْفَانَ.. عقَّتني السِّنون تجَرّدت
فتمردت.. كفؤاديَ المُتَمَرِّدِ..
أغفو مع الليلات في أعتابهَا
وأثور بالأبواب.. ! أصباح الغَدِ
متلفِّت الأعناق مشدود الخُطَى
للأمس.. مشبوب الهوى المتوقِّدِ
مُتَلصلصَ النظرات حَيث ترددت
للسفح تفضح حيْرة المترددِ
نحو الشباب تَظَلَّلَتْ بِجِنَانِهِ
أيَّامُه.. ذكرى شبابي الأوحَدِ
يطأ المراعيَ فاءَ بَيْن ربيعها
أو قال لم يجهد ولم يتأوّدِ..
حمل الْمَزاوِدَ للمزاودِ.. تَمْتَلي
فيض العطاء الواهب المتجَددِ
وَمَشَى.. كما تَمْشي النسائمُ حرة
مَشْيَ الطبيعة.. في خُطى المتَعَوَّدِ
صَوْبَ المناهِل ما تَمَهَّل ركبه
نحو المنابع ثَرَّةً.. في الموردِ
بَين الطيور السارحات غريبةً
وقريبةً في ظلِّه.. لم يَبْعُدِ
تشْتار من حُلْو القطافِ وُرُودَهُ..
تهفو مُغَرِّدَةً لكلِّ مُغَرِّدِ
تَوَّاقَةَ الأسْماعِ أَرْوى غُلَّها..
طَيْرُ الْحِمَى بالشَّدوِ غَيْرَ مُقَلِّدِ
نَفْحَ الشَّبابِ تَعَطَّرَتْ أردانُه
بشذا الشباب بطيب ريّاه الندي
عجلانَ.. زَفَّتْه الحياةُ لعيدهَا
فرحان.. طبع وليدها بالمولدِ
لا تُحْسَب السَّاعاتُ في أيامه
إلا إذا حُسِبَت لِضَرْب الموْعِدِ!
أحبابنا بالأمسِ.. في كنف الحمى
في السَّفْح.. في الأغوار.. دون المصعدِ
من مُتْهِمٍ سالت به أغوارُهُ..
أو مُنْجِدٍ سلك الشِّعابَ.. لِمنْجِدِ
ماذا يقول مُصَفَّدٌ في حُبِّه
لمنَعَّمٍ في الحبِّ.. غير مُصَفّدِ؟
تَاهَتْ عَلى شَفَتي رغم بَيانهَا
وتعثرت في الصّدرِ بَينَ تَلَدُّدي
مَحْمومَةً الأطْرافِ تطلب مَسْرَباً
للنّورِ ذراتٍ.. ولمَّا تُولَدِ
جَاءت كأنفاسِ الرَّبيعِ نَدِيّةً
للعُشِّ مسْجوراً.. كقلبي الموصدِ
تُدنى ليَ الأحْلامَ نائيةَ الهوى
من سفحنا البَادي.. قريب المَشْهدِ
ومضت كعُصفورِ الصّباح مُبَعْثِراً
من عُشّيَ المكنونِ كُلّ مُمَهّدِ!!
نام الشَّباب مُوَسَّداً أحلامَهُ
وَصَحَا المَشيبُ عَلَيْهِ.. غَير مُوَسَّدِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :518  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 252 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج