إنه من تلك النفوس الزكية القوية ـ التي يعجز الموت أن يغيبها ـ فينقلها من العيون إلى القلوب ليطيبها!! ويقيمها من الوجود المحدد ـ لتحيا في بحبوحة الخلود!! والذكر المحمود.. والمقام المشهود..
وكيف أنعيه!!
إذ كيف ينعى الخلق الكريم.. والقلب الإنساني الرحيم.. والأمل المتجدد.. والعمل البطولي المخلد!!
لقد كان زهرة عبقة زكية.. باهرة الألوان نقية!!
لا ـ !!
بل لقد كان عزمة قوية.. وتضحية نبيلة سخية..
فلقد أفتى شبابه لينشئ شباباً..
وأذاب روحه ليسكبها في براعم أشرف على غراسها وسقاها ماء الحياة من قلبه.. ونضرة شبابه.. فبدت على هيئته عبقة.. زكية.. باهرة.. نقية.. وأصبحت تحمل روحه ومبادئه كما تحيي اسمه ورسمه!!
إنني لست أنعاه..
ولكن بكل قلبي أحييه!!
فهو طيب الذكر في الطيبين!
خالد الذكر في الخالدين!
ورحم الله شبابه الغض في العاملين!!
وكتب لأهله وذويه ولأصدقائه ولتلاميذه الصبر في الصابرين!