شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمد ظافر وفائي ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور محمد ظافر وفائي طبيب العيون المشهور - والَّذي حضر من الرياض خصيصاً للمشاركة بهذه الأمسية - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد.. خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- أولاً: أنا لست من أهل الكلام ولست ممن يرتقون المنابر، وأحببت أن أدلي بدلو بسيط جداً في هذه الأمسية الجميلة؛ فبادئ ذي بدء أشكر الله (سبحانه) أولاً لنعمه الكثيرة علينا وأهمها نعمة الإسلام، ثم للأستاذ عبد المقصود خوجه للسماح لنا باللقاء الرائع؛ ثانياً أزف أزكى التهاني للأخ الدكتور عبد الله عسيلان بهذه المناسبة؛
- ثالثاً: تعليق بسيط جداً على موضوع تعريف الحضارة، هل هي حضارة إسلامية أم حضارة عربية؟
- مجرد مداخلة بسيطة جداً، أحب أن أنبه إلى زاوية أساسية، يتعمد المشتغلون بالتراث - من الدين المسيحي - أن يدعوها دائماً بالحضارة العربية، يتعمدون في ذلك، وجل من يشتغلون في هذا المجال بالنسبة للطب، وهو الحقل الَّذي أعمل به أنا والدكتور سامي حمارنه والدكتور نشأت حمارنه؛ دائماً يدعون أنها الحضارة العربية، نحن المسلمون الَّذين نشتغل بالتحقيق دائماً نُصر على أنها حضارة إسلامية؛ وردي عليهما أن اللغة العربية كانت موجودة قبل الإسلام بمئات وآلاف السنين، فماذا أفرزت سوى الشعر المعروف لدينا، الشعر الجاهلي وما قبل الجاهلي، إلى أن جاء الدين الإسلامي، وفسح المجال للمسلمين ولغير المسلمين بالعمل بالعلم؛ وهناك أتيح للناس أن تمتزج هذه الحضارة وتتزاوج، وأفرزت حضارة خدمت الإنسانية ألف سنة، وأنا واثق من أنها ستخدم الإنسانية ألف سنة أخرى.
- لقد كنا في إحدى المؤتمرات في الرباط عام 1988، احتفاءاً بمرور 700 عام على وفاة ابن النفيس؛ ووقف الدكتور سامي حمارنة، وقدّم بحثاً عن الطبيب الأردني: ابن القف؛ طبعاً كان الرد البديهي عليه: يا أخي لم تكن الأردن موجودة إلاَّ من عشر سنوات؟ لماذا أخذنا هذه الزاوية الصغيرة القومية وبدأنا بها؟ وهو رجل معروف أنه كان قسّاً مسيحيّاً، ليس إلاَّ - ولم يكن - اهتمام سامي حمارنه بابن القف سوى الانتماء الديني، فأنا ممن ينتمون بفخر واعتزاز إلى أن هذه حضارة إسلامية أولاً وآخراً؛ ثم اللغة العربية هي اللغة الأساسية فيها.
- أعطيكم مثالاً بسيطاً، الحضارة الأمريكية الَّتي نشأت منذ مطلع القرن، دخل إليها الألمان، ودخل إليها الإيرلانديون، دخل إليها الإنكليز، الفرنسيون، وغيرهم.. واندمجوا جميعهم تحت حضارة واحدة، اسمها: الحضارة الأمريكية؛ وهكذا بالنسبة للحضارة الإسلامية التي سبقتهم بألف سنة - وأكثر من ألف سنة - جاؤوا جميعاً إلى منبع العلم والفكر في بغداد، وهناك نشأت الحضارة الإسلامية.
- مثال بسيط جداً، وسأنهي الكلام بعده: عندما حاصر الأسطول العباسي قبرص، وكان لقبرص عمق استراتيجي عسكري على سواحل بلاد الشام؛ لقد عقد الخليفة المأمون صلحاً مع حاكم قبرص لقاء شيء بسيط، وهو أن يأخذ منه المكتبة اليونانية ويترجمها إلى اللغة العربية، ثم يعيدها إليه؛ فلم يحتل قبرص مع مالها من عمق استراتيجي عسكري على بلاد الشام، وإنما أخذ منه المكتبة.. ولم يأخذها، إنما استعارها وترجمها إلى العربية، وأعادها إليه؛ وعندما قام البابا سلفستور الثاني بالتقرب إلى عبد الرحمن الثالث - في الأندلس - أهداه نسخة من كتاب: (دسكوريدوس) عن النباتات، وأرسل معه من يترجمه إلى اللغة العربية، وهكذا كان التقارب ما بين أسبانيا وما بين روما في ذلك العهد؛ لذلك أعيد وأقر بأنها حضارة إسلامية، أفرزت العباقرة، وكانت - وبفخر واعتزاز - اللغة العربية هي لغتها الأساسية؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.