شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كانت للشاي الذي جهزته الدادة ((منكشة))
نفحة أريج زكية ومنعشة
كان احساسي بالوحشة بل والرهبة والخوف، ونحن نمشي وراء الدادة ((منكشة))، في دهليز البيت المعتم، في تلك الساعة المبكرة من الصباح، يؤكد اننا، حتى مع دخولنا بيتنا، وفي زقاق القفل من حى الساحة في المدينة، التي ما أكثر ما حلمت أمّي بالعودة اليها، بل التي لعقت تراب ارضها ساعة وصولها ((الأستاسيون)).. مع كل ذلك، نعيش نفس مرحلة الشقاء التي عشناها منذ خرجنا، في ذلك الصباح إلى ((البابور)) الذي اتنتقلنا به إلى المنفى.
مشينا خلف الدادة، إلى ((الديوان))، الذي ما كادت تقع عليه نظرات أمّي حتى ارتفع صوتها تبكي وتولول وتبكي معها منكشة، ثم ترتمي أمّي منكبّة على وجهها، على ارض ((الدكة)) وكل ما يسترها حصيرة بالية، ولحاف مهترئ تضطجع عليه منكشة، وفي الركن هناك ((سماور)) صغير من النحاس، ولوازم صينية الشاي المعتادة.
كانت أمي قد بلغت مرحلة من الهزال نتيجة لما ظلت تعانيه من حمى الملاريا، جعلتها تبدو داكنة اللون، وقد نتأت عظام وجنتيها... وكأن الدادة لم تتبيّن ملامحها الا الآن تحت الضوء الساقط ممّا يسمّى ((الجلا ـ بكسر الجيم)) وهو الفتحة المستديرة تمتد كالأنبوب الضخم من السطح، إلى الديوان وفتحة مثلها إلى القاعة، يتدفق منها الضوء، أو هو الهواء الذي لا بد ان يصل الأرض باردا بينما هو، في السطح، أو في الشارع حار كأنه خارج من فوّهة فرن مشتعل... كأن الدادة لم تتبيّن ما طرأ على امي من الهزل الا، في هذه اللحظة، وهي مرتمية على ارض الدّكة... فاذا بها تخفق صدرها بيدها والدموع تنذرف لتملأ وجهها وهي تتكلم بالتركية عبارات اشفاق وتدليل ضاعفت من تفجّع امّي وحسرتها فاستمرت نوبة البكاء والعويل فترة طالت كنت اشعر خلالها بالجوع الشديد، فلم املك الا ان اتقدم من رأس امّي واهمس في اذنها ((انا جيعان يا ففَّم. فالتفتت إلى منكشة، وطلبت منها، ان تفتح لفة صغيرة في رزمة الفراش. وتعطيني منها الخبز وقطعة الجبن، وحّبات من التمر، وذلك كان ومايزال إلى هذا اليوم غذاؤنا منذ اركبونا الجمال من ينبع إلى المدينة.
وجففت منكشة دموعها، ونهضت، وهي تقول كلاما بالتركية، ادركت ان فيه أسفاً أو شيئا من هذا القيل ولكنها دخلت، ما يسمّى ((حنيّة)) في عطفة من الديوان، وعادت بصينية صغيرة فيها اطباق مغطاة، وفي جانب من الصينية نصف رغيف كبير من الخبز البيتى، والتفتت إلى، تستمهلنى إلى ان تجهّز الشاي.
كانت للشاي الذي جهّزته الدادة ((منكشة)) نفحة اريج زكية، ومنعشة، اذ ما كادت تنتشر، حتى رأيت أمي تستروح، وتتماسك من موجة البكاء التي كانت تهزّها منذ وقع نظرها على الديوان، الذي اعتقد انها فجعت برؤيته مجردا من الاثاث والرياش، ولم تر فيه الا تلك الحصيرة، واللحاف المهترئ، وما يتراكم في العادة من تفاهات حول من يتخذ من موقع واحد أو غرفة واحدة، مكانا للنوم والاكل وما اليهما من تصرفات، وذلك هو حال منكشة، بطبيعة واقع حياتها المحدودة.
وحين كانت منكشة ترفع الأغطية عن الأطباق الصغيرة في الصينية، لنرى قطع الجبن الأبيض، وفي الثاني ما عرفنا انه ((مربّى)) من صنعها، وفي الثالث بيضتان مسلوقتان... نهضت أمّي وهي تقول:
:ـ ابغا اغسل وجهي.. الحنفية في مكانها؟
ولم تجب منكشة، وانما نهضت مسرعة، ومشت تتقدم أمّي إلى تلك الحنفيية في الديوان... ولست ادري لم ساورنى شئ من الخوف، وانا اراهما تغيبان في الظلام... نهضت مسرعا ولحقت بهما... كان الظلام لا يسمح برؤية شئ، ولكن بعد لحظات استطعت ان ارى منكشة، تصب من ابريق في يدها الماء، على كفى أمّي، استطعت ان أحزر ان منكشة تقول شيئا عن ((الحنفية)) التي ذكرتها أمّي... وخلاصة ما قالته انها رأت ((في الحراج)) هذه الحنفية، كما رأت ايضا ((النجفة الكبيرة)) التي كانت في ((القاعة))... واسترسلت في الحديث، تروى ما استدعته المناسبة من حكايات، عن الكثير من أمتعة ومقتنيات الناس التي تعرض في الحراج، وتباع بتراب الفلوس.
اخذنا ـ أمّي وانا ـ نتناول ما قدّمته منكشة في الأطباق الثلاثة، ونشرب الشاي بأريجه الزكي في اكواب قالت امّي ـ فيما بعد ـ انها من مجموعة اكواب جاء بها جدي في آخر رحلة له من اسطمبول... واضافت انها اكثر من ثلاثة ((اطقم))، جاء بها لضيوفه من حجاج ((القازاق)) و ((التركمان))، حين يجيئون لزيارة المسجد النبوي بعد الحج في كل عام.
وغلبني النعاس وانا التهم آخر لقمة من نصيبي من الخبز مغموسة في المربّى... فنهضت أمّي مسرعة، وبسطت لي ذلك اللحاف الذي بقي لنا، وظللنا نرتفقه، خلال ترحالنا الطويل. وقالت وهي تقودني إلى هذا الفراش:
:ـ ايوه يا حبيبي... انت لازم تنام... وانا كمان بعدين... مرحلة المدينة من ((الفريش كانت طويلة... مشيناها من بعد العصر إلى الفجر....
لم تكن وجبة الغذاء، افضل كثيرا من وجبة الفطور في الصباح،... كان الجديد فيها هو عدد حبات البيض المسلوق، فقد ازداد بحيث كان نصيب كل منّا ـ أمّي وانا ـ بيضتين... امّا الدادة منكشة، فقد لاحظت انها تكتفي بخدمتنا، ولا تجلس معنا فضلا عن ان تأكل... وطوال الفترة التي تنقضي في تناول الوجبة، تواصل احاديثها باللغة التركية، عن اشياء أو احداث كثيرة عاشتها في المدينة، ومنها اخبار جيراننا في زقاق القفل... وعلى الاخص جيراننا في البيت المقابل لبيتنا... ما زلت اذكر منهم الخالة فاطمة ((جادة)).... وهي زوجة العم ((محمد سعيد بخاري))... قالت منكشة انهم عادوا من المنفى، منذ شهر... أمّا الخالة ((خاتون)) الهندية، التي تسكن في آخر الزقاق فقد عادت، من ((الهند))، منذ اسبوع...
وبعد ان صلت أمّي صلاة العصر، رأيتها ترتفق ((الملاية))، مما يعني انها ستخرج إلى مكان ما... ولم يطل بي الأمر لأسمعها تقول اننا سنذهب إلى ((الحرام)).... وحين اخذنا نخطو خطواتنا الأولى في الزقاق، وقد اسدلت على وجهها ((البيشة))، سمعتها تغالب موجة البكاء ثم تقول في صوت هامس:
:ـ كلّهم.... كلّهم راحو...
ولم اكن احتاج إلى ذكاء، لا فهم انها تتحسّر على اولئك الذين ماتوا ودفنوا في حماة وحلب،.... ولا شك اني الآن ادرك ان الذين دفنوا، او يدفنون، لن يعودوا... فهم ((راحوا)) وبخروجنا من الزقاق إلى الشارع الرئيسي من حي الساحة، حيث يتقابل فيه زقاق ((القفل)) مع زقاق ((الحبس)) اتجهت أمّي إلى هذا الزقاق، ولكن قبل ان ننطلق فيه التفتت، إلى الدكاكين الثلاثة التي تقع على مدخل زقاق القفل، ـ زقاقنا ـ فاذا بها تعود، وتتجه إلى أول هذه الدكاكين وهي تقول عندما تقف ((عم صادق))....
:ـ عم صادق.... كيف حالك يا عم صادق؟؟
وكان العم صادق، رجلا كهلا، ضئيل الجسم.... قصير القامة... كان مشغولا فيما يبدو بشيء يعالجه بين يديه، فلم يلتفت، ولكنه قال:
:ـ قلت لك، ما في... ما في رز مزَّة...
:ـ ياعم صادق، أنا بأقول لك كيف حالك... وكيف حال خالة عمرة..
ورفع العم صادق رأسه.. يحاول أن يعرف التي تكلّمه... ثم قال:
؛ـ خالتك عمرة... قولي رحمة الله عليها... بس انتي مين؟؟
:ـ رحمة الله عليها يا عم صادق... أنا.. أنا فاطمة.
؛ـ فاطمة؟؟؟؟ فاطمة مين؟؟؟؟
؛ـ فاطمة بنت أحمد صفا.
وما كاد يسمع العم صادق اسم ((أحمد صفا))، حتى هتف:
:ـ بنت شيخ أفندي؟؟؟ متى؟؟؟ متى وصلتوا.. وهوَّه في البيت؟؟؟ أنا من الصبح في الدكان، وما شفتو أبدا وكمان ما أحد قال لي أنّو وصل...
واختنق صوتها وهي تقول:
:ـ قول رحمة الله عليه يا عم صادق.
واهتز صوت العم صادق، ووضع كفّه على وجهه وهو يقول:
:ـ رحمة الله عليك يا شيخ افندي... رحمة الله عليك...
ثم رفع يديه باسطا كفيّه، وهو يقول:
:ـ الفاتحة.. الفاتحة على روحه يا بنتي.. وانتي رايحة الحرم؟؟؟؟ موكدة؟؟؟ أقرى على روحه الفاتحة وانتي بتسلّمي على الرسول.. رحمة الله عليك... رحمة الله عليك ياشيخ أفندي... لكن انتو وصلتوا متى؟؟؟
:ـ أنا.. أنا وعزيز، وصلنا اليوم في الصبح.
:ـ انتي وعزيز؟؟؟ مين؟؟ هادا الولد؟؟؟ هادا ولدك موكدة؟؟؟ طيب عسى... وقاطعنه وهي تقول:
:ـ أنا وعزيز بس، اللي وصلنا...
:ـ طيب..والتانيين.. اختك وزوجها... و..
:ـ كلهم... كلهّم يا عم صادق.
واختنق صوتها مرة أخرى بالبكاء... وهي تقول:
:ـ كلهّم راحو يا عم صادق... قول.. الله يرحمهم.
وازداد انفعال العم صادق وهو يقول:
:ـ انا لله.. وانا اليه راجعون.. يعني ماتوا يا فاطمة؟؟؟ كلّهم ماتوا؟؟
:ـ كلهّم ماتوا...
:ـ طيب. ودحين انتى مين معاكي في بيتكم؟؟؟
:ـ منكشة يا عم صادق... دادة منكشة..
؛ـ منكشة؟؟؟ ايوه عرفتها... هادي بأشوفها من يوم ما وصلنا قبل شهرين.. باشوفها تخرج من الزقاق.. وتروج ما ادري فين؟؟؟ هيّه من معاتيق القازاق موكده؟؟
؛ـ يمكن.. أنا أعرف أنها معانا من زمان.. وأبويا ـ رحمه الله عليه ـ ترك عندها مفاتيح البيت لمّا جينا نسافر.
:ـ وان شاء الله ما نهبوا بيتكم انتو كمان..
:ـ ما التقيت في البيت غيرها هيّه وواحد مسند.
:ـ كلنّا يا بنتي.. كلنّا، ما التقينا في بيوتنا شي.. لكن الله كريم.
:ـ بس مين؟؟؟ مين يا عم صادق اللي نهبوا البيوت؟؟؟
:ـ ما أحد عارف مين... وما احد راضي يقول ايش اللي حصل بعدما ((الباشا)) سلّم المدينة، وخرج.. وراح اسطمبول.
:ـ يعني همّ اللي نهبوا البيوت... نهبوها بعدما خرج الباشا؟؟؟
:ـ ايوه يا بنتي.. هادا اللي بنسمعه...
:ـ طيب. بس فين؟؟؟.. فين يا ترى حطوا كل اللي نهبوه... وكمان مين الوالي اللي نروح نخبره؟؟؟؟ يا عم صادق أنا ما التقيت في البيت الا واحد مسند بس.
:ـ والى ؟؟؟ ايوالله صحيح... مين الوالي؟؟؟ أنا لازم اسأل عنّه، واروح أطلب منّه يمسك الحرامية... أنا ما لقيت في البيت، الاّ واحد زير قديم، والقباقيب اللي بندخل بها الحمّام، وبيت الما.
:ـ بس منكشة يا عم صادق بتقول، انها شافت حنفيتنا والنجفة الكبيرة في الحراج، وأنو الناس بيشتروا من الحراج، كل شي بتراب الفلوس.
وهنا بدا على العم صادق أنّه اكتشف شيئا لم يكن يخطر له على بال... اذ هتف يقول:
؛ـ ولمّا التقى في الحراج، أي شي من بيتي... اعرف الحرامي.. اعرف اللي نهب البيت... موكده؟؟؟ خلاص بكرة... بكرة اروح واشوف. وكمان اسأل عن اسم الباشا الجديد.
:ـ ايوه يا عم صادق.. الوالي.. الباشا الجديد.. هو اللي يقدر يجيب لنا كل اللي نهبوه من البيوت...
:ـ طيب.. ودحّين انتي رايحة فين؟؟؟
:ـ الحرم يا عم صادق... ازور واصلّي...
:ـ وما عندك في بيتكم الا منكشة؟؟؟
:ـ ما عندنا غيرها يا عم صادق.
:ـ طيب، ليه ما تيجي عندنا، أمّونة... وام السعد، بعد أمّهم ما ماتت...
:ـ متى الله يرحمها ماتت يا عم صادق؟؟؟
:ـ ونحن راجعين من ينبع... اصلها كانت وجعانة.. ((بالجمبة))... دفناها في محطة اسمها الصفرا.. والبنات، مساكين... ما عندهم احد.
وفي الحرم، استسلمت أمّي للبكاء، وقراءة ما تحفظه من القرآن الكريم... وبعد صلاة المغرب، قامت بزيارة مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم. اطالت الوقوف، امام شباك الحجرة، وهي تقرأ وتدعو.. ثم اخذنا طريقنا إلى البيت.
بيني وبين نفسي، كنت أتمنى أن نذهب إلى بيت العم صادق، عند أمّونة، وأمّ السعد... وعندما فتحت لنا منكشة الباب، واخذنا نخطو خطواتنا في دهليز البيت، وروعتني تلك الظلمة المخيفة... لم نكن نستطيع أن نرى طريقنا إلى الديوان الا بصعوبة، على ضوء ما يسمى ((المسرجة))... وهي عبارة عن طبق من الصفيح، فيه كمية من زيت.. وفتيلة تشعل لتضيء مساحة لا تزيد عن متر أو مترين. وعندما انتهينا إلى الديوان أحسست بشيء من الاطمئنان... كانت تضيئه ((لمبة)) معلقة على الجدار..
كانت منكشة، قد جهزت عشاء، لا بأس به أبدا.. طبق مما يسمّى ((حريرة)).... وآخر من الأرز، وأكثر من رغيف من الخبز... وقالت: ما فهمت منه، أنها قد حصلت على كمية من الحليب من الجيران.. نهضت وغابت في الحنية، ثم عادت بهذا الحليب يتصاعد منه البخار، في ((زبدية)) وهي تؤكد لأمّي أن ((عزيز)) يحتاج إلى هذا الحليب.. لأنه ((ضعيف))... وكما فعلت في الصباح أصرت على أن لا تجلس معنا لتناول العشاء... ظلت مكتفية بخدمتنا... تملأ لنا أكواب الشاي.. ثم الحليب... وتسرع بتقديم الماء حين تطلبه أمّي.
سمعنا صوت المؤذن لصلاة العشاء... فأسرعت أمي، ومعها منكشة للوضوء.. واضطجعت أنا على الفراش.. ذلك اللحاف المهتري الذي بقي لنا خلال ترحالنا الطويل.. وما لبثت أن استغرقت في النوم، وفي ذهني بقايا مشاهد رحلتنا من ينبع إلى المدينة.. كان احساسي في هذه اللحظات، أن ترحالنا كان أكثر امتاعا، واطمئنانا، من هذا البيت المظلم، الذي لا نرى فيه إلا ((منكشة)) ولا نسمع إلا صوتها...
استيقظت، على صوت أمّي، تسأل منكشة:
:ـ ولكن... ما عرفتي اسمه؟؟
:ـ لا... أنا نسيته... يمكن زمان... شهرين.. تلاته.
:ـ وقال لك يبغا أبويا؟؟
:ـ ايوه.. شيخ أفندي.. لازم... عشان دكان.. زقاق الزرندي..
ويبدو أن أمّي كانت قد اتفقت مع منكشة على الذهاب إلى الحراج... اذ ما كدت اجلس في فراشي، حتى اهابت بي أن اسرع لغسيل وجهي... واشارت بطرف اصبعها إلى الصينية وفيها كسرة الخبز، وكوب الحليب.. وقطعة الجبن.. وهي تقول:
:ـ هيا.. افطر قوام.. عشان نمشي.
:ـ نمشي على فين؟؟
:ـ على الحراج.. نشوف ايش اللي نلتقيه من حوايجنا.
واسرعت التهم الخبز واشرب الحليب والشاي.. وكانت أمّي قد ارتفقت ((الملاية)) ومنكشة، واقفة عند باب الديوان في انتظارنا... وكانت الشمس، قد توجت سطوح المنازل ونحن نمشي وراء منكشة، وهي تدخل بنا ((الحراج))..
تلال.. أكوام من الأمتعة.. منثورة، أو مكدّسة على جانبي الطريق الضيق الذي يسلكه الناس... وامام هذا الكوم. أو ذاك، رجل يصيح.
:ـ مين يفتح الباب... هادا السماور... هادا السماور الصفر... مين يفتح الباب...
فيتقدم رجل من المتجمعّين حوله ليقول:
:ـ مجيديين.
فيرفع الرجل صوته معلنا.
:ـ السماور بمجيديين.. مجيديين.
ويتدخل آخر ليقول
:ـ وقرشين..
فيرفع الرجل صوته مرة أخرى معقبا يقول
:ـ السماور الصفر.. الكبير الجديد.. مجيدين وقرشين...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .