شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المحطة الثانية
التحاقي بقسم الدراسات العليا في كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر تخصص تاريخ إسلامي، أنا في الحقيقة لم أدرس في مدارس، أنا درست المرحلة الابتدائية في سنتين الخامس ابتدائي والسادس ابتدائي، وباقي دراستي الإعدادية والثانوية والجامعية كانت عن طريق الانتساب وكما ذكرت أن والدي فتح لنا مدرسة خاصة في بيتنا لأننا كنا أسبق في الدراسة بسنة واحدة من المدارس الحكومية، ولكن حرص أبي رحمه الله على أن لا تضيع علينا سنة واحدة، تكلف كل هذه النفقات الباهظة والأساتذة الذين يأتونا إلى البيت ويعطوننا الدروس، كان ينفق مالاً كثيراً لدرجة أنه لم يكن يعني من الأثرياء حتى ينفق كل هذه الأموال لكنه رحمه الله كان حريصاً حتى لا تضيع منا سنة واحدة.
فوجدت في جامعة الأزهر جواً آخر استفدت منه كثيراً والحقيقة سبب التحاقي بالجامعة أن بعد وفاة والدتي رحمها الله لم أستطع الكتابة ولا كلمة، حتى إن الكلام أصبحت أتلعثم به وأنا لا أستطيع أن أتكلم إلا بعد فترة من الزمن، لأن أمي رحمها الله كانت كل حياتي وهي ماتت وتبعثرت بعد موتها ولم ألملم شتات نفسي إلى الآن، كانت أمي رحمها الله هي ناقدتي الأولى فكنت أكتب مقالة وأقرأها لها لآخذ رأيها فكانت عندما تعجب بالكلام تنهمر الدموع من عينها فرحاً بي، وأحياناً توجهني وتقول لي قولي كذا وقولي كذا، أمي كانت لا تقرأ ولا تكتب لكن فطرتها سليمة وكانت تنتقد وكانت تهتم بقضايا الأمة الإسلامية وكانت تتناقش مع علماء ومثقفين وكأنها هي العالمة والمثقفة، أنا أقول لأنها هكذا كانت أمي، فبعد وفاة أمي لم أجد ما أقرأ ولمن، فلم أستطع الكتابة لمدة أكثر من خمس سنوات، هذه الفترة وجدت فيها أنني لا بد من أن أعمل شيئاً وألاّ أكون هكذا عاجزة لا أحب أن أكون خاملة عاجزة، هدفي منذ زمن طويل أن أكمل دراساتي العليا، وأبي رحمه الله بعد تخرجي أنا وأختي سهام قال لنا، إذا أردتما أن تكملا دراستكما العليا في أي بلد حتى ولو في سويسرا فأنا مستعد، لكننا نحن اتفقنا، أمي رحمها الله كانت مريضة سوف نسافر ونتركها وأبي كبير السن فأشفقنا عليهما وقلنا كفا إلى هذا الحد ونواصل الطريق بشيء آخر، المهم أنني في فترة جامعة الأزهر اشتركت في ساحة حضور المؤتمرات التي تنظمها جامعة الأزهر ومؤتمرات اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة ووجدت أساتذتي الذين درست كتبهم في الجامعة ولم أرهم أراهم أمامي ويقطرون علماً، وكنت في البداية مجتمعة ثم بعد ذلك بدأت أشارك في مداخلات تنال أعجاب وتقدير أساتذتي والحضور، ثم بعد ذلك انضممت إلى اتحاد المؤرخين العرب بتزكية من مؤلفاتي، وأقول نقطة مهمة المشاركة في المؤتمرات هذه ثروة فكرية وثقافية عظيمة للأسف المرأة السعودية محرومة منها، رافد ثقافي كبير لا يعوض ولا حتى لو قرأنا عشرات الكتب لا نحصل على الفائدة التي نحصل عليها من المؤتمرات فأنا أحث على ضرورة حضور المرأة السعودية والمشاركة في المؤتمرات لأن الاحتكاك في الثقافات الأخرى والاطلاع على ما يفسر فيه الآخرون والنقاش والحوار، هذا يوسع من المدارك ويزيد المرأة من الناحية الفكرية ويوسع آفاقاً كثيرة لديها ويعني يمكن أن أقول من مؤتمر واحد يستفاد من أشياء كثيرة جداً، والذي يلاحظ أن كتاباتي بعد مرحلة جامعة الأزهر والمرحلة التي قبلها يجد أن كتاباتي تميزت بأشياء كثيرة وبنضج فكري أكبر وأكبر، خصوصاً أنني أمضيت خمس سنوات وأنا أدرس المدارس الاستشراقية ومناهج المستشرقين وخصوصاً في السيرة النبوية لأنني اخترت موضوع رسالة الماجستير السيرة النبوية في كتابات المستشرقين دراسة منهجية تطبيقية على المدرسة الإنجليزية فهذا جعلني أرى أن لا بد من أن أتطلع إلى المدرسة الإنجليزية والمستشرقين الإنجليز ما هي مصادر فكرهم ما هي مناهجهم التي اتبعوها في دراسة السيرة النبوية ومقارنتها بالمدارس الاستشراقية الأخرى كالفرنسية والألمانية وغيرهما من المدارس الاستشراقية، أتاح لي الفرصة للاطلاع على كتب السيرة وكتب السنّة النبوية الصحاح الستة الرجوع إلى الأحاديث النبوية إلى تطبيق التعديل في الروايات التي يستشهد بها المستشرقون يصدقون هذه ويكذبون هذه فوجدت أن هذه كانت فكرة في الاطلاع على هذه الأمور والرد على 16 مستشرقاً في الكتب من السيرة النبوية من النظم الإسلامية في النظام السياسي، النظام الاجتماعي، النظام المالي، النظام الحربي، هذا كله جعلني أرجع إلى كل هذه الكتب وأدرسها وأتعرف على حقيقة وضع المرأة المسلمة، حقيقة الآيات القرآنية التي نقرأها وتفسر من قبل الكثير من العلماء والفقهاء وحتى في كتب الفقه أجدها أنها تختلف تماماً عما هي في الواقع وعما كانت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف كانت هذه تطبق وكيف كانت هذه تمارس، هذه كلها أعطتني حصيلة للانطلاق في الكتابات؛ أيضاً تولد في هذه المرحلة حوالى تسعة وعشرين مؤلفاً في مجال التاريخ وحاولت أن أطبق المنهج الإسلامي للتاريخ في الكتابة التاريخية من خلال الكتب التاريخية التي ألفتها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج