شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المحطة الأولى
رئاستي للمدارس الوطنية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لمدة سبع سنوات وإسهامي في تأسيسها.
لقد آثرت الجلوس إلى جانب والدتي ولم ألتحق بعمل وظيفي سوى سنتين فقط لأن والدتي كانت مريضة وفي حاجة إلى رعاية وعناية ورأيت أن الوظيفة ستأخذني منها. وعرضت علي عدة مناصب ورفضتها منها عمادة كلية التربية للبنات. ولكن عندما عرض علي مشروع تحفيظ القرآن وجاءتني السيدة نور بوشناق وهي مؤسسة أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة ضمن منظومة أو مجموعة المدارس النسوية، أسست مدرسة دار القرآن وكانت هناك الأخوات صباح وهدى بترجي أيضاً أسستا مدرستين دار التقى ودار الهدى، وهناك أيضاً مدرسة دار الإحسان أسسها الشيخ الكتبي، فعندما عرضت علي إنشاء تحفيظ القرآن رحبت بالفكرة وأسست مدرسة تحفيظ دار الفرقان في المدينة المنورة وكانت هذه المدارس بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وكانت تشرف عليها مباشرة جمعية طيبة الخيرية وكان مكتب التوجيه في الرئاسة العامة لتعليم البنات يشرف على مستوى المعلمات، وكانت هذه المدارس تحتاج إلى ذوي الاختصاص وكانت توجد الأمانة العامة لتحفيظ القرآن الكريم التي يرأسها آنذاك معالي الدكتور التركي وكان مدير جامعة الإمام محمد بن سعود ورأيت أن هذه المدارس تنضم إلى الأمانة العامة لتحفيظ القرآن، سعيت لذلك وحصلت على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية وموافقة الأمانة العامة لانضمام هذه المدارس إليها ورشحت من قبل سيدات المدينة ومؤسسات هذه المدارس أن أكون أنا رئيسة لهذه المدارس وقبلتها على الفور، لأن هذا العمل هذا كتاب الله وخدمة كتاب الله شرف عظيم لنا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول خيركم من تعلم القرآن وعلّمه، ووجدت في هذه المدارس بغيتي في تحقيق ما أصبو إليه وتحقيق رسالتي وهو إصلاح المجتمع الإسلامي من خلال المرأة المسلمة لأنها هي مفتاح هذا الإصلاح، وحفظها للقرآن الكريم سيجعلها تتخلق بأخلاق القرآن الكريم وبالتالي تربي أولادها على هذه الأخلاق وهذا يؤدي إلى صلاح المجتمع بأسره وباعتبار المدينة المنورة ملتقى جميع الجنسيات من مختلف أنحاء العالم وخصوصاً طلبة الجامعة الإسلامية، فكان يوجد في المدينة المنورة سيدات من مختلف القارات حتى القارتين الأمريكيتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا ما عدا أستراليا، فهذه المجموعة إذا نحن حفظنا القرآن لهؤلاء السيدات معنى هذا أننا نشرنا القرآن في جميع أنحاء العالم، أيضاً كانت فرصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها، لأنني أرى وأؤمن أن من واجبنا نحن كمسلمين أن ننشر اللغة العربية لغة القرآن الكريم وأن نجعلها هي اللغة الأساسية في العالم كما كانت من قبل، فأنشأت في هذه المدارس فصلاً خاصاً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها وبدأت رحلة إنشاء هذه المدارس من الصفر لا يوجد مليم واحد أو قرش واحد في ميزانية المدارس النسوية لتحفيظ القرآن واستطعت بفضل من الله سبحانه وتعالى وبدعم أهل الخير أن تصل ميزانية هذه المدارس في ست سنوات إلى 16 مليوناً وأن يكون عندنا مبلغ خاص تبرعت به السيدة جليلة الحارثي لأنني رأيت أن ننشئ معهداً للدراسات القرآنية، الحقيقية أنا عندما وضعت الخطة المستقبلية ولإنشاء معهد عالٍ للدراسات القرآنية وأن يكون نواة لجامعة إسلامية وأن نجعل كل بيت في المدينة المنورة يتلو القرآن، وعندما اطلع البعض على هذه الخطة قالوا لي أنت تحلمين، وأنا أقول أن لا بد من أن يكون عندنا حل وأن يكون عندنا طموح وأن نسعى لتحقيق هذه الأحلام لتصبح حقيقة واقعة، وإلا نصبح في أماكننا ولا نتقدم قيد أنملة، بفضل من الله وبدعم منه استطعت أن أحقق ما كنت أتمناه وتقدمت بمشروع إنشاء مشروع معهد الدراسات القرآنية لجامعة الإمام محمد بن سعود الأمانة العامة وجاء وفد من الجامعة، وتمت دراسة المشروع وتمت الموافقة عليه، فقط أن يكون دبلوم لسنتين فقط وليس أربع سنوات وبإمكان الطالبات إكمال دراستهن السنتين الأخريين بالانتساب ويحصلن على درجة البكالوريوس ووضعت المناهج في هذه السنوات الأربع وعندما تمت الموافقة أعلنت عن إنشاء هذا المعهد وبدء تسجيل وقبول الطالبات والذي وجدته أن الطالبات للأسف غير مهيئات للدراسة في معهد الدراسات القرآنية لأنه يجب أن تكون حافظة لكامل المصحف وأن تكون متقنة للغة العربية ومتمكنة منها ومن أمور كثيرة، ولكنني وجدت لدى الطالبات ضعفاً شديداً، الطالبة لا تعرف الفرق بين الفعل والفاعل بين الضمة والكسرة، الطالبة لا تستطيع أن تقول جملتين سليمتين والتي يوجد فيها حتى طالبات للأسف يأتين متقدمات وحاصلات على بكالوريوس دراسات إسلامية لا يعرفن أين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، للأسف الشديد كنت أجري لهن اختبارات تحريرية حتى أتعرف على مستواهن ثم بعد ذلك أجري مقابلات شخصية، قبلت هؤلاء الطالبات وأعطيتهن شروطاً أنهن يستطعن أن يكنّ طالبات في معهد الدراسات القرآنية إذا استطعن أن يعدلن مستواهن خلال فترة ثلاثة أشهر، وكنت أخصص لهن معلمات يدرسنهن اللغة العربية وحتى كيفية الكتابة وتكوين جمل، الذي حصل لا يتوقعه أحد وهذه حقيقة معجزة من معجزات الله تعالى لأنه يريد حفظ كتابه، فالتي كانت لا تعرف الفعل من الفاعل ولا الضمة من الكسرة أصبحت تعرب آيات طويلة من القرآن الكريم والتي كانت لا تستطيع أن تكوِّن جملتين على بعضهما أصبحت تكتب موضوع إنشاء في منتهى الروعة والجمال، والتي كانت تصاب فيها لدغة السين في لسانها وتنطقه زاي لا تنطق الحروف سليمة، أصبحت تتكلم بفصاحة وطلاقة وفي خلال سنتين 35 طالبة أتممن حفظ القرآن الكريم وأصبحن مؤهلات للدراسة في معهد الدراسات القرآنية وتبرع أساتذة كلية القرآن في الجامعة الإسلامية للتدريس في هذا المعهد مجاناً، وبدأنا نؤسس نحن لمعهد الدراسات القرآنية وللأسف واجهتنا عقبات أدت إلى استقالتي. نقطة مهمة أريد أن أقولها في مدارس تحفيظ القرآن، في بداية التأسيس واجهتني صعوبة أن جميع المدرسات اللاتي كن يدرسن في تلك المدارس لا يحسنّ تلاوة القرآن ويدرسنه بصورة خاطئة باستثناء معلمة واحدة فقط، وعندما كلفتني الأمانة العامة أن أكون أنا رئيسة هذه المدارس، طلبت من مجلس إدارة الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن أن تكون لي صلاحيات حتى أستطيع من خلالها أن أحقق ما أسعى إلى تحقيقه، فمنحت صلاحيات واسعة من خلالها استطعت أن أحقق هذه الإنجازات، فأوقفت المعلمات اللاتي لا يحسنّ التلاوة وواجهني هجوم شديد من الكثير وتدخل واسطات، لكن كل هذا لا يجدي شيئاً فلا نستطيع أن نعلم كتاب الله بصورة خاطئة، من خلال معلمة واحدة وأتتني واحدة تتقن التلاوة وكان ذلك قد سهل عليّ أن أضع منهجاً لدورة إعداد معلمات القرآن الكريم مدتها ثمانية أشهر تحفظ خلالها خمسة أجزاء وتكمل تلاوة القرآن الكريم، ومن ثم من تنجح في هذا الامتحان تعود للتدريس وتواصل بعد ذلك الحفظ إلى أن تتم حفظ القرآن الكريم ثم بعدما تتم حفظ القرآن الكريم توجد دورة أخرى لتثبيت هذا الحفظ لأن القرآن يتفلت، فكانت عندي ثلاث دورات دورة إعداد معلمات القرآن دورة تكميل معلمات القرآن الكريم لحفظ كامل المصحف، ودورة تثبيت القرآن وأيضاً الإداريات في المدارس ألزمتهن بحفظ القرآن الكريم ليكن قادرات على معرفة مستوى تدريس المعلمة في الفصل، وبعد هذه الدورات استطعت أن أخرّج مئات المعلمات وبدأن المعلمات حتى ينطلقن للتدريس في السكن الداخلي للطالبات في كلية التربية للبنات في المدينة المنورة، في السجون، في المصحات النفسية، في المستشفيات، أيضاً قسم الدراسات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها فقد أصبح طلبة الجامعة الإسلامية يطلبون من إدارة الجامعة أن يسمحوا لهم بإحضار زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم للدراسة في مركز حماد لأن الدراسات كانت كلها في مركز حماد وهي باسم جدي المرحوم محمد حماد، ليتعلموا القرآن وليتعلموا اللغة العربية، لأن هناك من الطالبات من يوغسلافيا اللاتي أتين للدراسة في كلية التربية ولم يعرفن شيئاً من اللغة العربية فكن كالضائعات فقيل لي عنهن فقلت أن يأتين وكانتا طالبتين في خلال شهرين خصصت لهما معلمة تدرسهما اللغة العربية وفق منهج اللغة العربية لغير الناطقين بها الذي وضعه معهد تعليم اللغة العربية التابع لجامعة الملك سعود، وأيضاً تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعة الإسلامية، وبفضل من الله تمكنت هاتان الطالبتان من اللغة العربية في هذه الفترة الوجيزة ومن المصادفات أني التقيت إحدى هاتين الطالبتين في مؤتمر اتحاد النسائي العالمي الذي كان في بيروت ورأيتها ورأتني وهي تعرفت علي على الفور، وقالت لي أنا فلانة أتذكرين وكانت تتحدث باللغة الفصيحة وسعدت جداً أن هذه التي كانت لا تعرف اللغة العربية تتحدث اللغة العربية بطلاقة وحافظة للقرآن، والطالبات اللاتي كن يتخرجن من مدارس تحفيظ القرآن يفتحن مدارس في بلادهن فكانت تأتيني رسائل من مختلف أنحاء العالم يطلبن مني المزيد والاستفادة من الطريقة والمنهج الذي اتبعته في المدارس، المهم أنني وضعت خطة لتخريج ألف حافظة لكامل المصحف ابتداءً من 1407هـ ولكن للأسف استقلت من رئاسة المدارس في عام 1413هـ ولا داعي لذكر الأسباب، ولعلكم تفهمون من خلال ذلك لماذا استقلت، استقلت وأنا أتمزق حسرة وألماً وأسى حتى إنني لم أستطع الإقامة في المدينة المنورة، وأقمت في القاهرة أكثر من سنة، وكانت استقالتي غير مقبولة مجمدة، ولكنني أصررت على الاستقالة، هذه مرحلة من حياتي لن أنساها ما حييت وحتى عندنا في مؤتمر اتحاد النسائي الإسلامي في بيروت اقترحت على الدكتورة سعاد الفاتح وكانت رئيسة الاتحاد إنشاء أمانة عامة لتحفيظ القرآن لنشر تحفيظ القرآن بين جميع المسلمين في أنحاء العالم وخصوصاً نساء الإسلام فوافقت على الفور وأقر المؤتمر هذه التوصية وأقروا أن أكون أنا الأمينة العامة لهذه الأمانة ولكن للأسف لم نستطع إنجاز هذا العمل لأنه يحتاج إلى دعم مالي كبير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.