شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة سهيلة زين العابدين حماد))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الجمهور الكريم .
لن أجد تحية أفضل من تحية الإسلام أحييكم بها فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أما بعد .
لا أخفي عنكم سراً فأنا في هذا الموقف عاجزة عن التعبير عما يجيش به صدري وقلبي من أحاسيس ومشاعر وما كنت أتوقع يوماً أن أقف هذا الموقف أن التكريم في الغالب يكون للرجال أما نحن النساء فنادراً ما تكرم الواحدة منا، ومقابل مئات الرجال قد تكرم عشر نساء أو أقل مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من أكرمهن كريم ومن أهانهن لئيم، والقائمون على هذه المؤسسة الثقافية الكبرى ينطبق عليهم الشطر الأول من الحديث الشريف إذ بادرت بتكريم نساء هذا الوطن وهو خطوة رائدة نأمل أن تحذو حذوها المؤسسات التي تحتوي برامجها على تكريم فشكراً من الأعماق لمؤسسة معالي الشيخ عبد المقصود خوجة الثقافية على هذا التكريم كما أشكر معالي الدكتور محمد عبده يماني على كلمته الطيبة والحقيقة الدكتور محمد عبده يماني عندما كرمت في مؤتمر السعوديين الثاني كانت أول تهنئة جاءتني من معالي الدكتور محمد عبده يماني فأشكره شكراً جزيلاً وأشكر الأخوات والأستاذة لجينة على الكلمة التي قالتها والحقيقة عيني ترقرقت بالدموع وتذكرت أستاذي الأستاذ الدكتور أحمد عبد الغفور رحمه الله الذي كان أباً حانياً علي وكنت في بداية مشواري، وكان دائماً يقف إلى جانبي وتوجد رسائل بيني وبين الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار وإن شاء الله سأضمها في كتاب ثم أنشرها، وأيضاً أشكر الأستاذة منى مراد والشاعرة خنساء هذا العصر، الدكتورة بخاري.
أيها الحضور الكريم أستأذنكم وأستأذن القائمين على هذه المؤسسة الثقافية الكبرى وعلى رأسها معالي الشيخ عبد المقصود خوجه في إهداء هذا التكريم إلى من هما أحق به مني وصاحبا الفضل علي بعد الله أن أتحدث إليهما الآن في هذا المكان وفي هذه المناسبة إنهما والداي الكريمان فإلى روحيهما الطاهرة أهدي تكريمي وفاءً وعرفاناً، لقد ربياني على الفضيلة والمبادئ وقيم الإسلام والجرأة والثبات في قول الحق ونصرته فأمي رحمها الله كان تقطر حباً وحناناً وكانت الكبيرة الصابرة ويشهد لها نساء عصرها بذلك، ومع هذا أجدها قوية وثابتة وخصوصاً في الحق ولديها قدرة عجيبة على المواجهة وقول الحق وكانت تكره النفاق والكذب فكرهتهما مثلها، أما أبي رحمه الله فقد ربانا أنا وأخوتي أيضاً على قول الحق والثبات عليه، وأن لا نخشى فيه لومة لائم وهو بعلمه الواسع وعشرته للقرآن الكريم والذي أتم حفظه وهو ابن تسع سنوات وأم المصلين وهو ابن 12 عاماً وظل لسانه يردد القرآن آناء الليل وأطراف النهار حتى فارق الحياة فبعشرته للقرآن الكريم تخلّق بأخلاقه، وقدم النموذج الأمثل الذي يكون عليه عالم الدين الحق والأب الحق؛ هذان الأبوان الصالحان جاهدا وكافحا في تعليمي أنا وإخوتي وأمي رحمها الله حثت والدي على تعليمنا ولم يبخلا والداي على تعليمنا فقد درست أنا وشقيقتاي الكبريان المرحلتين الإعدادية والثانوية بالانتساب ثم تزوجت أختي الكبرى وأكملت دراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية وواصلت أنا وأختي سهام الجامعة بالانتساب وكان والدي رحمه الله يحضر لنا أساتذة ليدرسونا في المرحلتين الإعدادية والثانوية وكان يحرص على أن نتلقى العلم من معلمين، فكان يقول لا يبارك الله في علم دون معلم فالذي يتعلم بلا معلم يكون معلمه الشيطان، لن أنسى أبداً أن أبي رحمه الله رغم كبر سنه وهو في الخمسين، كان ينتظرني أنا وأختي سهام عند لجنة الامتحان في الرياض ثلاث ساعات وهي مدة امتحان المادة حتى يعود بنا إلى الفندق، حيث نقيم لشدة حرصه على وقتينا لأنه يخشى إن عاد إلى الفندق فيأخذه النوم، فيتأخر علينا ولن أنسى أبداً ذهابه بنفسه إلى بيوت الطلبة في الرياض ليأخذ منهم المحاضرات ويصورها ويعيدها إليهم حتى إن الطلبة كانوا يشفقون عليه ويقولون له نحن نأتي إليك ونحضر لك ما تريد، ولن أنسى أبداً كيف كانت شدة حر الرياض، ففي منتصف النهار يجوب مطاعم الرياض يجلب لي أشهى أنواع الأطعمة لأن طعام الفندق كان لا يناسب معدتي، ولن أنسى أبداً كيف كان يلبسني العباءة بيديه الحانيتين ويحصنني بآيات من القرآن الكريم عند ذهابي إلى الامتحان، ولن أنسى أبداً أمي التي آثرت أن تبقى في المدينة المنورة مع أختي الصغرى وأنا وأختي سهام نسافر مع أبينا إلى الرياض لمدة ما يقارب الشهرين لأداء امتحان الجامعة، ورغم مرضها وحاجتها إلى الرعاية آثرت ذلك على أن نكون بجانبها، ألم أقل لكم إن والدي أحق مني بالتكريم.
أيها الحضور الكريم حياة المرء منا أشبه برحلة قطار ففيها محطات تستدعي الواحد منا أن يتوقف عندها تكون علامة فارقة في حياته، قد يكون منها له دور كبير في تغيير مجرى حياته أو في طريقة تفكيره ومنها ما يمثل رسالته وهدفه في الحياة، ومحطات قطار حياتي كثيرة سأتوقف عندها جميعاً بضع لحظات باستثناء المحطة الكبرى في حياتي التي تمثل هدفي ورسالتي ومطلبي وكل المحطات السابقة توقفت فيها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :739  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 190 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.