شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الأستاذ الدكتور رضا عبيد))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الكرام،
الأستاذات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في نظري بعد هذا الجهد الطويل 25 عاماً يحق للشيخ عبد المقصود خوجه أن يجلس على كرسي الاعتراف أمامكم ليقول لكم هذه ليلتي أحتفل بها بكم ومعكم بمرور خمس وعشرين سنة من عمر الاثنينية المديد إن شاء الله في خدمة الكلمة وعشاقها ومحبيها وخدامها من رموز العلم والأدب والفكر في المملكة العربية السعودية وخارجها الذين أغنوا الساحة بإنتاجهم وعطاءاتهم واستحقوا التكريم ودعونا نلقي بعض الضوء على جانب من قصة الاثنينية مع الشيخ عبد المقصود خوجه حيث كتب في تقديمه للعدد الأول من الاثنينية ما يلي:
(في البداية كانت الكلمة.. نهراً يتدفق رواء وخضرة وحياةً .. بحراً يفيض ثراء وأحلاماً لا نهاية لها وشمساً تدفئ العقول بالمعرفة والقلوب بالذكرى والوعي بالحقيقة مطلب الإنسانية ومبتغاها.. ومع البداية الأولى كان العشق لها والحب لأهلها يختلط بأيام وسنوات طفولتي الباكرة.. فمن الصباح كان يلتقي الكتَّاب وشعراء وأدباء الوطن في مكتبة والدي محمد سعيد عبد المقصود خوجه يرحمه الله.. رئيس تحرير أول صحيفة صدرت في عهد مؤسس المملكة وموحدها الملك عبد العزيز يرحمه الله..
إلى تلك الأمسيات الباذخة والزاخرة التي كان يعقدها والدي على ضفاف موسم الحج من كل عام في الليلة الثانية من ليالي عيد الأضحى المبارك على شرف أدباء وكتاب وشعراء ومفكري العالمين العربي والإسلامي فكان الحب يتجذر وكان العشق يستطيل سنديانات وأشجار سرو وكان الفؤاد الصغير يتوه بين ما يسمعه ولا يفهمه والقليل الذي يفهمه كلمات ويجهله معاني وبين ما لا يفهمه ولا يعيه أصلاً لكن البهجة كانت تغمر قلبي الصغير دافئة ودائمة وغير مبررة) وهكذا نجد الغلام عبد المقصود خوجه ينشأ في هذه البيئة المثقفة ويتجذر في قلبه الصغير هذا الحب الكبير للكلمة وينمو على مرور السنين والأعوام ليعطي عندما تحين الفرصة وتتهيأ الأسباب شجرة وارفة الظلال مثمرة الأغصان أمسياتها ندية ومسامراتها شذية كيف لا وهي قامت أولاً وأخيراً بتكريم رجال لهم مكانتهم في المجتمع وفاءً لهم وتقديراً لجهودهم وتعبيراً صادقاً على الحب لهم وفيها تسجيل لتاريخ أولئك الرواد لأهمية التوثيق وتعريفاً بهؤلاء الأعلام، من رجال الكلمة والفكر والعلم والثقافة والأدب للأجيال القادمة وللاثنينية التي أحبها الشيخ عبد المقصود خوجه صوراً عالقة بذهنه تجسد الوفاء والتكريم يحن إليها كلما اشتاق إلى استعادة صورة والده العظيم وإلى طفولته الأولى التي تعلق بها بالكلمة وتعلقت الكلمة به، لا يقوى على الانقطاع عنها حتى إنه يقطع إجازته أو حتى مواعيده مع الأطباء في الخارج ليعود ويلبي رغبة محبوبته في تكريم عالم أو مفكر أو أديب على حساب صحته، وكأنه يقول ما حيلة العاشق إلا ركوب الصعاب ليرضي معشوقته..
أيها الحفل الكريم.. لقد أعطى الأستاذ عبد المقصود خوجه الاثنينية الكثير من وقته وجهده وأغدق عليها بسخاء من ماله ودعا إليها المفكرين والعلماء والأدباء والشعراء من الداخل ثم خرج إلى المجتمع العربي والإسلامي واستضاف عدداً من رموز الأمة العربية والإسلامية وقام بتوثيق هذه اللقاءات في كتاب الاثنينية الأنيق طباعة والمتميز إخراجاً والذي حفظ هذا التراث الفكري والأدبي والعلمي لتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل.. فكان سجلاً لهذه المسامرات يرجع إليه طلاب العلم والباحثين. أيها الحفل الكريم هذا العاشق للاثنينية وهذا المحب للكلمة وأصحابها الذين كرَّمهم أليس من حقه علينا أن نرد له الجميل وفاء بوفاء وحباً بحب وإكباراً لما قام به ويقوم به من عمل جليل تقديراً لجهوده وإعزازاً واعتزازاً بعطائه لعلنا نستطيع أن نوفيه بعضاً له من حق علينا وما له من فضل على العلم والفكر والأدب ونحن متأكدون أن هذه الكلمات التي نقولها لا توفيه حقه لكننا ندعو الله أن يكون عمله خالصاً لوجهه الكريم وأن يضعه في ميزان حسناته يوم القيامة..
أخي عبد المقصود لقد كنت متميزاً في الأداء وكنت مخلصاً في العطاء وكنت حريصاً في العطاء للكلمة وعشاقها ومحبيها وخدامها وكنت متمسكاً بالولاء لهذا البلد الكريم ولقيادته الرشيدة وعلى مدى 25 سنة وأنت تكرِّم كل من قدموا عملاً أو خدمات جليلة لوطنهم واليوم آن الأوان لتكرَّم وتكرَّم باسم هؤلاء جميعاً الذين لم يجدوا أثمن من هذه الهدية الغالية عليكم وعلينا جميعاً شجرة مباركة أخرجت ثمرة طيبة أنارت الطريق لطلبة العلم والمعرفة، إنها صورة والدكم العظيم يرحمه الله فنرجو قبولها من محبيكم رواد الاثنينية والله يحفظكم ويرعاكم ويزيدكم من فضله وكرمه إنه سميع مجيب.
عريف الحفل: الكلمة الآن لمعالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :813  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج