شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وللحَدِيث شجُون
بقلم: عبد العزيز الرفاعي
ومن المقالات الرفاعية - نسبة إلى عبد العزيز الرفاعي - التي تعرضت للتعليق مقالة - "الطول - عز" التي نشرها في مجلة الفيصل في بابه "وللحديث شجون" بالعدد السابع والتسعين شهر رجب عام 1405 حتى أن يستطيع القارئ أن يلم بالموضوع كاملاً – نصاً وتعليقاً أو تعقيباً.
النص الأدبي
الطول عز
نقول في لهجتنا الدارجة: "الطول عز". وهو مَثَلٌ يضرب كلما استطاع طويل القامة أن ينال من الحسيّات ما لا يناله قصيرها.
وهو مثل يقتصر على الحسيّات فقط، أما في المعنويات، فقد ينال قصير القامة ما لا يناله طويلها، وكم بَيْن قصار القامة مَن وصل إلى الأعالي والمعالي فكان فيها طويلها!.
مرّت هذه الخواطر ببالي، وأنا أقرأ، بل بالأحرى وأنا أتصفح كتاب "شرح قصيدة كعب بن زهير" لجمال الدين محمد بن هشام الأنصار (ت761هـ) من تحقيق الأستاذ الدكتور (محمود حسن أبو ناجي).. فقد وقفت في ص 105 على استشهاد ابن هشام بقول الشاعر:
تبيّن لي أن القماءة ذلة
وأن أعزاء الرجال طيالها
وطيالها هنا بمعنى طوالها.. ومعنى الشطر الثاني من الشاهد هو أن الطول عز.. تماماً كما يقول الشاعر مثلنا السائر.. أما الشطر الأول من البيت فلا أقرّ الشاعر عليه.. فإن بين قصار الرجال من تسنّم من العز ذروته.. وشواهد الحال كثيرة جداً لا يحصيها عد.. كما أسلفت القول.
من القائل؟
وللقارئ أن يتساءل: من قائل هذا البيت، الذي أثنى فيه على الطوال، ونال من القصار..؟.
يجيب على هذا التساؤل، محقق الكتاب الدكتور أبو ناجي، فيقول: إنه أنيف بن زبّان النبهانـي من طيء، ذكر في حماسة أبي تمّام، ج1، ص47.. وإنه أحد بني ثقل بن عمرو بن الغوث بن طيء أحدُّ رجالهم سناناً ولساناً.. يذكر يوم الدهناء.. وكذلك فعل صاحب كتاب (معجم الشعراء الجاهلين والمخضرمين)، وهو الدكتور (عفيف عبد الرحمن)، ص43.. ولكنه أضاف إلى المصدر السابق مصادر متعددة هي: ديوان الحماسة شرح المرزوقي 1/47-48، حماسة الخالديين 1/142، موسوعة الشعر العربي 4/373، الكامل 2/94 و 95، الأشباه والنظائر 1/142، الحماسة البصرية 1/35 (ينسبه إلى نهشل).. وورد فيه (ثعل) بالعين بدلاً من (ثق) بالقاف.
 
معجم الشعراء الجاهلين والمخضرمين
وهذا الكتاب عمل جليل بلا شك، وقد أحسن الدكتور (عفيف عبد الرحمن) في صنعه.. وإن المكتبة العربية في حاجة إلى مثله، ولا ضير أن يكون فيها أكثر من معجم حديث في هذا المجال.. فكل ذلك مكسب لها.
أما التعليق على هذا المقال فقد بعث به الأستاذ محمد غالب سالم في رسالة مطولة نقتطف منها ما له صلة بالنص:
الرسالة
الأستاذ الفاضل السيد عبد العزيز الرفاعي المحترم
تجلة واحتراماً:
إنني من قراء كلمتكم الجميلة في الفيصل الغراء: [وللحديث.. شجون]. وهي تعجبني كثيراً، وأجد في قراءتها كثيراً من السرور.. في تركيزها وأسلوبها وعرضها وأفكارها.. فالأسلوب الحديث يزعجني كثيراً.. والأسلوب المعقد المتراكب يلهب أعصابي مهما كان كاتبه؟.. ممن يذكرنا بأسلوب الكتاب المصريين. زمان العشرينات من هذا العصر. وهم في اعتقادي النجوم اللوامع في سماء الأدب الحديث – رعياً وسقياً لذلك الزمان!!.. طه حسين وترديده لبعض الجمل واستدراكه لبعض الأفكار، يبقى في أسلوبه ونمط كتابته في القمة. وكذلك الأستاذ الزيات صاحب الجولات والصولات؛ وصاحب ليلى المريضة بالعراق والشيخ البشري صاحب الدم الخفيف والجمل الحلوة اللطيفة.. كل هؤلاء كانوا لنا الهداة، وكانوا لنا الرواد في الكتابة والمقال والبيان.. والإنشاء.
أما الآن .. "فسوف أموت وفي قلبي لوعة من حتَّى .. [علماً بأنني تجاوزت السبعين]... أرجو المعذرة.. إن تجرأت على الكتابة إليكم تعليقاً على مقالكم الأخير – الطول عز –. والذي يهمني هو أن بيت الشعر:
تبيّن لي أن القماءة ذلة
وأن أعزاء الرجال طيالها..
قد أوردته في نهاية، باب [الطول، والقصر]؟! على سبيل الفكاهة، وأوردت قبله هذا الشعر:
إليك ابنة الأغيار خافي بسالة الـ
رجال وأصلال الرجال أقاصـره
ولا تذهبي عيناك في كل شَرْمـحِ
طوالِ، فإن الأقصرين "أمـازره"
والشعر للأخفش.. وقد أتى به معجم اللسان العربي، كما جاء بيت / تبين لي / في مادة (طول).. ولكنه لم يذكر قائله.. وكانت غايته صرفية أو نحوية.. وذلك للاستدلال على أن الواو لم تقلب ياء إلا في هذا البيت – والكلام لابن جني..
حلب 30/7/1405
2./4/85
والتعليق الثاني ورد من الأستاذ مروان العطية من حلب وذلك ضمن رسالة بعث بها إلى كاتب المقال نقتطف ما يتناسب مع المقال.
مقدمة الرسالة مشفوعة بالتعليق
"الأخ الأديب العلاَّمة الفاضل عبد العزيز الرفاعي حفظه الله وأدامه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تمتعت بقراءة بحثكم الممتع في مجلة الفيصل "وللحديث شجـون" العـدد 97 رجب 1405 ص42.
وكانت لي الملاحظات التالية وأحببت أن أرسلها لكم لما عرفته فيكم من أخلاق علمية إسلامية فاضلة:
1- ذكرتم حماسة الخالديين 1/142 ثم قلتم الأشباه والنظائر 1/142 فهمـا كتاب واحـد لأن كتاب الأشباه والنظائر يعرف بحماسة المُحَدثين أو حماسة الخالديين وقد حققها الدكتور السيد محمد يوسف وطبعها في مصر 1958.
علماً بأن البيت الذي ذكرتموه غير موجود فيها بل ذكر بيتين آخرين من قصيدتـه التي تقارب أربعين بيتاً.
2- قال ابن المستوفي الإربلي المتوفى سنة 637هـ في كتابه: إثبات المحصّل في شرح أبيات المفصّل "وهو مخطوط في مكتبتي في 234 ورقة":
الشاعر هو أنيف بن زبّان البنهاني من طئ وهو إسلامي. ونسب الأبيات الوزير ابن المغربي لأثال بن عبدة بن الطبيب، الإيناس ص 212 و 213 بتحقيق أخينا الشيخ علاّمة الجزيرة العربية حمد الجاسر أنسأ الله في أجله.
3- حبذا لو رجعتم إلى كتاب الكامل بشرح المرصفي (رغبة الآمـل من كتاب الكامـل) (2/26 و 7/45). ففيه حديث عن الطوال والقصار ممتع شيق لعله يكون مادة لمقالة لكم تمتعوننا بها في عدد قريب بمشيئة الله – والأبيات ذكرت في الكامل مرتين كما تلاحظ وهي، في المرة الأولى في ثلاثة عشر بيتاً، وفي الثانية في بيتين ثانيهما بيت الشاعر والمبرّد يجعل الرواية "وأن أشداء الرجال طوالها" ويعتبر الرواية الثانية غير جيدة".
وقد اكتفيت بما سبق من المقالات علماً أن هناك مقالات كثيرة وكتيبات من تأليف الأستاذ الرفاعي – رحمه الله – تحتاج إلى شخص أو أكثر، يقوم بإعدادها ممن له علم سابق، ودراية تامة بذلك، وأن توضع تحت يده وتصرفه كل الإمكانات التي تعينه من إخراج تلك المقالات والكتب من حالة الركود التي ما زالت غارقة فيها مما قد يؤدي بها إلى النسيان وإننا لنترقب الفرصة التي تخرجها من الظلمات إلى النور.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1193  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.