شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ عبد المقصود خوجه: إخواني الكرام ما سمعناه الليلة والله لا نمله ولا نكل منه ولو قضينا الليل حتى الفجر مع أستاذنا عاصم حمدان، ولكن للناس أعذارها، وإذا عاد الأمر فكما قلت: أنني (عود من حزمة)، وهو مَثَلَنا المكي المعروف، فباعتباري عود من حزمة فلا أمثل إلا ذاتي، ولذلك اسمحوا لي بعد أن سمعت ما سمعت وبما تأثرت به أن أحجب الحوار هذه الليلة، وأعد بدلاً من ذلك إذا وعدني أستاذي الفاضل الدكتور عاصم حمدان أن أعطيه هذه الأسئلة ليجيب عليها وأنا أتعهد بنشرها في موقعها لهذه الليلة التي أعتز كثيراً وكثيراً جداً باحتفائنا بهذا العلم، لأن الدكتور الليلة أعاد لنا كثيراً من المُثل والأخلاقيات والقضايا التي تمس أخلاقياتنا الصادقة الصحيحة التي نسيناها أو تناسيناها لا أعلم ولكنها نُزعت منا، يبدو أننا ظَلَمْنا وظُلِمْنا بسببها، ونحن مشتركون في الإثم جميعاً لا أفرط في ذلك وأقولها قولة حق.
اسمحوا لي وأختتم باستغفار لله سبحانه وتعالى من زلة لساني ولكن هذا قول ينبع إن شاء الله من روحي صادقاً لوجه الله.
علامتنا وحبيبنا الشريف عبد الله فدعق بما له من وجاهة روحية لديه كلمة صغيرة أرسلها يقول فيها:
إن أخذ الدكتور عاصم عن علماء المسجد الحرام - رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي - جعله علماً في الشريعة مثلما هو كذلك في الأدب واللغة، الدكتور عاصم له استشراق صادق في الحياة السياسية العامة والخاصة، للدكتور عاصم غيرة دينية محمودة خصوصاً فيما يتعلق بالآثار والمآثر، ولعل خير شاهد على ذلك تطوعه في موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة التابعة لمؤسسة الفرقان التي يقوم عليها العلم الأخ الأكبر معالي الشيخ أحمد زكي يماني، رحم الله من مات من أسرته من علمائنا الكبار الذين علمونا وكنا نجثو أمامهم خاشعين نتلقى على أيديهم العلم والفضل، فقد بارك الله له فيما أعطاه، بفضل ما أعطاه وبفضل ما بَرَّ به، فالله سبحانه وتعالى يبارك له في عمله ويغفر له كما نرجو أن يغفر لنا، وأختتم كلمتي هذه بالشكر لكم جميعاً.
 
الدكتور عاصم حمدان: فقط أريد أن أذكر الحقيقة أن من فضائل أو من مآثر الشيخ عبد الله بصنوي أنه هو الذي عرفني بالرجل الفاضل المفكر سليل أسرة العلم والفضل معالي السيد أحمد زكي يماني، نعم لقد قابلته في عام 1395، رأيته كيف يخرج من مكتبه في الوزارة يترك وفداً ثم يفتح الباب ليعلم أن عبد الله بصنوي داخل ومعه العبد الفقير إلى الله ومعنا صديقنا الأستاذ محمد نور، ثم لا يجلس فوق كرسيه وإنما يجلس في الكرسي الذي أمامنا، يقول له: ماذا تأمر يا عمي عبد الله؟ ماذا تأمر يا عمي عبد الله؟ ورأيته مرة وليس في هذا عيب، يحمل الشيخ عبد الله بصنوي تاه حذاءه فانحنى الشيخ أحمد زكي يماني جزاه الله خيرا يدله عليه، فالشيخ عبد الله بصنوي أراد أن ينكب على يدي السيد أحمد زكي يماني ليقبلها لأنه سليل أسرة العلم والفضل ووالده السيد حسن يماني والسيد سعيد يماني الذي كان يُسمى بـ "الشافعي الصغير" - رحمهم الله - .
يا إخواننا لا نؤذي الأموات في قبورهم، إذا اختلفنا مع الأحياء فلندع الأموات في قبورهم، لقد كان حسن يماني وسعيد يماني والسيد علوي المالكي وحسن المشاط ومحمد العربي التباني وعبد الله اللحجي وحسن فدعق وعبد الله الخليفي وعبد الله بن حميد وعبد العزيز بن حسن والسيد محمد أمين كُتبي والشيخ حسن مشاط شيخنا، لقد كانوا علماء ربانيين مخلصين في أقوالهم وفي سلوكياتهم فيجب إن لم نستطيع أن نقول عنهم كلمة خير فيجب أن نصمتَ وأن نسكت عن هذا الكلام الذي يتداوله البعض للأسف الشديد وبالتالي لا نؤذي فقط الأحياء ولكن نؤذي الأموات، هدى الله الجميع وألهمنا الرشد والصواب، والشكر مجدداً لنصير الأدب والأدباء الذي أقول بكل تقدير ومن غير مجاملة أنه أكمل الدرب الذي بدأه الشيخ الفاضل محمد سرور الصبان - رحمه الله - في رعاية الأدب والأدباء.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدي ويا مولاي ويا أخوتي لقد أثار أسماءً كانوا أساتذتي، ويشرفني أن أقول قد تلقيت كثيراً من العلوم على يد أكثرهم، وإنني فخور بهم وهو يذكر هذه الأسماء لئلا تمحى من الذاكرة، لقد كان الشيخ محمد العربي التباني أستاذي وأستاذ جمع كبير ممن ذكرهم وهم يُدَرِّسُون في الفلاح في حصاوى الحرم الشريف، وأنا أذكر قصة صغيرة، فقد كان لأستاذي محمد العربي التباني فضل عليَّ كبير، فقد كتبتُ مسودة كتابه "تحفة ذوي النجابة بما في القرآن والسنة من أخبار الصحابة"، وقد أهداني هذه المسودة وهذا خير ما أحتفظ به من هدية، كان أستاذاً لأساتذتنا الأعلام السيد علوي عباس المالكي، والد زميلنا وأخينا الدكتور السيد محمد علوي مالكي، والأستاذ السيد محمد أمين كتبي، والأستاذ الشيخ محمد نور سيف، والأساتذة كثيرون ممن ذكر كانوا يأخذون عنه ويأخذ عنهم، ولذلك أحياناً كان يداعبني وكان يقول لي جدك أستاذي وأنا أستاذه، وتلميذي وأنا تلميذه، وقد علَّمتُ أباك وعلمتك، فهل لي أن أُعَلِّم ابنك فأقول أنني علمتُ أربعة أجيال؟!! وهذا ما حدث لقد أخذت ابني من أُذنيه أشده إلى شيخنا محمد العربي ليأخذ منه حديثاً واحداً، فقرأ عليه حديثا وهو أول حديث في صحيح البخاري حديث "إنما الأعمال بالنيات"، ولذلك أشرف وأتشرف وشرفت وشرف جدي وأبي وأنا وابني بتعليمنا على يدي الأستاذ محمد العربي التباني - رحمه الله رحمة الأبرار - أدعو لهم دائماً بالمغفرة والله ما سجدت إلا دائماً أقول: اللهم اغفر لوالديَّ ولمشايخي.
لقد أراد المربي الفاضل الأستاذ مصطفى عطار الكلمة ولكن مع الأسف لم نستطع أن نلبي طلبه في هذا الجمع الكبير ففقدت توازني مما سمعت من ذكريات كثيرة فأرجو أن تعفوا عني جميعكم، أستودعكم الله وأشكر لكم، كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبكم ويثيب هذا الرجل الطيب الذي أعاد لنا الكثير من المفاهيم التي أراها ماثلة أمامي، وهذا يكفيني..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :576  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج