بغداد نعشك تستقر ضلوعه |
فى أضلعي ويموت فيه الموعد |
رئتاه مروحتان في صدر المدى |
حرح الهوا بهما، وعاث المفسد |
وعلى حواشيه المنى مصلوبة |
تجثو على أعطافهن الاعبد |
وتفر احلامي ممزقة الخطا |
يبكي بقاياها مساء أربد |
ومشيعوك الاقربون دموعهم |
مخضوبة رصدت عليها الرصد |
ذخروك للاقصى، فكنت لهم شجى |
ادمى العيون بدمعة لا تهمد |
وافتن فيك العاشقون فزينوا |
بك شعرهم، وتقربوا وتوددوا |
رسموك تمثالا على أهدابهم |
وتيمنوك منابعا لا تنفد |
وبنوا لنصرك في النفوس مدائنا |
شماء، جذوة حبها لا تخمد |
من كان يدري أن حبك قاتل |
وبأن مثلك للوشائج يجحد؟ |
اولست وارثة (الرشيد) وجده (الـ |
منصور)، و(المأمون) ذاك الامجد |
أين الرجولة والبطولة والفدا؟ |
أين العلوم؟ واين ذاك المحتد؟ |
(أسد علي وفي الحروب نعامة |
خرقاء) تدفن وجهها وتسود |
أعلى (الكويت) يكون شرك والعدا |
لهم السلامة والدعاء يردد؟ |
وعلى ذويك يقود (صدام) الاذى |
ويقوم يهذي بينهم ويهدد؟ |
الله يا بغداد ظلمك فادح |
لم يرع قربى، وهو منك تمرد |
عذرا اذا اشتعل القريض معاتبا |
فالعتب قد يشفي النفوس ويسعد |
ها أنت تلقين المواجع من فتى |
(تكريت) يرمي سهمه ويسدد |
وعلى ثراك المجد منتحر، له |
بين المعالم غيرة تتوقد |
لكنها بيد (الدعي) سبية |
الوى بها الحقد المشين الاسود |
يا للعقوق الفظ يملأ قلبه |
والغدر بالجيران ساعة يولد |
ارض الحضارة والخلافة تشتكي |
من بغيه، ويقل فيها المنجد |
واذا تقاعست العزائم سامها |
سوط الطغاة، وند منها المقود |
رغم الجراح نود يا بغداد لو |
عقل السفيه وساد فيك الرشد |
* * * |