يا أمة الاسلام، فجرك نَورًا |
والروض فى ساحات مجدك أزهرا |
سحب المعالي فى سمائك أمطرت |
غيثا، وأجرت فى رحابك أنهرا |
نشرت رياحك فى جوانب كوننا |
أمناً، وإيماناً وفكرا نيرا |
لبست بها الاشجار ثوبا مورقا |
وغدت بها الصحراء روضا أخضرا |
* * * |
يا أمة الاسلام لست بجاهل |
بالخطب، أو متغافل، عما جرى |
إنى لاسمع ألف بوق حولنا |
تلقي على الاسماع قولا مفترى |
وأرى طغاة يسحقون شعوبهم |
باسم الفداء، ويفعلون المنكرا |
وأرى أمامي لوحة مشؤومة |
سوداء قاتمة ووجها أغبرا |
وأرى يد الباغي تثبت خنجرا |
فى ظهر أمتنا وتنزع خنجرا |
لكن قلبي لم يزل يا أمتى |
متعلقا بإلهه مستبشرا |
* * * |
يا أمة الاسلام ذاكرتي غدت |
مشحونة فوددت ألا أذكرا |
ووددت لو أني طويت دفاتري |
وجعلت حبري لا يلامس دفترا |
ووددت لو أنى دفنت مشاعري |
وجعلت قلبى جامدا متحجرا |
من ذا أنادي والمسامع تشتكي |
صمماً وأصبحت الضمائر تشتري؟! |
من ذا أخاطب والوسائل لم تزل |
تروى حديث المرجفين مصورا؟! |
أنسيت إيران التى حاربتها |
بالامس قدمت الشباب لها قرى؟! |
أثكلت، أما فى العراق ولم تدع |
شيخاً ولم تترك لشعبك مصدرا |
واليوم تنسى كل ما ضحى به |
شعب العراق وتستقل بما ترى |
* * * |
يا أيها الباغي نكأت جراحنا |
وكسوت وجه الشمس لوناً أصفرا |
أحييت فينا فتنة وجعلتنا |
فى أعين الاعداء أسوأ منظرا |
وجعلت أمتنا تمزق ثوبها |
وتصك وجها بالتراب معفرا |
ما ذنب أطفال الكويت وما الذى |
صنعوه حين جرى عليهم ما جرى؟؟ |
ولم اعتديت على المحارم لم تجب |
صوتا لمسلمة تريد تسترا؟! |
كنا نظن الذئب أغدر غادر |
حتى أتيت فكنت انت الاغدرا! |
* * * |
يا أيها الباغى الذى افترش الهوى |
وبكل معنى للضلال تدثرا |
إن كنت ذا عقل ففكر برهة |
ما خاب ذو عقل إذا ما فكرا |
واذا أبيت فإن سيف إبائنا |
سيزيل رأس البغي مهما استكبرا |
* * * |
يا أيها الباغي سلكت إلى الردى |
ـ من حيث لا تدرى ـ طريقاً أقصرا |
ما كل ذى لبد بليث كاسر |
وإن ارتدى ثوب الاسود وزمجرا |
ما كل منتصر ينال بنصره |
عزا، وإن شرب الدماء وأهدرا |
يستخدم الشيطان كل وسيلة |
لكنه يبقى الاذل الاصغرا! |
* * * |
يا إخوة الاسلام فى بغدادنا |
كشف الستار وقد عرفنا المخبرا |
فإلى متى تستسلمون لظالم |
نثر الغبار أمامكم، وتهورا؟ |
ومضى يبث لكم دعايته التي |
أعمى بها نظر الحكيم وخدرا |
وإلى متى يبقى يصب دماءكم |
في كأس نزوته شراباً أحمرا؟! |
والى متى يرمى بكم إخوانكم |
والقدس يفرك راحتيه تذمرا؟ |
* * * |
يا طفلنا فى القدس لا تيأس ولا |
تنظر إلى احداثنا متحيرا! |
اقذف حجارتك الكريمة إننا |
لنرى الحجارة بالبطولة أجدرا |
لا تنتظر منا السلاح فإنه |
قد ضاع فى درب الخلاف وأهدرا |
ما زال يحصدنا به متنكر |
للحق .. إنا نلعن المتنكرا |
إنى أعد حجارة ترمي بها |
وغدا.. سلاحاً فى الحروب مطورا |
ما دمت تقذفها إلى أعدائنا |
حر اليدين مهللا ومكبرا! |
* * * |
يا قدسنا المحبوب عذرا إننا |
تهنا على درب الخلاف كما ترى |
وقفت سدود الخائنين أمامنا |
فاعذر فإن الشهم من قد أعذرا |
سنرتب الصف الذي عبثت به |
أيدى الجناة وسوف لن نتأخرا |
سنجئ فى ظل العقيدة أمة |
مرفوعة الاعلام محكمة العرى |
مهما تعددت المشارب حولنا |
مهما تطاول ظالم وتكبرا |
فلسوف تبقى أمتي منصورة |
ترنو بعينيها الى أم القرى! |
أ ولم يبشرها الرسول بأنها |
ستظل أقوى فى الوجود وأقدرا؟ |
ستظل طائفة على إيمانها |
منصورة تبني الكيان الاكبرا! |
* * * |
يا أمة الاسلام، وجهك لم يزل |
بالرغم من هول الشدائد مسفرا!! |