شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر / العصر
[ للشاعر اللبناني/ محمد علي شمس الدين:
[ - لينام الشاعر، أغمض أطراف أصابعه
[ وتوسَّدها كجنين في رحم الأرض وناما
[ أيقظ روح الأنهار ونامْ
[ أيقظ روح الأشجار ونامْ
[ أشعل أسئلة في حطب الأرض ونامْ
[ ورمى عينيه المغمضتين كجوهرتين على الأيامْ!!
[• يا شاعر البراءة والحب والياسمين في عصر البرية... يا حبيبي/ نزار قباني:
[ بعد غيابك.. ستعود عواطفتنا: أمّية، وخفقاتنا عييّة، واعترافاتنا مزوَّرة رمادية!
[ في تلقيَّ لخبر موتك.. خلت أن حبراً بلون الدم يحوطني، ليس دمك - يا حبيبي - فدمك هو نهر الأشواق.. وليس شفقك، فشفقك هو: قمر يتفقّد وجوهنا.. ولا حتى غروبك عن دنيانا في معنى الإرتحال، فغروبك: وحشة الوحدة التي تداهمنا أبداً!
[ لكنَّ خبر موتك.. كان هذا الحبر الذي تميَّز بلون خاص به.. كان هو: دمعة الوطن العربي الكبير الذي يركع اليوم ذليلاً في أضواء وكرنفالات الصهاينة فوق أرض فلسطين المغتصبة وهم يحتفلون بمرور خمسين عاماً على اغتصابهم للكرامة العربية... وكان موتك هو: طعنة للحم طالما سقيته بدموعك وصهيلك الشعري!
[ كل الصور التي فاضت حياةً - حتى بعد موتك يا حبيبي - شلَّعتها الريح اليوم، لتذروها في غبار زماننا غير البهيج والصاخب بمحاولات ((الإعتلاء)) غير المجدية.
[• فهل أكفّ عن تقريع (الموت) ولومه وهجائه والغضب منه؟!
[ نعرف أن الموت: حق.. وان كان حضوره يسلب منا مَنْ نحب، ومَن نعاشر.
[ فكيف يمكنني أن أتوقف عن هذا الانشاد الحزين؟!
• • •
[• لقد اقتتح ((نزار)) - رحمه الله - هذا التعارف المباشر الشخصي بيننا حين أرسل لي عبْر الفاكس أول وردة منه: كلمات حميمة بتاريخ 24/12/1994بخطه الأنيق جداً، وقد افتتحها بهذا السطر:
[­ (رسالة من نزار قباني إلى عبد الله الجفري - جدة).
[ ليقول لي في إشراقة الرسالة:
((ما أجملك حين تكتب عن التاريخ تاريخي.
[ وما أقوى ذاكرتك حين تستحضر تفاصيل رحلة - الهولندي الطائر - بحراً بحراً، مرفأ مرفأ، عاصفة، عاصفة، امرأة، امرأة))!
• • •
[• سمّيته: (الشاعر/ العصر).. فهو بشعره افتتح عصراً موسوماًبلغته الجديدة، بمدرسته النزارية الخاصة، بتفاصيل عشقه، بمفرداته، بشهادته على العصر... وهو بموته اختتم هذا
(قمر) كإضاءة نزار!!
[ هذا الشاعر... وقف - بشعره ونثره الشاعر - في قمة الكرامة محافظا ًعليها وعليه فوقها، وفي إشراقة الكبرياء الذي يستحق، وفي عطاء الموقف (العروبي) كحصان يركض في منعطفات التاريخ!
[ ويعتادني صوته اليوم: صدىً يسري في أوصالي وينغل في عروقي، وهو يهاتفني من لندن فزعاً حزيناً يسألني: ((لماذا اختفت نقطة حوارك ياعبد الله))؟! ولايمهلني حتى أُرتب له إجابتي، فيستطرد هذه المرة متدفقاً بخوفه عليّ قائلاً: ((برغم شغلات لك تُلفتني وتثير اهتمامي في ماتطرحه عن هموم السياسة العربية في عمودك، الاّ أنني أشفق عليك من رد الفعل.. نريدك أن تستمر تكتب لنا كل صباح فلا تغيب غيبتك المحزنة هذه.. فهل تعدني بأن يلصقوا بك تهمة: كاتب المرأة، كما ألصقوا بي من القديم ما صاغوها تهمة فسموني: شاعر المرأة))؟!
[­ أجبته وأنا أكفكف دمعة في عيني مستدفئاً بحبه الرائع هذا.. فقلت له: وهل نجوت أنت من حرائق السياسة كشاعر ومبدع؟!
لكنني سأفكر في خوفك عليّ.. أحبك أيها النهر العذب!!
[• فيا صديقي العظيم/ نزار:
[ امنحنا موعداً جديداً مع الحب، والحياة، والأمل.
[ أكتب لنا المزيد من شموعك، وعطورك، وياسمينك.
[ أكتب لنا قصائد اللغة/ المجد، بحجم تاريخك/ العشق.
[ وابق لنا ومعنا: تدهشنا، وتُدَوزن خفقاتنا بشعرك، وتُشَرنِق بوحنا بنثرك!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :921  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 500 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج