شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لك الله... أتعبناك!
[من دموع الشعر العربي على رحيل الشاعر/ العصر:
نزار قباني.. هذه الأبيات للشاعر/ غازي القصيبي:
[ - ونغشاك أوطاناً.. تنوء بذُلِّلها
[ فتأخذ منها حزنها.. وتزمجرُ
[ ونلقاك عُشَّاقاً، فتُطعمنا الرؤى
[لكل حبيب في جيوبك: دفترُ
[ لك الله.. أتعبناك! لانحن نرعوي
[ولا أنت من زوراتنا.. تتضجَر!
[ • يا حبيبي يا نزار: يا صديق الوردة في كلماتنا، أيها الراحل عن دنيانا التي تزهو بتجفيف الزهور.. يامن كتبت إليَّ في عام دنياك الأخير.. فقلت لي:
[ - ((الحبيب/ عبد الله: هذا الصباح اكتشفت مجنوناً آخر يشبهني بنوبات الصرع، ونوبات الصبابة، ونوبات الكتابة.. فماذا أفعل لك إذا كنت لا تسمع كلام الأطباء، وترفض الحبوب المهدئة، وتعضُّ على أيدي الممرضات؟!
[ سلام عليك أيها الرجل الذي لا يتوب:
[ ماتُبت عن عشقي، ولا استغفرته.
[ ما أسخف العشاق إن هم تابوا))!!
• • •
[ • فلماذا لم تنبت على جسر المحبة والصادقة بيننا: وردة التواصل واللقاء إلا قبل دخولك المستشفى بشهور قليلة.. فكان ارتواء عيني بنظرتها إلى وجهك وأنت على السرير الأبيض، ثم وأنت في بيتك بلندن تستعين بالعكاز على وقفتك ومشيتك الواهنة؟!
[ هي أيام - فقط - من عام ثري بذلك التواصل معك، وكأننا التقينا منذ عشرات السنين.. تشبّثت بك، بوردة الحب التي أوصيتني بها في زمن الرصاصة والقنبلة والرسائل المفخَّخة والأقنعة المزيفة.. وكانت أوجاعك وأوجاعي - كإنسانين - ذهاباً ومجيئاً، أنهل منك وأمتح صبابة الوجد من تنويعاتك الجميلة بالكلمة على مقام العشق.. أنت هذه السنبلة التي أزهرت آلاف السنابل من غرسات الحب والحياة.. أنت الذي كنت (وستبقى): موّالنا، وبحور شعرنا، وأبجدية بوحنا، وموسيقى شجوننا... فنصل بأمنياتنا إليك: عشقاً مستمداً مما تعلمناه منك، نحطم به التوابيت، ونصرع به الطواغيت... ونغرس السخاء حولنا، ما أمكنا!
• • •
[ • يا حبيبي يا نزار... أيها الشاعر التاريخ، العصر، النشيد القومي لخفقتنا:
[ طبت نفساً في مرقدك الأخير... طابت روحك التي مرت من هنا: تُغنِّي لنا حداء شاعر ابتكر للحياة ألواناً من الياسمين والفاغية والنعناع، وحرَّض استكانة أمته في الهوان على أن تَنضُوَ عنها الذل والتركيع وتَصْدَعُ بالحرية وبالكرامة!
[ لم أدْر - ياحبيبي - أنك بلغت أيامك الأخيرة وأنا أتوسل لهاتفك أن يسمعني صوتك ولو ضعيفاً واهناً كما سمعته قبل شهر.. وأنك تقطف ياسمينة الليل الأخيرة، وتتأبط ((تفعيلة)) واحدة، وتركض إلى انعكاس الفجر على صفحة ((التايمز)) تغرق غربتك في أعماقه، و..... تموت: قلباً مكسوراً، وعصفوراً يتبتَّل!
• • •
[ • يا حبيبي يا نزار: إسترخ هكذا بهدوء، براحة، في محبة ملايين تظاهرت قلوبهم وخفقاتهم فجر الخميس/ 30 ابريل: حزناً على رحيلك إلى الخلود.. فانعم برحمة الله، واترك لمن خلفك: هدير كلماتك في الباطن والظاهر الدرامي العربي!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :707  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 499 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .