شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قنديل حب... يضيء!؟
[من شعر/ حسن عبد الله القرشي.
[ في رثاء الشاعر - العصر (( نزار قباني )) :
[­ لو كان يمنع فقداً: مجدُ صاحبه.
[ كنت المفدَّى بمجدِ صيغَ للأبد.
[ لم ترتحلْ.. أنت باقٍ ملْء ساحتنا
[ بالأمس، باليوم في إحساسنا بِغد!!
[• مابين ((صحوته)) من الأزمة الصحية التي قيَّدته على السرير الأبيض حوالي ثلاثة شهور في إغماءة طويلة، وحتى دخوله إلى ممرّات الموت... حدثت تلك التي تشبه ((المعجزة))، عندما أفاق وانتعش، وجلس ومشى على عكازة تارة ومستعيناً بكتف ابنته زينب تارة أخرى،
وقابل مَنْ ركَضَ إليه: مُحِباً لشخصه، عاشقاً لإبداعه، وتغنَّى بملايين العرب الذين أحاطوا سريره رغم بعدهم، وهاتفوا أهله، وكتبوا إليه!
[ كان عرساً جديداً لهذا الشاعر/ الطفل: نزار قباني.. زفَّه كل العرب، وشاهد بنفسه (مكانته) وحجمه، وامتداده في قلوب ووجدان وعقول ملايين العرب.. ولم نكن نريد - يومها - أن نقول: إنه تأبين ورثاء (تقدَّم) قبل موته ليكون ((نزار قباني)): أول شاعر، مبدع يتمّ تكريمه - جماهيرياً - في حياته ويشهد على محبة الناس له.. فقد اعتدنا في وطننا العربي: أن نُكرِّم المبدعين والمميزين بعد موتهم...... لمدة ثلاثة أيام، هي عمر ذاكرتنا فقط!!
[ وفي بيت حبيبي نزار، عندما اصطحبني إليه صديق الطرفين الكاتب الصحافي الكبير/ عرفان نظام الدين، قال لي:
((أشعر بعد عبور أزمتي الصحية القاسية والطويلة أنني: أعيش من جديد، ربما حتى أعرف مقدار حب الناس لي بكل هذا الصدق والتدفق))!
[ كأن ((نزار)) يومها: كان يقاوم المرض بكل مااتسمت به شخصيته من كبرياء!! [وكنت أحدِّق فيه ذلك المساء وهو يعبِّر عن لحظة تحوُّله إلى ياسمينة دمشقية تتفتح على الحياة من جديد... وأحاول استعراض شريط حياته الطويل، هو هذا الشاعر الذي ظلمه بعض النقاد والكارهين لتميُّزه، فحصروا إبداعاته في ((شعر المرأة)) أو قضية المرأة، ووصفوه بأنه: شاعر المرأة، الذي دخل مخدعها ولم يخرج منه حتى الآن!
[ لكنَّ ((نزار)) طَرق قنوات أخرى، كان من أهمها وأقواها، قضية أمته العربية.. تحول بعد: ((طفولة نهد، وخبز وحشيش وقمر، وأشهد أن لا امرأة إلا أنت))، إلى شاعر قومي عروبي.. واكب مراحل الظلمة والهوان والعذاب لأمته العربية... ولم تكن ((هوامش على دفتر النكسة)) بداية ذلك التحول، فهناك القصائد/اللوحات في العمق الوطني: رسالة جندي في السويس، جميلة بوحيرد، الممثلون، الاستجواب، فتح، شعراء الأرض المحتلة، منشورات فدائية، دعوة اصطياف للخامس من حزيران، حوار مع أعرابي أضاع فرسه، خطاب شخصي إلى شهر حزيران، الهرم الرابع، أنا ياصديقة متعب بعروبتي:
[• ((وإذا قسوتُ على العروبة مرَّة
[ فلقد تضيع بكُحلها: الأهداب))!
• • •
[• كنت أسمعه حين أصغي إلى صوته الذي ضربه الوهن، وحين أستذكر إبداعاته.. ولا شك أن أصعب لحظة في الحياة على الأحياء: هي لحظة فراق مَنْ نحبهم، بما يعني: أن كل شيء - في تلك اللحظة - يذوي ويذبل.. وكففت دمعة من عيني، ونفسي تهمس في داخلي وتبكي: ((خلاص.. ما عاد فيني أفتح عليه تليفون في بدء المساء))!!
[ وأثناء مرضه سألني صحافي في مجلة عربية عن: ((نوع العلاقة بيني وبين نزار قباني)).. فأجبته:
[ - هي علاقة الكلمة بمعناها، وبيت الشعر بقافيته ووزنه، والنغم بموسيقاه، والحب بخفقته، والإنسان بالإنسان في أعماقه، والرؤية بالوضوح، والرؤى بالحلم!!
[ ويبقى ((صوت)) نزار: قنديل حب يضيء ليالي الشتاء، وصرخة وطن ((يسافر بنا إلى أرض البراءة))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :776  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 501 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج