شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار بين المحتفى به والحاضرين ))
ويعلِّق المحتفي على كلمة المحتفى به بقوله:
- ليست هناك أية تقاليد لهذه الجلسة، وما نوده من الأساتذة الكرام والزملاء هو أن يطرحوا أسئلة واستفسارات تنتهي إلى كثير من الفائدة لمكة المكرمة. فهل عند أي من الإِخوان سؤال أو استفسار؟
وعلى إثر طرح هذا السؤال على الحاضرين تقدم أحدهم بالسؤال التالي:
- المعروف أن هناك فرقاً كبيراً جداً، بين فن تخطيط المدن وهو الذي يخطط للطرق والخدمات ومواقع الخدمات الخاصة بالإنسان وحياته اليومية الملحة، وبين دراسة الشخصية العمرانية لبلد مسلم لا بد أن تسود فيه العمارة الإِسلامية بشخصيتها، والذي يحز في نفس كل مواطن غيور بل كل مسلم يقدم إلى هذه الديار لأي غرض كان أن يرى أنماطاً من واجهات المنازل بعيدة كل البعد عن العمارة الإِسلامية. فلماذا لا تعطى هذه الواجهات الطابع الإِسلامي؟ ونحاول إحياء التراث وتطويره مع الحفاظ على الشخصية الإِسلامية؟.. وشكراً..
 
ويجيب المهندس عمر قاضي على استفسار السائل بقوله:
- الحقيقة أن هذا سؤال جيد وللإِجابة عليه أحب أن أقول إنَّ كل المهندسين السعوديين الأوائل قد تلقّوا تعليمهم على الطريقة الغربية، ونظراً لقلتهم فإن المهندسين الذين كانوا يزاولون العمل في المملكة العربية السعودية هم غير سعوديين. أما الآن فعندنا والحمد لله جامعات وفيها أقسام متخصصة للعمارة، وتحاول أن تحيي الطرز الإِسلامية والتراث الإِسلامي.
 
- كما أن منظمة العواصم الإِسلامية هي المنظمة التي تجمع العواصم الإِسلامية شعرت بهذا النقص وهي تحاول جادة إلى سيادة هذا الفكر الذي يجب أن يسود مدننا الإِسلامية وقد وضعت الآن الأطر والمسابقات والجوائز لإِعادة دراسة وتقييم وتأصيل العمارة الإِسلامية الموجودة في المدن العربية والإِسلامية. والمحاولة جادة، وأعتقد أن مشروع تطوير أو مشروع شركة مكة للتطوير والإِعمار، كان من ضمن الشروط التي اشتملت عليها مسابقة تصميمه شرط ينص على أن يراعي المصمم الواجهات والطراز الإِسلامي. ومشروع مكة بدأ العمل فيه فعلاً واطلعت على الرسومات وإن شاء الله يتحقق. وسوف نلمس جهود المهندس السعودي المتخصص إن شاء الله في القريب العاجل وسنراه وهو يقدم الشيء الكثير لهذه المدن بعد أن درس العمارة الإِسلامية وتخصص فيها كما أن الأنظمة في الوقت الحاضر تنص على أن تكون العمارات أو الواجهات تبرز الطابع الإِسلامي.. شكراً..
 
ثم يتقدم الأستاذ محمد عبد الواحد بالسؤال التالي موجهاً حديثه إلى المحتفى به قائلاً:
- سؤالي أني قرأت يوم أمس عن رجل أعمال سعودي أنشأ ثلاث مدن في أمريكا.. فما هو مصير مكة المكرمة من هذه المشروعات التي يقوم بها رجال الأعمال خارج المملكة العربية السعودية، لا سيما إذا كان هؤلاء الرجال من الذين عاشوا وترعرعوا في أحضان مكة المكرمة؟!
وقد أجاب المهندس عمر قاضي على سؤال الأستاذ محمد عبد الواحد بقوله:
- في الواقع من هذا المنبر أؤكد أن مكة تحتاج فعلاً إلى مشاريع القطاع الخاص، فالقطاع الخاص مدعو إلى الاستثمار في مكة وقرش مكة مبارك. على أنه يجب علينا أن نطمئن القطاع الخاص وأن نذلل الصعاب أمامه حتى يقدم ويجازف ويجد الشجاعة في خوض غمار الاستثمار وأن نبعد عنه شبح تلك المقولة القائلة: إن رأس المال جبان دوماً. وإنني أعد أرباب القطاع الخاص بأنني أذلل هذه الصعاب في حدود صلاحياتي ومقدوري مباشرة، وما كان خارجاً عن صلاحياتي فأسعى إلى تذليله. شكراً.
 
ويشارك الأستاذ عبد الله الشيتي بالسؤال التالي:
- أولاً أشكر السيد الأمين الكريم لما أبداه من رغبة في تقبل ما يقدم له من آراء ومن مقترحات ورغبة في تحقيق المزيد من تحسين مكة المكرمة التي هي في قلوب المسلمين جميعاً. وأنا أتشرف بأن أضيف إلى ما قاله أخي الكريم للحفاظ على وجه مكة المشرق الملحوظة التالية: إن لافتات الإِعلانات التجارية التي قد تشغل حيزاً على الطريق الطويل من جدة إلى مكة المكرمة تفسد النظر بشكل أو بآخر. فلو حل محلها لافتات كتب عليها آيات كريمة وأحاديث شريفة أو على الأقل عبارات لها علاقة مباشرة بشكل أو بآخر بالقضايا الإِسلامية، أو الثقافة الإِسلامية، أو الكتب الإِسلامية، أو نحو ذلك لأن الزائر إلى مكة المكرمة وبخاصة الذين يجيئون من بعيد يجب أن يعيشوا في الجو الروحي الذي يجب أن يظل مسيطراً على مشاعرهم منذ غادروا أوطانهم، ولا نفسده عليهم بمثل هذه الدعايات التي قد تبعده عما جاء من أجله.
- فأرجو إعادة النظر في هذا الموضوع وشكراً...
ورد المهندس عمر قاضي قائلاً:
- الحقيقة هذه ملحوظة وجيهة.. فمكة المكرمة لها قدسيتها والزائر والمعتمر والحاج فعلاً يشعرون وهم في طريقهم إليها أو عند عودتهم منها بروحانية غريبة، ويجب أن نراعي فعلاً مشاعرهم وعلى الأقل في طريق قدومهم وعودتهم فلا نؤذي هذه المشاعر. وأعدك بأن ندرس موضوع هذه الوسائل الإِعلانية أو نعيد النظر فيها، وسنطلب مساعدة الشركات والمؤسسات التي تتولى نشر هذه الوسائل فيما يمكن أن نقوم به جميعاً في تحقيق هذا الهدف. وأعتبر هذا الاقتراح عظيماً كسبناه في هذه الندوة.
ثم تقدم الأستاذ شكيب الأموي بالسؤال التالي:
- يا سيدي أنا عندي اقتراح بسيط خالص، إذا قدمت رسوماً لبناء عمارة جديدة إلى أمانة العاصمة المقدسة وكانت هذه الرسومات من نماذج البناء الحديث الذي يتمشى مع الطراز الأوربي فهل باستطاعة الأمانة أن توجه أو تعكس هذه الرسوم لتكون رسوماً عربية إسلامية، كما أراد الأخ المهندس الكريم.. أم لا؟ وهل يجب أن تفرض على صاحب العمارة طرازاً معيناً من الطرز الإِسلامية؟ وشكراً..
 
وتحدث المهندس عمر قاضي رداً على السيد شكيب الأموي قائلاً:
- إن الموضوع ليس بالسهولة، ونحن في عملنا نسدد ونقارب ونحض الناس على الالتزام بالطرز العربية والإِسلامية، نعطي نماذج جيدة. أما الشركات والمؤسسات الكبيرة والمشاريع الضخمة فإننا نرشدهم بل نقودهم إلى هذا الاتجاه وهم على مستوى جيد من الوعي بحيث يستجيبون لرغبة الأمانة، وقد يكون التدرج في التوجيه مثمراً بحيث نحقق الكثير مما ينبغي أن نقدمه لبلدنا إذا عالجنا الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة وشكراً.
 
وبعد أن انتهى المحتفى به من رده على السيد شكيب الأموي اعترض الأستاذ محمد عبد الواحد على الاقتراح الذي تقدم به الأستاذ عبد الله الشيتي فيما يتعلق بوسائل الإِعلانات التي تقع على جانبي الطريق من جدة إلى مكة فقال:
- إن الأستاذ الشيتي رجل كبير وصحفي معروف ويذكرني بصحفي آخر اقترح ذات يوم أن نحرر الجرائد من نهجها الذي تسير عليه، بحيث تتحول كلها إلى الصبغة الإِسلامية على اعتبار أنها تصدر في بلد إسلامي. وأود أن أقول له: إن الإِعلانات علامات حضارية في كل بلدان العالم، ومكة جزء من هذا العالم، بل يرتادها أكثر من مائة مليون مسلم يتوجه إليها كل يوم. فهل من المعقول أن أقول للشاب الواعي المثقف أنت معزول عن حضارة العالم، وأنا لا أطالب هنا بعدم الاهتمام بالاتجاه الإِسلامي بل لكل شيء مكانه. فمن الممكن أن نضع الآيات القرآنية عند مدخل الحرم وفي الأماكن المأثورة التاريخية أما وضعها على سفوح الجبال وفوق قممها فلا أعتقد أن في هذا ما يمكن الاحتجاج عليه. ولم يسبق لأحد من الناس أن احتج على وسيلة إعلانية وضعت على جانب طريقٍ ما في أية بقعة من العالم، ونحن جزء من هذا العالم فالإِعلان في حد ذاته منظر حضاري يجب أن نشجعه لا أن نشجبه والسلام عليكم.
 
وبعد أن ترك السيد محمد عبد الواحد اللاقط استلمه الدكتور حسين جمعة معترضاً على ما تفوه به الأستاذ محمد عبد الواحد فقال:
- من الغريب حقاً أن يقف شخص مسلم ليعلن المساواة بين منطقة معينة في اوروبا وبين مكة المكرمة، وأن الإِعلانات التي تعج بها شوارع البلدان الغربية دليل حضارة وتطور ويجب أن لا نعزل مكة عن هذا الجانب المهم من الحضارة. وفي الواقع أنا لا أرى في اقتراح الأستاذ عبد الله الشيتي أي هجوم على الحضارة أو المدينة ولكنه دعوة إلى التجرد عن الانصراف المادي إلى العالم الروحي الذي جاء من أجله، وأن يظل سائراً فيه حتى يكمله. ومكة المكرمة بها بيت الله وإليها تهوى الأنفس والقلوب، وجدة بوابة هذا البيت، ومن البوابة إلى البيت يجب أن يسود به ما يشعر المار والسائر فيه بعظمة البيت الذي يرغب زيارته وما ينبغي للزائر أن يعمله حتى لا ينصرف إلى ما يلهي قلبه وفكره عن ذكر الله ويعود من حجه أو عمرته أو عبادته لا كيوم ولدته أمه وإنما ليس له من عمله إلاَّ العناء والشقاء.
 
وعلى إثر هذا الاعتراض قام الأستاذ محمد عبد الواحد للدفاع عن رأيه وليفند رأي من ناصر الأستاذ عبد الله الشيتي فقال:
- إن الاستعمار ترك له أثراً في كل بلد في العالم.. إلاَّ في مصر، فإن المصريين عندما استعمرهم الإِنجليز تحولوا إلى مستعمرين للإِنجليز.. بحيث جعلوهم يأكلون طعامهم ويتكلمون العربية، لهذا لم يؤثر الاستعمار في أي يوم من الأيام في مصر. وأنا أشكر للمتحدث غيرته على الإِسلام.. ولكن هل يستطيع أحد أن يزيل الأهرام. والكعبة معلم من معالم الدين؟ لا يستطيع أحد أن يزيله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 227 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.