شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد زكي فارسي ))
ثم أعطيت الكلمة للمهندس زكي فارسي، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. في الحقيقة أن الإِخوة الذين سبقوني عبَّروا عن المشاعر بما فيه الكفاية، أما ما أود أن أقوله فهو أنه تربطني بمعالي المهندس عمر قاضي زمالة منذ سنوات طويلة، عندما بدأنا في التخطيط لمدن المملكة، ثم أصبح وكيل الوزارة لشؤون التخطيط، ومن ثم أميناً لمدينة المدينة المنورة. وأعتقد أن هذا في حد ذاته كافٍ لكي يبين المقدرة التي عنده في أنه يستطيع أن يدير الدفة في الأمانة. ولعل الغاية الأولى في فكره هي التخطيط لمكة المكرمة، لذلك دعونا نتكلم عما يستطيع عمر قاضي أن يفعله في مدينة مكة، فإذا كانت المهنة أهَّلته لكي يقود رجال الأمانة فإن في استطاعته بما أوتي من حكمة ومقدرة وعلم وحس أن يقدم الكثير لمكة المكرمة. ولقد بدأ بالفعل يقوم ببعث جوابات إلى كثير من زملائه في المهنة والأدباء والمفكرين وأصحاب الرأي والمشورة وطلب منهم إبداء آرائهم. وأعتقد أن هذه في حد ذاتها بداية صحية. وهي تدل دلالة كافية على أنه رجل يده مفتوحة لكي تصافح الأيدي الأخر، وبقي علينا أن نعينه وأن نقف إلى جانبه نساعده بكل ما نستطيع من جهد ومال ورأي ومشورة، لكي تصبح مكة واجهة مشرقة لبلدنا العزيز.
- ولقد تحدثت مع معالي الأستاذ عمر نيابة عن لجنة المهندسين بأننا نرغب في اللقاء به لكي نتحاور ونتبادل الآراء فيما نستطيع أن نقدمه لمكة بعد أن قدمت لنا الكثير والحمد لله. وبهذه المناسبة أذكر عبارة أطلقها السيد جون كنيدي عند الاحتفال بتعينيه رئيساً للولايات المتحدة حيث قال: لا تسأل ماذا يمكنك أن تكسب من أمريكا؟ بمعنى آخر ماذا يمكن لأمريكا أن تعطيك ولكن اسأل نفسك ماذا يمكنك أن تعطيه لأمريكا؟ ونحن علينا أن نسأل أنفسنا ماذا يمكن أن نقدمه لمكة المكرمة لا سيما وأن لها فضلاً علينا ونحن نكنُّ لها الشيء الكثير، ونتكلم عن ذلك ولكن للأسف لم نقدم شيئاً. فمعظم المدن السعودية تطورت تطوراً سريعاً بينما ظلت مكة في حاجة أبنائها. سأضرب مثالين لتوضيح ما يمكن عمله للمساهمة في إظهار مكة بما يجب أن تكون عليه. المثال الأول:
 
- من المشاهد أن الزائر لمكة المكرمة يرى أول ما يرى تلك العمائر الشاهقة التي تتجاوز أدوار بعضها أحد عشر دوراً مستخدمين كامل مساحة الأرض في البناء، ولكن واجهاتها الأربع خالية من أية لمسة جمال تزينها، في حين كان في إمكان الواحد منهم أن يصرف نصف تكلفة بناء دور في إجراء عمليات البياض والظهارة والدهان اللازمة لجدران تلك العمائر من الخارج، فهل يمكن أن نعتبر ذلك تقصيراً من الأمانة في عدم قيامها بإعداد قوانين تحافظ بها على جمال مكة. ولإِظهار وجه مكة مشرقاً أمام الوافدين للتعبُّد حجاً وعمرةً وصلاةً وطوافاً وليكونوا سفراء لنا في دولهم إذا رجعوا.
 
- أما المثال الثاني الذي يمكننا أن نساهم جميعاً في تحقيقه سعياً لتحسين المستوى الفني والعمراني والمحافظة على التراث الإِسلامي للبلد الذي يتجه إليه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويفد إليه الحجاج سنوياً من كل فج وصوب، فهو إنشاء متحفٍ في مكة نحفظ به من الآثار ما له صلة بتاريخنا الإِسلامي وتراثنا العربي مما يوحي للزائر أننا أمة تعتز بإسلامها وتحافظ على تاريخها وتعتني بأمجادها ولا تفرط أو تهمل في آثارها.
 
- لا سيما إذا علمنا أن كثيراً مما يجب أن يكون بين أيدينا وتحت سمعنا وبصرنا نجده في المتاحف الغربية الأمر الذي يسمنا بسمة التقصير وعدم المبالاة في حين أن الأمر لا يتطلب أكثر من أن تتضافر الجهود وتخلص الهمم والعزائم وتتوحد الكلمة والأهداف، فتتحقق بعد ذلك الآمال والمنجزات. ويمكن للأمانة أن تستعين بطلاب كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز المقيمين في مكة أو جدة في إعداد رسومات ومخططات لأحياء مكة، بحيث تكلف كل مجموعة من الطلاب كل سنة برسم خطط لحي من الأحياء، بحيث يكون لدى الدكتور عمر بعد فترة من الزمن ذخيرة من المخططات الصغيرة التي يمكن تنفيذها بسرعة.
 
- هذان مثالان ضربتهما لأبرهن أن مجالات مساهمات أبناء مكة، سواء كانوا رجال أعمال أو مفكرين أو أدباء أو طلاباً يمكنهم أن يقدموا الكثير مما تستحق، حتى تصل إلى المكانة المرموقة التي نطمع أن تكون عليها.
 
- وشكراً جزيلاً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :493  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 223 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.