شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ إبراهيم الحسون ))
ثم تحدث الشيخ إبراهيم الحسون فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما أسعدها لحظة أغتنمها لأقف أمامكم وأنتم علية القوم رغم أنني لست خطيباً ولست من فرسان هذا المنبر، لأن هذا المنبر له فرسان أنتم تعرفونهم. ولم يكن في تقديري أن أشارك بأية كلمة إلاَّ أن ما سمعته من الإِخوان بالإِضافة إلى وجود المحتفى به قد حفزني وحملني على أن أقتحم هذا المنبر، فأولاً أرجو من الإِخوان أن يعفوا ويصفحوا إذا قصرت في لغة سيبويه. بالنسبة لأخي أبي سعيد عبد المقصود في اعتقادي أن له في أعناقنا جميعاً يداً ستذكر على مدى التاريخ.. لِمَ؟ لأنه في الواقع يضفي بكرمه على ما يبدر منا من قصور، بمعنى أنه رجل واحد يقوم مقام مدينة بأسرها. يأتي إلينا القادمون من علية القوم من مختلف أنحاء العالم الإِسلامي فيجدون أول من يكرمهم هو الأخ أبو سعيد فله الشكر مضاعفاً وجزيلاً. أما بالنسبة لأخي وصديقي معالي الأستاذ عمر عبد الله قاضي فأغتنم الفرصة لأحيّيه، وقد تطرق الإِخوان ممن سبقني فذكر بعض مراجعه. أحيّيه لأنه له في نفسي خاصةً مكانة قد تعجبون إذا قلت لكم أنها تفوق أي يد يمكن أن تسدى إلى إنسان. وقد تقولون بَخٍ بَخٍ ما هذه اليد؟ فأقول لكم بصريح العبارة إنني مدين بحياتي لأخي هذا المحتفى به فلولاه لكنت منذ 49 عاماً في عالم الأموات ولكي أبين لكم الصورة لتزول عنكم الغرابة أختصر فأقول في ربيع الأول سنة 1360هـ كنت في ضيافة والده الوقور بالكويت، وكان معي الأخ الصديق السيد علي فدعق ولعله يذكر هذا. كنا معاً في منزل المرحوم والد المحتفى به بالكويت، إذ كان يشغل وظيفة ممثل الحكومة السعودية كوكيل تجاري يستقبل ما خصص للمملكة من أرزاق وكنت في مهمة رسمية وبعد انتهاء تلك المهمة عدت إلى عملي وكان في بلدة صغيرة تسمى "قرية" تقع على الخط ما بين الكويت والرياض، تبعد عن الكويت ب 250 كيلاً. وما بين الكويت وقرية أرض تدعى البدرة لا يوجد بها زرع ولا جبال، وإنما أرض صحراء لا نبات فيها. وكان الوقت في شدة الحر.
- توجهت من الكويت إلى قرية بسيارة خاصة بصحبة سائق ومعاون له وشاءت الأقدار أن تنقلب السيارة رأساً على عقب، وكان الوقت ليلاً وبتنا الليل كله نعاني لا معين ولا مجير حتى أشرقت الشمس واشتدت حرارة الجو، ولا أدري كيف استطعت أن أخلص نفسي من تحت السيارة! بينما ظل السائق والمعاون تحتها. وانتصف النهار.. ونفد الماء وابتدأ العطش يدب في جسدي، إذا بي أحس أني أفقد الحياة ولا أمل في البقاء.
- فوجهت وجهي إلى القبلة وأنا أعد لحظات حياتي. فسلمت أمري إلى الله وشيئاً فشيئاً بدأت أفقد النظر، ثم أخذت أفقد السمع. وبغير إرادتي أحسست أني أمر بلحظات يئست فيها من الحياة وفقدت النطق وفقدت السمع، إلاَّ أن إرادة الله فوق كل شيء فإذا بي أسمع كإنسان في قاع البئر يقول هذا إبراهيم الحسون، ثم شعرت بقطرات من الماء تتسلل إلى حلقي فتبل عروقي وعادت إليَّ الحياة. ونقلت إلى الكويت ومكثت عندهم نحو شهرين، مريضاً عالجوني خلال تلك الفترة مما ألمَّ بي، وكان الفضل في هذا لله ثم للمحتفى به ولوالده فأنا اليوم يا أخ عمر أرد لك بعض الجميل وأعتقد أنه مهما أفعل لن أفي ذلك شيئاً وإنما هذه مناسبة أغتنمها فأهنّيك على المنصب الذي تكلم الإِخوان بما فيه الكفاية، وأنت أهل لذلك. ويكفي أنك شبل عبد الله قاضي وقد قيل أن هذا الشبل من ذاك الأسد. فأهلاً وسهلاً، وكل ما أرجوه لك أن أدعو لك بالتوفيق والرشاد وأن يأخذ الله بيدك ويسدد خطاك وينفع بك بلدك، ويكثر من أمثالك وشكراً لكم شكراً...
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 222 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج