شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم ألقى الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الكلمة التالية:
ارم نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان (1)
- لعل من حسن حظي في هذه الليلة أن يكون لي نصيب الأسد، ولكنني أخشى مرةً أخرى فإذا كان المحاضرون في كلية اللغة العربية وقسم اللغة العربية يخشون وهم يعلمون أبناءنا ليل نهار، من أن يقفوا أمام هذا المذياع فكيف بواحد من عرض الناس يعمل إدارياً طوال حياته إلاَّ إذا كانوا وأنا لا أريد أن أهاجمهم، إلاَّ إذا كانوا يعلمونهم بالعامية. هم يعلمونهم بحق ولكن بأية لغة.. ليس هذا شأني الآن.
- أريد أن أشارك ومن حسن حظي كما قلت أن أكون مسؤولاً عن هذا اللاقط في هذه الليلة ولست خيراً من صاحبي الأستاذ حسين نجار، ولكنه الحظ الذي يجعلني أشارك بكلمة في تحية أستاذنا:
التحايا مظاهر الإِجلال
والمزايا مقومات الرجال
والتلقـي لكـل مـا يشعـر القلب
بعد الخصال خير الخصال
من يكرم الثغر المدوي
من ها هنا من قِبالِ
 
- هذه أبيات من قصيدة لأستاذنا الفقيد محمد حسن عواد رحمه الله. وددت أن أقدمها بين يدي التحية، فالحديث عن كاتب أديب ناقد يختلف عمن سواه، ذلك أن الأدب حس مرهف وشفافية وشعور. اعتدت أن أرتجل ولكني في هذه الليلة بين أساتذة وفطاحل اللغة العربية زوقت هذه الكلمة لألقيها مكتوبة.
- وأستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين الذي نحتفي به الليلة رجل ذو خصال حميدة، فهو محب وهو وفي وكنت أتردد في قول الثالثة، ولكن لا ضير لأنها خصلة كريمة وهي أنه ليس إقليمياً وشعار المؤمنين إنما المؤمنون إخوة وإن أكرم الناس على الله أتقاهم.
- وتحت مظلة الكيان الكبير يربطنا إيثار وتجمعنا وحدة من أجل الوطن هو حبنا الكبير، حب انتماء خالص لله، فحب الوطن من الإِيمان. ورئيس اللغة العربية الكاتب الناقد الأديب رجل لماح يقف على ما يسمى غمزات ويمارسها في الوقت نفسه، فقد قرأنا فيضه ماذا تقول لهؤلاء قبل أسابيع فكان وفياً محباً وقال عني كلاماً عاطراً هو أهل له، ثم غمز بأن ثمة وشوشات تقال عني، فكتبت كلمات في اقرأ أرد على التحية بمثلها وقلت في آخرها:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه (2)
 
- نحتفي الليلة بأستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين وهو رجل عصامي طموح ويصدق عليه قول الشاعر:
نفس عصامٍ سودت عصاماً (3)
 
- وهو أهل للتكريم والاحتفاء وحب الوفاء لأنه ينزع من وفاء الحب ويمتح من حب الوفاء جهده بإدارة جادة صادقة، لأنه عاش للجمال الذي يقرؤه في فن أمته، فتمثل فيما يكتب، ويتحدث وهو رجل أنيس لأنه أديب، فالجمال في نفسه طبع، وأدب النفس أبقى من أدب الدرس، وأخشى أن يزل لساني فأتعرض لمزيد من غمزات النقد ونقد الغمز، وحسبي أن ذبذبات الحب ليس من التذبذب ولكنها رعشات تنطلق من الجوارح، ومرد ذلك التوجيه النبوي الكريم الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.
- الدكتور محمد بن حسين خليق بالاحتفاء والتكريم والحب، الحب قيمة كبيرة أعني الحب الصادق الخالص في الله وهو الباقي وأهله مقدمون في النعيم عن الأخيار لأن هذا الحب يحيل المادة إلى روح والروح نور من نور الخالق، رقى يتجاوز المعاني عمقاً وبعداً ذات مدلول سامٍ لأنه من اليقين.
- والحديث شائق رائق في المعاني وسحر البيان ودلالات البلاغة التي تضفي على الألفاظ البريق والروعة تفوق عقود الجمان واللآلئ لأن السحر يتجاوز الحقائق إلى التخيُّل وربما إلى ما يشبه الأحلام ذلك أن الأحلام العِذاب متعة نفسية وإن انحصرت في لحظات، فهنيئاً لأستاذنا الدكتور محمد بن حسين بحب الحب ووفاء الوفاء لأنهما قيمة غالية متجددة ليست بخسة ولا هينة وحب الناس من حب خالق الناس فللَّه الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.
- أما أنت أيها الصدوق الودود الوفي السني أبو محمد سعيد، فالحديث عنك صوره أبو الطيب المتنبي في قوله:
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي
ورؤياك أحلى في الجفون من الغمض (4)
 
- لقد ازددت حباً بما تصنع ولكنا عاجزون أمام إبائك أن نرد بعض جميلك، فقد همست مجلة اليمامة في عددها الذي قبل الماضي تشكر فضلك الذي هو من فضل الله عليك وتتساءل أين النادي الأدبي الثقافي بجدة وفرع جمعية الثقافة والفنون؟ لماذا لا يكرمان من يكرم ويحتفي بالناس؟ وخجلت أن أقول لها أنه يرفض ذلك، لا تكبراً ولكنه تواضع منه لأنه يحس أنه يؤدي واجباً لا شكر عليه.
- وأخشى أن أركب الأُحموقة كما يعبر حبر أمتنا ابن عباس رضي الله عنه فأقيم حفل تكريم لمكرم الرجال يفاجأ به فلا يستطيع له رداً ولا صداً، وأنا أستعين بهذه الوجوه الكرام أن تعينني على رد بعض الجميل، فإن لم تستطع ركبت الأُحموقة ويومئذٍ يفرح المؤيدون وجميعهم مؤيد بما أقرر وأنفذ فهل تضطرني إلى ذلك؟ وأنا لست في موقف التحدي، ولكنني في ساحة رد الجميل لأولي الجميل وجمال النفس والخلق والإِباء.
 
- شكر الله لك هذا الفضل العظيم وزادك من فضله ومنه ومتعك بالصحة والسلامة والعفو والعافية وطول العمر، وأنعم عليك بما أنت له أهل والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج