شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
ثم تحدث الدكتور عبد المحسن القحطاني فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً اعتدت أن أتحدث واقفاً لا جالساً، وقد أتلعثم هذه الليلة لأنني أجلس في مكان أديب كبير هو الأستاذ محمد حسين زيدان أو بجواره، كما أنني أجلس بجوار أستاذي الدكتور محمد بن حسين، ولعلي أذكِّره ببيت شعر قاله قبل عشرين سنة:
يا أربع الخير هل نلقاك ثانية
وصحبة الخير هل في الفكر ذكرانا
 
- إنّه سؤال جاوب عليه ببيته الآخر:
ذكراكم في زاويا مشرعة
تشع نوراً فتكسو البشرى دنيانا
 
- وللمحتفى به هذه القصيدة التي نعرف لمن أرسلت (1) :
أحبابنا أنتمُ في السمع أغنية
رفافة اللحن والألفاظ والنغم
وأنتم دوحة في القلب معشبة
غنَّاء باكرها الوسمي بالديم
وأنتم صفوة الأحباب لا حرمت
لقاءكم نفس مشتاق لكم نهم
 
- أقول على لسان الأستاذ عبد المقصود هذه الأبيات نردها على الدكتور بعد عشرين عاماً ونرجو أن تكون قد تحققت هذه الليلة.
 
- جئت بعد رجل يصوغ البيان ويسحر الألباب الأستاذ محمد حسين زيدان وتلك مهمة أثقلت كاهلي، ولكني سأميل إلى الخواطر والذكريات فلعل في الماضي ذكرى وتذكر، وفي مستقبلنا أمل نرجو أن يتحقق. سأذكر ثلاثة مواقف. لن آتي على مؤلفات الدكتور فقد ذكرها كثير قبلي وقرأتها أو قرأت بعضها وقرأها لا أقول كلكم وإنما كثير منا. مواقفه الثلاثة هي كلمة قالها الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين ومرت عابرة وهو أنه حينما قضت مشيئة الله أن تعكس الإِبصار أعطته قوة البصيرة، فيقال أنه يكتب على الآلة وأنا شاهدته قبل ثمانية عشر عاماً في مصر، يجيد الكتابة على الآلة الكاتبة.. لمن يكتب؟ ليس للمكفوفين، وإنما مكفوف يكتب للمبصرين.. هذه أول حالة أشاهدها ومازالت.. فكيف؟ يكتب الإِملاء كتابة لا يخطئ في اللغة ولا في الإِملاء. أتتصورون ذلك؟ ولكن ذلك يذكرني ببيت المتنبي...
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
 
- فهنيئاً لك يا شيخنا بهذا الجهد. هذا هو الموقف الأول. أما الموقف الثاني فهو الوفاء.. أن يكون الابن وفياً لأبيه فشيء منتظر ومرغوب فيه، أن يكون وفياً لنده فشيء يحتمل، أما أن يكون الأستاذ وفياً لتلميذه ففي ذلك نظر. فله أبوة حانية وأرجو أن يكون لي بنوة رانية.
- زارني أكثر من مرة في مكتبي ولا أكتمكم سراً أنني ظننته سيسألني حاجة لقضائها ولكنه لم يفعل، فسوء ظني أدبني ثم كرر الزيارات مرة تلو الأخرى أستاذ أكبر مني سناً أعطاه الله قوة البصيرة وعكس فيه الإِبصار. لمس فيه الأستاذ محمد حسين زيدان ذلك الوفاء، وإذا كان وفاؤه للأستاذ محمد حسين زيدان مقبولاً أو مرتقباً، فإن وفائه لتلميذه هو غير المنظور ولذلك فقد أخجلني كثيراً.
- الأستاذ محمد بن سعد بن حسين لم أتتلمذ على يديه، ولكنه كان يدرس الفصل الذي بجواري فجميع دفعتي تلاميذه وتمنيت أن أتتلمذ على يديه، ولكنني لا أكتمكم أنني تتلمذت على مكفوف آخر يعرفه هو الأستاذ عبد الله المنيف أطال الله عمره.. غير أنني زاملت الأستاذ محمد بن سعد في مصر حينما كان يعد رسالة الدكتوراة وكان معرفة وكنت نكرة.
- فقد سبقت مؤلفاته وجهده العلمي قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراة، وإن لم تخني الذاكرة فقد حصل على لقب علمي قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراة، وتلك ميزة أخرى.
- لا أريد أن أطيل الحديث عليكم، فالحديث ذو شجون ولكني أعده أن أحاول أن أرد الجميل لا أقول بأحسن منه أو بمثله، ولكن سأحاول جاهداً.. أشكركم على حسن الاستماع وأشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الواجهة الطيبة لعروس البحر جدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج