شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ مصطفى عطار ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة المربي الأستاذ مصطفى عطار الذي قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. معالي الأخ الصديق عبد الله النعيم. أيها الإِخوة الكرام.. كما قيل ما ترك الأول للآخر شيئاً ولكني أجد نفسي ملزماً بتقديم التحية لضيف هذه الاثنينية.
- الأخ الكريم عبد الله النعيم الذي عرفته كما عرفتموه يجمع من الصفات الكريمة المثلى ما بوأته هذه المكانة الكبيرة. فأهلاً ومرحباً به وشكراً له على ما تجشمه من مشاق وما اضطر إلى إلغائه من مواعيد ليمتعنا بلقائه هذه الليلة.
- الأستاذ عبد الله النعيم كم هو متابع وكم هو متعب إنه متعب لنفسه ولغيره، لأنه لا يكل ولا يمل ولقد خبرته حينما كان يعمل مديراً للتعليم في منطقة نجد، فعرفت فيه الإِخلاص والعزيمة والرغبة العارمة في تغيير الواقع إلى الأفضل واقتناص الفرص للكسب غير المحدود لمنطقته ورجالها وطلابها، وكان يداوم يومياً في وزارة المعارف ليتعقب ويعقب قضايا منطقته ومعاملاته على الرغم من المضايقات التي يسببها ذلك للمسؤولين الكبار في وزارة المعارف، لكنهم كانوا في قرارة أنفسهم مسرورين من نشاطاته.
- واسمحوا لي أن أذكر نقطة صغيرة تدل على ما يتمتع به من إيجابية ومن تطويعه للنظام، حينما كان يعمل مديراً للتعليم، وكنت مفتشاً عاماً لمعاهد إعداد المعلمين، كان ذلك عام 1382، فذهبت إلى مدينة عنيزة، فرأيت أن بعض فصول معهد المعلمين ليس بها مقاعد لجلوس الطلاب، وإنما كانوا يفترشون الحنابل، وكان الوقت شتاءاً ودون سابق ميعاد قابلت الأخ عبد الله في الرياض وتبادلت معه وجهات النظر حول تزويد معهد المعلمين بعنيزة ببعض المقاعد إذا كانت متوفرة لديه، فوافق واستصدرنا أمراً من وكيل الوزارة بنقل المقاعد وإخراجها من عهدة إدارة تعليم الرياض إلى عهدة تعليم نجد.
- وحينما ذهب إلى بريطانيا ليشرف على الطلاب المبتعثين لم يكن الانتقال إلى المملكة المتحدة غرضه الأساسي، وإنما كان هدفه أن يكمل دراسته، وأن يشرف على الطلاب، وكل من تمكن أن يدرس في تلك الفترة يحمل للأستاذ عبد الله النعيم كل الذكريات الطيبة في مساعداته. وتحمل جامعة الملك سعود وإدارة الملك عبد العزيز أجمل الذكريات وتقران له بالفضل العظيم لأنه زوّدهما بوثائق كثيرة جداً من مكتباتٍ غربية وشرقية. ومن الأمور التي أرجو أن نقيم لها اعتباراً.. هو اختياره المعاونين له من الشباب السعودي، من المهندسين وغيرهم ذلك الاختيار الذي استطاع به أن يصنع بهم ما صنع مما أصبح حديث العالم ومثار إعجاب كل من زار الرياض.
- ومن حسنات عبد الله في عنيزة أنه فتح مع زميله الأستاذ عبد الرحمن العليان مدرسة لمحو الأمية كانا يدرسان بها.
- ومعالي الأستاذ عبد الله النعيم عنوان بارز للوفاء، فحينما لبّى أستاذه المربي الكبير الشيخ صالح الناصر الصالح نداء ربه تنادى هو وصفوة من أبناء عنيزة، عارفي فضل الشيخ صالح الناصر الصالح إلى أن يقوموا بعمل كبير يخلد ذكرى الرجل ويكون له مردود كبير على منطقة القصيم وعلى عنيزة، فتقدموا بمشروع واستطاعوا أن ينفذوه وهو مركز صالح الناصر الصالح الخيري، وهو مركز حضاري تكلف عشرات الملايين وهو يحوي مكتبة ضخمة، ومركزاً للكومبيوتر ومختبراً لتعليم اللغة الإِنجليزية، وتوجد فيه صالات للألعاب الرياضية المختلفة وملحق به قصر صغير للضيافة، ومكتبة نسائية ضخمة وقاعات للمحاضرات. وقد تم ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بدعم وبمجهود وسعي الأستاذ عبد الله النعيم. وأعتقد أننا مهما تحدثنا فلن نستطيع أن نفي حقه من الثناء ومن التقدير، وحيث أننا ونحن نكرمه كأمين لمدينة هي عاصمة للمملكة العربية السعودية السياسية، ويوجد معنا أيضاً أمين مدينة جدة بارك الله فيه ووفقه فلدي اقتراحان أقدمهما لكل أمناء المدن الكبرى بالمملكة.
- أولهما أن هذه المدن في حاجة إلى مكتبات عامة تنتشر في أحياء كل مدينة، وإذا كانت اعتمادات الميزانية لن تكفي لإِنشاء مثل هذه المكتبات فأرجو ألاَّ تكون عائقاً ليفتحوا باب التبرعات للمواطنين وليطلبوا مساعدتهم وسيجدونهم مسرعين ومجيبين لنداء الواجب الوطني.
- أما الاقتراح الثاني فهو يتعلق بضرورة الاهتمام بمظاهر العمارة الإِسلامية وأن ننشر هذا بين مهندسينا، وأن يولي الشباب الذين يتسلمون أمور التصاميم في المكاتب الهندسية سواء في أمانة مدينة الرياض أم في أمانة جدة أو في المكاتب الخاصة عناية خاصة بهذا الأمر حتى لا يلومنا زائر لبلدنا على تقصيرنا في عدم الاهتمام بخصائص العمارة الإِسلامية. وختاماً شكراً للمحتفى به معالي الشيخ عبد الله النعيم، وشكراً لكم على إصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :452  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.