شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الله بغدادي ))
ثم تحدث الأستاذ عبد الله بغدادي في تلك الأمسية أيضاً مشاركة منه في الاحتفاء بمعالي الأستاذ عبد الله النعيم فقال:
- بسم الله. مصلياً على رسوله الأمين، الذي أعلن من فوق أعلى جبل في مكة أول نداء للحضارة، مدوياً في سمع الزمان، منطلقاً على هذا الكوكب الأرض، ومبشراً بمولد عالم جديد وبكل ما تحمله كلمتا عالم وجديد من معنى ودلالة. ترى يا معالي أمين الرياض ويا أيها الجامعي الأصيل لو قدر لشوقي أمير الشعر العربي أن يعيش عصر الرياض الزاهر ويطل على وجهها الحضاري وهي تتلألأ في قلب الجزيرة العربية وتلمع بين رياضها الخضراء وغاباتها الغناء وحلل جبالها الشماء. فأية صورة بيانية وأية قيثارة شعرية كان سيعزف شوقي عليها؟ وهو صاحب البيان الثري المتفوق في رسم لوحة شعرية للفيحاء الدمشقية إذ يقول:
قال الرفاق وقد هبت خمائلها
الأرض دارٌ لها الفيحاء بستان
دخلتها وحواشيها زمردة
والشمس فوق لجين الماء عقيان
آمنت بالله واستثنيت جنته
دمشق روح وجنات وريحان
- ورياض اليوم جديرة بملحمة شعرية من مثل شوقي وشعراء هذا الزمان، ففيها كل قيم الجمال ومثل الحضارة فوق أنها البقاع والمواطن التي وعت في ذاكرتها أسمى آثار العبقرية العربية المتفردة، وهي الظواهر المضيئة في تراثنا الباهر، وفوق أنها أرض الملاحم والبطولات، ومن بعد فرياض اليوم وجهٌ حضاري متهلل أطل على الدنيا عابراً فوق جسور الحضارة وصولاً إلى حصادها ومعطياتها التقنية الهائلة، وقد فتحت الرياض نوافذها على عالم الشرق والغرب فكانت مجمع الأمم وملتقى شعوبها.
- ورياض اليوم بستان الدنيا وزهرة المدائن وملاعب الأنس ومسارح الفن ومسابح مهاريها ومهوى ظباها وقطاها.
- رياض اليوم منارات العلم، بناياتها جامعات وسماؤها دخان المصانع، حياتها سباق بين شبابها، وعمرها تحفُّز نحو الأجمل والأحسن والأكمل والأعلى.
- رياض اليوم بيت العرب ومعرض دائم لأهل الشعر والأدب وموسم كبير لأهل الفن والخلق والإِبداع. وفي رياض اليوم تضرب مضارب التراث، وتنصب القباب في ظلال الوادي سيالة الجنبات بالوُرّاد، وتعزف الألحان وتدق ّ الطبول فيرق لحن الوتر ويطيب الأنس والسمر.
- وفي الرياض نحت الصخر فأنبت الزهر.
- وفي الرياض أمة الصحراء أقوى جلداً من مهاريها وأهدى من قطاها.
- وفي الرياض اليوم فتاها الأغر، سلمانها الأبر، فكرها الساطع، ورأيها الناصع وبرهانها القاطع يقف عالياً كالشمس في أطرافها وكالقمر يرسل شعاعه فوق جبال أجا وسلمى الشماء، وحقولها الخضراء وبساتينها الفيحاء، وسلمان بن عبد العزيز من آل بيت عريق في محتده، أصيل في أصالته، فتيانه جحاجحةٌ وآباؤه الصيد الأشاوس، وفي الأرض منهم اليوم سماوات وألوية ونيِّرات ورواد فضاء ومسابح ضوء وسرحات ظلال وشموس وأقمار.
- وبعد ماذا أقول عن الرياض ومعنا اليوم أمينها ونعيمها وبرهان حضارتها الباهرة، مبدعها، ومنسقها وفنَّانها وشّى خمائلها بشقائق النعمان، وزينها فأحسن زينتها بالنرجس والفل والريحان، وكوكبها بزهر البنسفج والنسرين والياسمين والرمان، فأقام على رفرفها المخضر المغاني والمرابع والمسارح لطيورها لا يغيب بغامها والحمام التي لا ينقطع هديلها والعيون لا يفيض غيدقها ولا يتوقف تحنانها.
- يا صاحب صالون الاثنينية المخملي المزهر، ويا أيها الأديب يا أبا سعيد الخوجه، يا عاشق الرياض تهيم بها حباً ويستهويك جمالها طرباً تتعلق بها ما بقي الجمال، وإن كنت متعبداً لمكة عاكفاً بها، لك وشائج بها ولك قربى، قربى القلب والروح والفوائد. اليوم جاءتك الرياض بخيلها ورجلها بفارس من فرسانها، جاءت إليك بنعيمها وأمينها ممتطياً صهوة جواده الأصيل، متشحاً بالروب الجامعي العالي الرفيع، حاملاً وسام الأستاذية من أعرق جامعات فرنسا جامعة السوربون في باريس ليتصدر منصة الشرف متقدماً إلى مصاف أهل الفكر وعلماء الحضارة المعاصرة تتمثل فيه الجامعية في وثاقتها والعلم الحضاري حين يقصد الغايات السابقات، ويعتلي النجود السامقات.
- شهد لك بذلك علماء الحضارة وأساتذة العمارة في جامعة السوربون، وبأن التحول الحضاري الباهر في مدينة أنت أمينها دليل اقتدارك على مواجهة تحديات الصحراء، ودليل قدرة الإِنسان السعودي المعاصر على اكتساح معوقات التحضر. وقيام المدينة الحديثة والمجتمع الحضاري وسط فيافي الصحراء وبين أمة الصحراء، وهي معوقات كبرى وحواجز طبيعية تمت على أيدي الإِنسان السعودي المعاصر ، يا أخي عبد الله النعيم لقد كنت مصداق كفاح الإِنسان السعودي الجامعي في بناء مدينة الرياض اللامعة في جبين الصحراء وقلب الجزيرة بعد كفاح وسهر متواصل، وبعد نشاطك المسعف وحماسك الفائق لمدينة أنت أمينها. حَلَّقت بها في المطار العريض في دنيا الحضارة، وطوفت بها في عالم الشرق والغرب. وبعد أن أبدعت فيها إبداعة الحلوة المتأنقة وتندت منك حسناوات جياد سابغات راسلات، وجاءت أطروحتك العالية علامة بارزة وبرهاناً صادقاً لكفاح الإِنسان السعودي وانتصاره على كل المعوقات، فلقد جمعت صحائفها بالعرق الهادر والكفاح النادر وكانت وثيقة علمية لها وزنها ولها ثقلها، كانت حصيلتها الشهادة العالية التي حصلت عليها من أعرق جامعات الدنيا في باريس.. وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :552  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج