شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عزيز ضياء ))
ثم أُعطيت الكلمة للأستاذ عزيز ضياء الذي قال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. علاقتي بالدكتور ربيع دحلان وهو في الأربعين وأنا في الثمانين، علاقة ممتدة قديمة جداً. وفي هذا ما يدعو إلى الاستغراب، ولكنها الحقيقة لأن علاقتي في الواقع بوالده الكريم الشيخ السيد صادق دحلان.
- أذكر أني كنت مفوضاً للشرطة وكان لا بد أن أذهب مساء كل يوم إلى باب مكة، كما كان يسمى في تلك الأيام في مكة، وكان السيد صادق دحلان قد قدم من رحلة لا أدري أين كانت ولكنه كان فتىً شاباً، ولا بد أن أقول للدكتور ربيع وهو وسيم أن أباه كان وسيماً أيضاً. وكنا نجتمع أنا والسيد صادق دحلان وبعض الأصدقاء ومنهم غالب توفيق رحمه الله ونقضي أمسية تشبه أمسية المركاز في المسفلة، ولكنها تختلف من حيث الموضوع إذ كان موضوعنا الأمن والشرطة وأعمالها ومشاكلها.
- فلي أن أقول إن كنت معجباً بالدكتور ربيع دحلان فإن إعجابي ينطلق من إعجابي بوالده الكريم، وإن كنت أحبه وأقدره فإن حبي له وتقديري له يعود كذلك إلى تقديري وحبي إلى والده الكريم، ثم حدث أن سمعت أن ربيع دحلان يحمل مؤهل الدكتوراة، فكان هذا مما ملأ قلبي سروراً وابتهاجاً واطمئناناً، ولكن لا أخفي عليكم في تلك الأيام وأعني منذ سنين لا أستطيع حصرها كان لي رأي في حملة مؤهلات الدكتوراة، ولم يكن رأياً يعتمد على تعقل أو على منطق وإنما على هوى.
- ولعل من الأسباب التي جعلتني أنظر إلى حملة مؤهلات الدكتوراة في تلك الأيام أني كنت أجتمع ببعضهم ويؤسفني أن أقول أني كنت أجد هذا البعض على شيء كثير من الخواء بالنسبة ربما للثقافة التي أعيشها، وكانت المشكلة في تلك الأيام أن الدكتور أو أن حامل مؤهل الدكتوراة وهو متخصص على سبيل المثال في علم الاجتماع ليس له أن يتكلم إطلاقاً في أي باب آخر، لأنه متخصص، فبيني وبينكم لعنة التخصص إذ كان يقضي على حامل مؤهل الدكتوراة، ويحاصره هذا الحصار.
- ومرت الأيام لم أرَ خلالها الدكتور ربيع دحلان ولم أدرِ أي مؤهل يحمل وأي تخصص، ولكن حدث أن احتجت إلى هاتف، وكان لا بد أن أرجع إلى من يستطيع، أو من يرتجَى في أن يوصل، أو أن يزودني بهذا. وسألت عن مقره، أو دائرته إلى أن دلّوني عليه. وصعدت إلى مكتبه، وكان مكتباً لا بأس به مطلقاً بالنسبة لتلك الأيام، وفوجئت أن أتحدث إليه وعلمت أنه يعمل باليومية ليس براتب مقرر، وكان هذا خبراً صاعقاً بالنسبة لي.
- رجل يحمل مؤهل الدكتوراة، ويعمل بالأجر اليومي وكان مبلغاً زهيداً فعلاً لمن يحمل مؤهل الدكتوراة، على أية حال لم أربط بين مؤهل الدكتوراة وبين هذا الراتب، ولكن توقعت أو فرضت في نفسي أن المسألة وقتية، وأنه لا بد أن يعتمد له راتب، وأن يكون إن شاء الله في المركز الذي يليق به من حيث الراتب، أما من حيث المركز فقد كان مدير مركز البرق والبريد والهاتف. ولم اخرج من مكتب السيد ربيع إلاَّ وقد أصدر أمره بأن يزودني بالهاتف، وقلت في نفسي إنَّ علاقتي بالأستاذ صادق دحلان قد أثرت على كل حال، فإن ابنه جزاه الله خيراً أشعرني أن صداقتي لأبيه لها في نفسه مردود كبير. وتعددت المرات التي احتجت فيها إلى هاتف ربما لابني ربما لصديق ربما لكذا، وفي كل مرة لجأت إليه حتى بالهاتف وليس بالذهاب إليه لم يكن يتأخر عن إجابة الطلب أكثر من أسبوع أو أقل.
- الذي أريد أن أقوله الليلة وقد سمعنا أنه انتقل من الهاتف إلى إمارة مكة، في تقديري أن المنصب الذي انتقل إليه له وجاهته وله صفته وله تقديره في نفوس الناس، ولكن لا بد أن أقول إننا كنا نتمنى أن يظل الدكتور ربيع دحلان في منصبه وأن ينتقل إلى مناصب أرقى وأفضل في نفس المجال، ولا أعتقد أن وزارة البرق والبريد والهاتف تعجز أو تتأخر عن أن تجد له المكان، وفي تقديري أن الرجل الذي قضى في هذا المركز كل هذا الزمن الطويل لا بد أنه أصبح إضافة إلى مؤهل الدكتوراة الذي يحمله قد أصبح من أكبر الخبراء في مجاله وفي عمله. والخبرة التي اكتسبها في عمله في الاتصالات خبرة مطلوبة نتمناها، ومرت بنا ظروف كنا نستقدمها من الخارج. ولقد ذهلت عندما سمعت أنه انتقل إلى عمل إداري وهو إمارة مكة، فالعمل الإداري الذي انتقل إليه ضخم وعظيم ويبشر بكثير من الخير بالنسبة لمنطقة مكة أو لمنطقة إمارة مكة، وأغبطه أنه سيكون في مركز مرموق. لعل شهرته، وعلاقاته تمتد إلى أكثر بكثير من علاقاته بالهاتف الآلي وجماهير الهاتف الآلي، ولكني أتساءل ما الذي كان يمنع الدكتور ربيع دحلان أن يتمسك بمركزه؟ ولا أخفي عليكم أني قبل أن أسمع عن انتقال الأستاذ ربيع دحلان إلى إمارة مكة كنت أتساءل بيني وبين نفسي متى يا ترى أسمع أن ربيع دحلان أصبح وكيلاً لوزارة البرق والبريد والهاتف؟ فكأن أمنيتي أو كأن تطلعي إلى أن يعطى حقه في الترقية، أو في التقدم جاءت على صورة أخرى بأن ينتقل إلى إمارة مكة، وأنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا هذه -من الذين خدموا الإِدارة في الأمن العام عهداً طويلاً، وأعرف مشاكل الإِدارة وأعمال الإِمارة لها علاقة بالإِدارة مباشرة.
- وربما ذهب بعضكم أو بعضنا إلى أنه كيف يستطيع هذا الخبير الكبير والعظيم في مجال الاتصالات كيف يستطيع أن يكون أو أن يدير عملاً إدارياً له علاقة بالجمهور بشكل أقرب ما يكون إلى القضاء أو إلى المحاكم أو إلى ما يشبه ذلك؟ وأريد أن أطمئنكم أن السيد الدكتور ربيع دحلان سيوفق إن شاء الله توفيقاً كبيراً لسبب كبير ليس لخبرته في شؤون البرق والبريد والهاتف، وإنما بما طبع عليه من خلق كريم ومن أصل كريم ومن عائلة كريمة لها تأريخها في مكة، ولها تأريخها في هذا البلد.
- وليس فقط السيد صادق دحلان هو الذي أعنيه بمكانته ومركزه، وإنما أعني الأسرة كلها، ولا بد أن كثيرين منكم يعلمون ماذا أعني وإلى ماذا أرمي... الدكتور ربيع دحلان في إمارة مكة سيعطينا ربما بعد قليل من الزمن لن يطول أكثر مما أعطانا في البرق والبريد والهاتف، وأكرر أنني كنت أتمنى أن أراه وكيلاً لوزارة البرق والبريد والهاتف، أو شيئاً من هذا القبيل، لنستفيد من الخبرة.
- ربما قال بعضكم كيف يكون خبيراً وهو ليس فنياً؟ الخبرة هنا ليست خبرة الاتصال والتكنولوجيا، وإنما هي خبرة الإِدارة التي أثبت الدكتور ربيع دحلان أنه نموذج جميل ورائع، وأثبت كذلك انه مواطن حقيقي يعرف كيف يعيش المواطنة ويعيش الانتماء ويعيش الهدف من عمله ومن مركزه ومن مقامه ومن مقام شخصيته في النفوس.
- أتمنى للدكتور ربيع دحلان التوفيق، وأنتظر له مستقبلاً أعظم بمرور الأيام، فإذا لم ننسَ أنه في عز شبابه في الأربعين من العمر فإن أمامه مجالاً واسعاً لأن يحقق هو ونحقق نحن معه كذلك أملنا في أن يصل إلى المركز الذي يستحقه بجدارة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :808  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 134 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج