شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَاصِم حَمدَان وَمُؤرّخو المَدِينَةِ المُنَوّرّة (1)
نشر الكاتب الأديب المحقّق الدكتور عاصم حمدان عليّ مقالاً شيّقاً في عدد سابق من ملحق (التراث) ألقى فيه أضواء على التأريخ والمؤرخين للمدينة المنورة، في العصر الحديث؛ وقد رصّعه بمعلومات تأريخية عمّن كتب عن مختلف جوانب حياة المدينة المنورة؛ من قدماء ومحدثين؛ عاصر الكاتب بعضاً منهم، أو سمع أحاديث مروّية من بعض أصدقائه أو أصدقاء والده الثقات؛ فأبان عن كثير من الجوانب الخفيّة؛ التي تكاد تطويها عبر الزمان وأحداث الدهر.
ولكنّ الكاتب الأديب - بما وهبه الله من ألمعيّة في الذّكاء، ورهافة في الحس، وسعة في المعرفة بالتأريخ السياسي والاجتماعي والأدبيّ لمدينة الرسول - على ساكنها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم - قد فطن لكثير من الحوادث التأريخية والأدبية، التي تناولها في أحاديثه وكتاباته الثرّة عن تأريخ وأدب وسير الرجال في مدينة طيبة الطيبة.
ولست بناسٍ ما سطرته يراعة هذا الكاتب الأديب الذي تمتاز كتاباته الأدبية والتأريخية برؤية فكرية ووجدانية عميقة تنفذ بقارئها إلى لبّ الموضوع في سهولة ويسر، ونقاء أسلوب، وحلاوة عرض، وغزارة في المعرفة تدلّ على أصالة صاحبها، ورسوخ قدمه في الموضوع الذي يعالجه.
ولست أشكّ في أنّ الدكتور عاصم من الكتّاب الجامعيّين القلائل؛ الذين وهبوا أنفسهم للبحث والتنقيب عن المعرفة في مختلف مصادرها المكنونة والمخطوطة، ومتابعة ما تنشره المطابع، في الشرق العربي والغرب الأوروبي، بكلّ دقة واهتمام في سبيل الحصول على هذه المخطوطة الغالي والنّفيس ممّا يملكه؛ وهو لذلك من الكتّاب المثقفين الذين أحبّ أن أقرأ ما يكتبون؛ لأنني أخرج بذلك بفائدة فكرية تزيدني سعة في العلم، وعمقاً في الرؤية، وتواصلاً مع حركة الثقافة العالمية، التي تجسّدها كتابة هذا الكاتب الأديب أتمّ تجسيد.
ومنذ أن حصل الدكتور عاصم على (دكتوراه) الفلسفة من جامعة (مانشستر) في عام 1406هـ، وهو يواصل تدريس طلابه فنون الأدب العربي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ويواصل الكتابة في شؤون الأدب، والتأريخ والثقافة، والسياسة العالمية، في عموده الأسبوعي بصحيفة المدينة بفكر مستنير، ووعي سياسي متفتّح، ونظرة ثاقبة إلى ما يجري حوله من أحداث في العالم العربي أولاً، وفي المحيط الدولي الكبير ثانياً، في أسلوب أدبي مشرق، ومنهج فكري رصين يضعه في مصاف الكتّاب اللامعين؛ الذين يقودون حركة التواصل الفكري، والتطور الأدبي، في البلاد العربية السعودية في العصر الحديث.
ولقد كانت تلك المقالة المسهبة التي استعرض فيها الكاتب ضروب المصادر التأريخية؛ التي ألفها القدماء والمحدثون عن مدينة طيبة، التي آثرها بُحبِّه وهَواه؛ فعكف على دراسة تأريخها الأدبي والاجتماعي، كان أولها أطروحته لدرجة (الدّكتوراه) وكانت تدور حول (أدب المدينة المنورة في القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي وقاده هذا إلى تحقيق كتابين في تأريخ المدينة المشرّفة؛ هما (تحفة الدّهر ونفحةُ الزّهر في شُعراء المدينة من أَهْلِ العَصْر) للشيخ عمر بن عبد السَّلام الدّاغستاني؛ وقد شاركه في التحقيقَ الدكتور بَكْري الشيخ أمين، وثانيهما (الأخبار الغريبة فيما وقع بطيبة الحبيبة) للسيّد جعفر بن هاشم الحسيني؛ من أدباء المدينة في القرن الثالث عشر الهجري؛ ولم يزل هذان الكتابان مخطوطين لم يتح لهما النشر العلمي لغاية الآن؛ وأرجو أن يريا النّور؛ ليستفيد من حقائقهما ومضامينهما جمهرة العلماء، والباحثين في تاريخ المدينة.
كما أنّ أبناء المرحوم الشّيخ خضر فارسي قد اعترفوا على صفحات هذا (الملحق) أنّ مخطوط والدهم في تأريخ المدينة موجود تحت أيديهم؛ ولم تعصف به نكبات الزّمان؛ فإنّ مخطوط والدهم يقتضي - برًّا بوالدهم - نشر كتابه هذا؛ إسهاماً منهم في إحياء ذكراه من ناحية، وإحياءً لمصادر التأريخ المتّصلة بمدينة الرسول الأعظم من ناحية أخرى.
وعلى أية حال فإنّ اللوحة التأريخية؛ التي رسمتها ريشة الدكتور عاصم كانت جميلة في ملامحها العامة، مفيدة في معلوماتها التأريخية والاجتماعية عن المدينة، وأحيائها الشعبية، ورجالها الأحياء والأموات منهم، وذكرياته اللطيفة مع كثير منهم، دفعني إلى أن أضيف إلى معالم الصوّرة التأريخية؛ التي رسمها لمدينة طيبة الحبيبة معالم أخرى؛ يبدو أنّ مقام السرّد التاريخي لم يتسع لها؛ فآثرت أن أدلي بدلوي معه في إكمال ملامح تلك اللوحة؛ حتى تكون مرجعاً للعلماء والمؤرّخين في التّعرّف إلى مختلف جوانب تأريخي المدينة المشرقة؛ التي شرفها الله بوجود المسجد النبوي الشريف، وكثير من المآثر المضيئة في تأريخ الإِسلام؛ على امتداد عصوره.
وقد قسّمت هذه المصادر إلى سبعة أقسام، بحسب موضوعاتها، يندرج تحت كل قسم منها ما يكمل ملامح اللوحة التأريخية؛ التي رسمها الدكتور عاصم عن مؤرخي المدينة في العصر الحديث.
ولعلّ في هذه المصادر التي أوردتها ما يتحدّث عن أخبار المدينة في عصور سابقة للعصر الحديث، ويُعْطيها خصائص فنيّة وتأريخية تجعلها درّة فريدة تُضافُ إلى الدّرر الفرائد؛ التي قد ضمّها عقد الدكتور عبد الرزّاق الحربي برصد (ببليوجرافي) لما كتب عن المدينة؛ وذلك على صفحات (ملحق التراث) بهذه الصحيفة الغراء.
(أولاً) في الدّراسات الأدبيّة:
(أ) قصّة الأدب في الحجاز: عبد الله عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجي.
(ب)المدينة المنورة بين الأدب والتأريخ: د. عاصم حمدان.
(ج)نفحة الرّيحانة ورشحه طلاء الحانة: محمد أمين المحبّي، تحقيق د. عبد الفتاح الحلو (الجزء الرابع).
(ثانياً) دراسات في الشعر والشعراء:
(أ) سلافة العصر في محاسن الشعراء بكلّ مصر: لعلي بن معصوم.
(ب)تحفة الدّهر ونفحة الزّهر في شعراء المدينة من أهل العصر: لعمر بن عبد السلام الدّاغستاني (مخطوط) د. عاصم حمدان ود. بكري شيخ أمين.
(ج) الشعر في الجزيرة العربية خلال قرنين (1150 - 1350هـ): للدكتور عبد الله الحامد.
(د) الشعر الحجازي في القرن الحادي عشر الهجري: جزءان للدكتور عائض الردّادي.
(هـ) الشعر الحديث في الحجاز 1916 - 1948م: لعبد الرحيم أبو بكر.
(و) الشعر والغناء في المدينة ومكة في العصر الأموي: للدكتور شوقي ضيف.
(ثالثاً) في التّأريخ والتَّراجم والسِّير:
(أ)عمدة الأخبار في مدينة المختار: لأحمد عبد الحميد العبّاسي.
(ب)رسائل في تأريخ المدينة: لعلي بن موسى، تحقيق حمد الجاسر.
(ج) تحفة المحبّين والأصحاب فيما للمدنيّين من الأنساب: لعبد الرحمن بن محمد الأنصاري.
(د) المدينة المنورة في العصر الأموي: لمحمد محمد حسن شراب.
(هـ) مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها: لحسن خالد.
(و) المجتمع المدني في عهد النبوّة: للدكتور أكرم ضياء العُمري.
(ز) مجتمع المدينة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم: لعبد الله عبد العزيز إدريس.
(ح)مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول: لأحمد إبراهيم الشّريف.
(ط) دور الحجاز في الحياة السياسية العامة في القرن الأول والثاني الهجري: لأحمد إبراهيم الشّريف.
(ي) تراجم أعيان المدينة المنورة: لمؤلف مجهول، تحقيق الدكتور محمد التونجي.
(ك) بناة العلم في الحجاز الحديث - أحمد الفيض آبادي: لعبد القدّوس الأنصاري.
(ل) رجالات الحجاز: للسيد إبراهيم هاشم فلالي.
(م) أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري (خمسة أجزاء): محمد علي مغربي.
(ن) بلاد الحجاز منذ بداية عهد الأشراف حتى سقوط الخلافة العبّاسية: للدكتور سليمان عبد الغني مالكي.
(رابعاً) في الجغرافيا والرّحلات:
(أ)المغانم المطابة في معالم طابة - قسم المواضع: للفيروز آبادي، تحقيق حمد الجاسر.
(ب)الدّرر الفرائد المنظّمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظّمة: لعبد القادر بن مُحمَّد الجزيري، تحقيق حمد الجاسر.
(ج) مرآة جزيرة العرب: لأيوب صبري باشا، تحقيق د. أحمد فؤاد متولي ود. الصفصافي أحمد المرسي.
(د) مرآة الحرمين: جزءان للّواء إبراهيم رفعت.
(هـ) ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة بمكة وطيبة: لمحمد عمر بن رشيد الفهري، تحقيق د. محمد الحجّي.
(و) المدينة في رحلة العيّاشي: دراسة وتحقيق محمد أمحزون.
(ز) الرحلة الحجازية: لمحمد لبيب البنتوني.
(ح) في ظلال الحرمين: لمحمد كامل حنّة.
(ط) طريق الهجرة النبوية: لعاتق بن غيث البلادي.
(ك) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: عاتق غيث البلادي.
(ك) المدينة المنورة وتطورها العمراني وتراثنا المعماري: لصالح لمعي مصطفى.
(خامساً) في الإدارة والاجتماع والصناعة:
(أ)التّراتيب الإداريّة أو نظام الحكومة النبوية: لعبد الحي الكتّاني.
(ب)الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المنوّرة في صدر الإسلام: للدكتورة نورة بنت عبد الملك آل الشيخ.
(ج) الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم: لعبد العزيز بن إبراهيم العمري.
(د) ذكريات طفل وديع: لعبد العزيز الرّبيع.
(هـ) صور وذكريات من المدينة المنورة: للسيد عثمان حافظ.
(و) حارة الأغوات: للدكتور عاصم حمدان.
(ز) حارة المناخة: للدكتور عاصم حمدان.
(سادساً) في تأريخ التّربية والتعليم:
(أ)الكتاتيب في الحرمين الشريفين وما حولهما: للدكتور عبد اللطيف بن عبد الله بن دهيش.
(ب)التعليم في مكة والمدينة آخر العهد العثماني: للدكتور محمد الشامخ.
(ج) التعليم الأهلي في المدينة المنورة من عام 1344 إلى عام 1408هـ: لدخيل الله بن عبد الله الحيدري.
(د) الحركة العلمية في الحجاز من ظهور الإسلام إلى قيام الدولة العباسية: دراسة تأريخية من (1 - 132هـ) للطيفة محمد البسام (رسالة جامعية مخطوطة).
(سابعاً) في المعارف العامة:
(أ)أطلس المدينة المنورة: لمحمد شوقي بن إبراهيم مكي.
(أ)دليل المدينة المنورة: عبد الله أمين كردي وعبد العزيز محمد كابلي.
مؤرخو السيّرة النّبويّة
أمّا الكاتبون والمؤرّخون لسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين والنصارى من المستشرقين وغيرهم، فأمر يطول الحديث عنه؛ وهو يستغرق مجلّدات؛ وقد سبق لبعض الباحثين المسلمين أن تصدى له وأصدر فيه كتباً مستقلة، ولكن يعنيني أن أشير إلى بعض الكتب والمصادر الحديثة؛ التي ألّفها علماء ومفكرون من المسلمين والنصارى؛ ممّا امتازت به كتاباتهم من الجدّة في أسلوب العرض، ومنهج البحث التاريخي، لبعض جوانب سيرة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه.
وأذكر من هؤلاء المؤرّخين والعلماء المسلمين ما يأتي:
(أ)عبقريّة محمّد: لعبّاس محمود العقّاد.
(ب)حياة محمّد: للدكتور محمد حسين هيكل.
(ج) السّيرة النبوية: للشّيخ أبي الحسن عليّ النّدوي.
أمّا من كتب علماء النصارى في سيرة الرسول باللغة العربية، أو بلغات أجنبية أخرى، جرى ترجمتها إلى اللغة العربية، فإنه يهمّني أن أشير إلى الكتب التالية:
(أ)محمّد الرسالة والرسول: د. نظمي لوقا.
(ب) حياة محمّد: لواشنجتون أيرفنج، ترجمة د. عليّ حسني الخربوطلي.
(ج) حياة محمّد: لإميل أرمنغم، ترجمة عادل زعيتر.
(د) حياة محمّد: لبودلي: ترجمة محمّد فرح د. عبد الحميد جودة السحّار.
(هـ) الأبطال: لتوماس كارل لايل: ترجمة محمد السّباعي.
(و) محمّد في المدينة: لمونتجمري وات، ترجمة شعبان بركات.
(ز) مائة أوائل: لمايكل هارت، ترجمة أنيس منصور.
ولا ننسى في هذا الصدد بعض المستشرقين، الذين رحلوا إلى المدينة المنورة في أثناء اكتشافهم لمجاهل شبه الجزيرة العربية، ويأتي في مقدمتهم: المستشرق الألماني يوهان لودفيج بوركهارت؛ الذي نقل إلى اللغة العربية ملاحظاته وتعليقاته عن مدينة الرّسول في كتابه (رحلات إلى شبه جزيرة العرب كل من الدكتور عبد العزيز الهلابي، وعبد الرحمن عبد الله الشّيخ.
وأستميح الدكتور عاصم حمدان عذراً إن أشرت إلى أن مقولته عن فقهاء المدينة السبعة قد أردفت بعدهم ذكر أئمة المذاهب الفقهية الأربعة: مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وابن حنبل، وأهمل ذكر غيرهم من المذاهب الفقهية؛ التي انتشرت في أمصار الحضارة الإسلامية، وكان لها أتباع فيها؛ وأعني بهم الأئمة الثلاثة البارزين: زيد بن علي، وجعفر الصادق، وداود الظاهري، فأحر بكاتبنا الفاضل أن يضيف أسماءهم إلى قائمة الأسماء الشهيرة، التي أدت دوراً كبيراً في إبراز معالم حضارتنا الإسلامية المجيدة؛ وكان لهم أكبر الأثر في تأكيد حرية الفكر في التعبير عن أدق مظاهر الحياة العقلية والاجتماعية في تلك الحضارة.
وللدكتور عاصم حمدان علي أجمل تمنياتي له بالصحة، وهناءة البال، والتوفيق المستمر، في خدمة الأدب والتأريخ للمدينة المشرفة، التي منحها أوفى حبه، وأصدق مشاعره، فأنتج لنا من الكتب ما يجعله في قائمة المؤرخين والكاتبين الذين تناولوا جوانب مضيئة من تأريخها الأدبي والفكري والاجتماعي في عصور التأريخ المتتابعة وإنا لمتشوقون إلى المزيد منها، وبالله التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :865  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 319 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل