شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة أحد الحضور ))
- بسم الله الرحمن الرحيم.. أعتقد إذا كان الأستاذ محمد حسين زيدان، وهو أستاذ الكلمة الشاعرة قال: إنه ما ترك الأول للآخر، فماذا أقول أنا؟ بعد أن سمعتم واستمعتم إلى الكلمات التي تتميز بالمعلومات الفياضة، وبالعواطف الجياشة الكريمة، التي لا نستغربها من أبناء هذا البلد الطيب، ومن الأبناء الذين يقدسون دينهم وقيمهم في تأصيل روح الانتماء للقيم وللمبادىء الروحية. غير أنني أود أن أشير إلى نقطتين أولاهما: أريد أن أحيّي أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه على عودة الاثنينية مشرقة متألقة بأنوارها، وبمكارم أخلاق صاحبها، الذي حاول أن يرسخ روح التواصل، وروح المودة بين الإِخوة رواد هذه الاثنينية. وإن التاريخ الأدبي في بلادنا حصل على مكاسب طيبة، حيث أن الأدباء الكبار، روادنا الذين ارتادوا الاثنينية، والذين كانوا فرسانها استطاعوا أن يمدونا بكم هائل من المعلومات لتاريخنا الأدبي. واسمحوا لي أن أقول معلومة صغيرة أشار إليها الأستاذ عبد القدوس الأنصاري، وهي تحية للشيخ عبد المقصود، ولوالده العظيم رحمة الله عليه. يقول: إنه حينما صدر العدد الأول من مجلة المنهل عام 1355، كان عدداً كئيباً في ورق رديء جداً فأصابني كآبة شديدة، وفي تلك الفترة قدم إلى المدينة المنورة والد الأستاذ عبد المقصود، الأستاذ الأديب الكبير محمد سعيد خوجه، وكان يشغل وظيفة مدير مطبعة الحكومة بمكة المكرمة، ويتولى الإِشراف ورئاسة تحرير جريدة أم القرى الجريدة الرسمية، التي ارتقى بها أيضاً وطورها من أربع صفحات وست صفحات إلى اثنتي عشرة صفحة، وجعلها للأدباء منبراً ثرَّاً معطاءاً، فطلبت منه مساعدته في طباعة مجلة المنهل فقال لي: اجمع مواد العدد الثاني وابعثه لي إلى مكة المكرمة؛ وفعلاً جمعت المواد وبعثتها إليه رحمة الله عليه. وقبل موعد حلول صدور العدد فوجئت بوصول طرد يحمل مجلة المنهل في طبعة جميلة طبعت في مطبعة الحكومة.
- هذا ما قاله الشيخ عبد القدوس الأنصاري عن والد المحتفي، فاستنتجت منها أن هذا الرجل العظيم قد نذر نفسه لأمثال هذه الأعمال العظيمة؛ ومن أجل هذا أكرر القول لصديقيه الشيخ أحمد ملائكه، والشيخ عبد الله بلخير بأن يُسجلا سيرة الرجل، وما يعرفانه عنه.
- ومحمد سعيد خوجه ما كان يؤمن إلاَّ بالعمل، والإِخلاص، والمثابرة، وهي دروب تؤدي جميعها إلى النجاح. وقد استطاع أن يعمل أشياء كثيرة جداً منها أنه طوَّر مطبعة الحكومة تطويراً عظيماً، استورد لها عمالاً مهرة من سوريا، ومصر، وابتعث عدداً من العمال والشباب السعودي الحجازي إلى مصر وإلى سوريا ليتدربوا، وأنشأ لها مقراً في محلة جرول.
- أما حديثي عن معالي الأستاذ الدكتور محمود، فحديث قد يطول لو أردت الاسترسال فيه، لكني سوف أختصر ذلك، لا سيما وقد أثنى عليه المتحدثون قبلي بما هو أهله. مما أعرفه عنه أنه مشرف على الندوة العالمية للشباب، مكلَّف من قبل وزير المعارف، وذلك قبل إنشاء وزارة التعليم العالي للشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمة الله عليه ليشرف على جحافل الضيوف الشباب، الذين تجمعوا في مكة في ضيافة وزارة المعارف، في ذلك العام، وهؤلاء الشباب كلهم من الدعاة الذين يعملون في الأقطار الإِسلامية، والأوروبية، والأمريكية، فمن ذلك اليوم تعرفت بالدكتور محمود، وتابعت خطواته، وكانت خطوات مسددة ولله الحمد، والذين يذكرون جامعة الخليج يظنون أن الدكتور محمود سفر بدأ عمله بها منذ أن أعيرت خدماته لجامعة الخليج، بل إن خدمات الدكتور محمود سفر بدأت منذ أن كانت فكرة تراود القادة الخليجيين أعضاء مجلس التعاون في مكتب التربية العربي لدول الخليج، فكان هو ممثل المملكة السعودية في هذه اللجان إلى أن استطاعوا أن يقرروا إنشاء الجامعة وكان يعمل قبل ذلك وكيلاً لوزارة التعليم العالي، في فترة حرجة ولكنه استطاع بدعم ولاة الأمر، ومحبة الشيخ حسن، وثقته به رحمة الله عليه أن يدفع بالوزارة إلى الأمام، وأن يحرص على ابتعاث أبنائنا الطلاب للدراسات العليا، رغبةً منه في أن يعودوا مزوَّدين بالعلم النافع، ليكونوا دعائم في رفع مستوى التعليم والثقافة في بلادنا العزيزة، ولقد تحقق الشيء الكثير من وراء ذلك.
- وأخيراً نشكر الأستاذ عبد المقصود على مواصلته وإصراره على أن تظل الاثنينية مصدراً للمودة، ومصدراً للفكر الأدبي الذي يعرضه رجال كبار مختارون. وشكراً للإِخوة الحضور، والمتحدثين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :514  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.