شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور درويش جستينية ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور درويش جستينية فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: ماذا أقول؟ وقد سبقني الأحباب، والأصدقاء، والأساتذة الكرام؟ وتحدثوا عن أخي العزيز محمود سفر.
- في الحقيقة لا أجد ما أقول إلاَّ أن أستعرض شريط الذكريات، وقد أثارني الإِخوان في هذا اللقاء الكريم، في هذه الليلة المباركة، وقبل أن أبدأ الحديث عن الأخ محمود سفر، أريد أن أوجه كلمة شكر وتقدير للأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه، الذي برهن أنه بهذا العمل في اثنينيته الكريمة إنما يضع سجلاً حافلاً للتاريخ الأدبي والاجتماعي والاقتصادي، لهذا البلد من خلال تكريم من أكرمهم الله سبحانه وتعالى لخدمة هذا البلد، وإعطاء ما يجب عليهم إعطاؤه من خلال ما تسلموا من أعمال موفقة بفضل الله سبحانه وتعالى، فهذا البلد بلد معطاء من يوم أن انبثق منه نور الإِسلام، والحمد لله رب العالمين على ذلك، ومكة المكرمة، وهي تعطي من أبنائها نماذج مشرقة لهذا البلد إنما هي في الواقع تعود للتاريخ، فمن مكة بدأ الإِسلام، ومن مكة بدأ الخير والبركة، والحمد لله رب العالمين.
- شريط ذكرياتي مع أخي الدكتور محمود سفر حقيقة لم يبدأ بي وبه، وإنما بدأ بوالدي ووالده، فقد كانا زميلي دراسة، ولقد أثار الأستاذ العزيز الأخ عبد الله جفري مشاعري حينما ذكرنا بالأيام الماضية، أيام المجلة التي كنا نكتبها، وكان الأخ محمد سعيد طيب أيضاً يشترك معنا. وكنا نجد في مكتبة الشيخ صالح جمال الزاد الذي أكرمنا الله سبحانه وتعالى به، وفتحنا أعيننا ونحن نقرأ بفضل الله سبحانه وتعالى، ونجد التشجيع. وتلك فترة ينبغي أن تكون درساً جيداً في كثير من الموضوعات الاجتماعية والثقافية، فقد كنا والوسائل محدودة نتلقى العلم بنهم شديد على أساس أن العلم مهم، وأننا يجب أن نتوجه له لأن نستفيد وقد كان أساتذتنا الأفاضل خير قدوة لنا. وبدايات الأدب بدأت معنا بطبيعة الحال نتيجة للبرامج الدراسية الجيدة المكثفة في المدارس في ذلك الوقت، وأما العلاقة بين مدرسة الفلاح والمدرسة الرحمانية، فقد كانت علاقة جيدة لأن مديري هاتين المدرستين وهما فضيلة السيد إسحاق عزوز جزاه الله عنا خير الجزاء، والأستاذ محمد فدا رحمه الله، كانا يشعران الطلاب بأنهم أبناؤهما وكانت العلاقة بينهم ليست علاقة بين مدرس وطالب، ولكن علاقة أبوية.
- إن الرابطة التي كانت تربط بين محمود سفر، ودرويش جستينية، وأخيه صالح لم تكن رابطة حوار أو زمالة دراسية أو رحم، بل هي أعمق من ذلك. ولقد قلت أنها بدأت بصداقة نشأت بين والدنيا، وتعمقت، وتأصلت حتى أصبح الناس يعتقدون أننا أشقاء، أو إخوة لأم، فقد كانت أمنا تعتبر محمود سفر ابناً ثالثاً لها، وقد كنا نقضي معظم وقتنا معاً، ولا نتفارق إلاَّ وقت النوم، حيث يتولى والدي إيصال الأخ محمود إلى منزلهم في سوق الليل.
- الحقيقة يجب ألا ننسى أننا كنا نعيش في فترة تعليمية زاهية، وكنا نتعلم للعلم.
- أنتهز هذه الفرصة فأقول أنني اطلعت على كتاب عن مدارس الفلاح بجدة ولم تنل مدارس الفلاح بمكة من ذلك الكتاب إلاَّ نصيباً ضئيلاً، ولعل معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني يُنْصف زملاءه في مكة عن طريق مؤسسة إقرأ لتتولى إصدار عدد خاص عن مدارس الفلاح بمكة. كما أود أن أشير إلى من يستحق التكريم من رجال مدارس الفلاح، مثل فضيلة السيد إسحاق عزوز أطال الله في عمره، والسيد محمد رضوان، وأمثالهم كثيرون. وإذا عدنا للحديث عن الدكتور محمود محمد سفر فإني أشهد شهادة أن الرجل كان عفيفاً شريفاً، وكان ميّالاً للعمل البنّاء، ويفعل الخير مذ كان طالباً يافعاً، ومن نشاطاته الإِنسانية عندما كنا ندرس بالقاهرة إنشاء صندوق الطلبة، وللذكرى والاعتراف بالجميل لأهله ونحن نتحدث عن صندوق الطلبة بالقاهرة، أود أن أذكر أننا توجهنا إلى خادم الحرمين الشريفين حينما كان وزيراً للمعارف، وقدم إلى القاهرة في زيارة رسمية، توجهنا إليه في مقر إقامته، ورجوناه أن يدفع لنا من جيبه الخاص لدعم هذا الصندوق، فتفضل حفظه الله وأمدنا بدعم سخي منه.
- أما عن نشاط الأخ محمود خارج المملكة، فعندما ذهبنا للدراسة في أمريكا، تولى رئاسة مجموعة الطلبة المسلمين هناك، وأدى دوراً يشكر عليه جزاه الله خير الجزاء، وأما دوره في حياته العملية، فهو رجل علم، وأدب، فهو أديب بطبعه، ورجل علم لأن الله سبحانه وتعالى أكرمه بالتعليم في الجامعة، ولا يدرك متعة أن يكون الإِنسان معلماً، إلاَّ من مارس هذه المهمة الكريمة النبيلة، ولقد مارسها المحتفى به في جامعة الملك سعود، ومارسها من خلال عمله، في وزارة التعليم العالي، ومارسها من خلال رئاسته لجامعة الخليج.
- وهو اليوم يعود إلى المكان الأصلي الذي انطلق منه، وهذا بطبيعة الحال شئ مشرف لنا جميعاً كرجال تعليم ولله الحمد. ولقد سررت حينما علمت أنه مكلف بالإِشراف على رسائل الدراسات العليا، وحرص الدكتور محمود على التعليم كحرص معالي الدكتور يماني أيضاً، فعندما ترك وزارة الإِعلام عاد إلى الجامعة ليكون مدرساً في جامعة الملك عبد العزيز، وأعتقد أنه لا يوجد هناك إنسان مارس التعليم إلاًّ ويحن بطريقة أو بأخرى. والتعليم هو المجال الكريم لخدمة الوطن وأبنائه، وأنتم هنا بتكريمكم لهذا الرجل العالم الأديب؛ إنما تكرمون العلم في شخصه، ولا أزيد على ذلك، وأتمنى له ولكم التوفيق، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لخدمة هذا البلد، وأكرر الشكر للأخ عبد المقصود خوجه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :516  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج