شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شيل القفة للناس اللي ما يتعلموا...
وبعد أن قطعنا مسافة من المنطقة بين باب المصري وتلك (البرحة) الصغيرة التي تتجه في استقامة بين صفين متقابلين من الدكاكين، إلى باب السلام وهي التي ظلت تعرف بـ (جُوَّه المدينة)... وكنا ونحن نجرى، نعاود الالتفات إلى الوراء، لنتأكد أن لا أحد يطاردنا، تمهّلنا في سيرنا.. والتفت إليّ يحي يقول:
: ـ. اسمع... انت بعدما أمك وعمّك طردوك من البيت... رحت عند مين؟؟؟
ولا أدري، ما الذي رسّخ في ذهنه أن أمّي وزوجها (عمّي) قد طرداني من البيت... الحقيقة انهما، ومعهما كل من في البيت، يسرفون في تدليلي ومحاولة إزاحة مالعله كان ظاهرا على وجهي من الاكتئاب والضيق والغربة، أو هي فجيعة إحساسي بأني كما فقدت جدي، وخالتي، وأبي هذا الذي سافر ولا يدري أحد إن كان قد مات أم مايزال على قيد الحياة، فقدت أمّي... لأنّها ـ في منطقي الصغير ـ لم تعد مشغولة أو معنية بي... اخذها هذا الرجل الذي تزوّجتْه، فهي معه وله، منذ تلك الليلة التي انتقلنا فيها من بيتنا في زقاق القفل إلى بيت الزوج في زقاق الطُّوال.
وبينما كنت أفكّر، في حكاية (الطرد) هذه الراسخة في ذهن يحي، ومعهما حكاية القفة التي تركناها للرجل وهربنا، عاد يحي يقول، لكن، باهتمام ولهفة: ـ.
: ـ. اسمع يا عزيز... هادا الرجّال دحّين لابد انه يشوف سيدي حسين.. ولابد أنّه قال له الحكاية كلّها... وأمّي ما تقدر تقول لسيدي حسين شي... يُفرشْني.. يمَِصّع لي اداني... يسوّي زي ما يبغا، وهي ما عندها غير تقول له (يُتوب... يُتوبْ...) وبس... يعنى الليلة، أنام، بعدما سيدي حسين يرجّنى هادي العلقة... علقة يمكن تكسّرِلي عضامي..
: ـ. طيب... وايش تبغاني اسوّي؟؟
: ـ. بعدما أمّك وعمك طردوك من البيت.. لابد أنك رحت عند خالتك.. أو عند ناس من قرايبك.
: ـ. لكن يايحي، أمي وعمي ماطردوني من البيت، زي ما بتقول..
فظهرت على ملامحه تعابير الدهشة واخذ يقول:
: ـ. الله ؟؟؟ طيب... مو أمك اتجوّزت ؟؟؟ انا سمعت هادا الكلام من الحريم اللي كانوا بيهرجوا عندنا...
: ـ. الاّ اتجوزت صحيح.. لكن...
: ـ. لكن ماطردوك من البيت؟؟؟
: ـ. لا... ما طردوني من البيت... انت فيه احد قال لك انهم طردوني؟؟؟
: ـ. لالا... ما أحد قال لي... بس انا اعرف واحد صاحبي... أمه اتجوّزت... قام جوزها قال لها ما يبغا ولدها في البيت... عشان ما يبغاه يلعبْ مع بِنتُه هوّه من حُرْمته اللي ماتت... وبعدين طردوه... وشوفو مسكين قاعد مع جدته العجوزة في الرباط. وناوي يشتغل.. بس ما عنده فلوس يشتري القفّة..
وبعد أن ظل يمشي صامتا، فترة قال: ـ.
: ـ. طيب انت فين تبغا تروح دحّين ؟؟؟ انت ما عندك ست ؟؟؟. خالة ؟؟. خال ؟؟؟. قرايب ؟؟؟
: ـ. لا... ما عندي.. كلّهم ماتوا في الشام.
واستوقفني سؤاله.. ووجدت نفسي اتساءل بدوري، حقا... كيف ؟؟؟ ولماذا ليس لي اقارب... كل الناس لهم اقارب... ست... خالة... خال... إلا أنا.. فليس لي غير هذه الأم التي تزوجت... وبذلك لم يعد لي في هذه الدنيا احد ابدا...
: ـ. طيّب... وبيتكم اللي في زقاق القفل.. مين ساكن فيه دحّين ؟؟؟
: ـ. فيه دادة منكشة...
فإذا به يهتف، وكأنه قد اكتشف أو عثر على ماكان يبحث عنه: ـ.
: ـ. خلاص يا عزيز يا خويا... تعال نروح عندها...
: ـ. لكن... لكن ليه؟؟؟ ايش نسوّي عندها.. ؟؟
: ـ. اقول لك... انت ودّيني بيتكم حق زقاق القفل هادا... وان كان تبغا تروح لأمك روح لها
: ـ. بس ليه يا يحي ؟؟
: ـ. ليه ؟؟؟ كيف ليه ؟؟؟ يعني تبغاني آكل العلقة من سيدي حسين ؟؟؟ انا ابغا اغيب عن وجهه... عنهّم كلهم... كلهم ما عندهم غير الضرب... والسب... ما يبغوني... يقولوا، اني أكلت راس ابويا... وروس ما أدري مين من أهلي...
وكانت كلمته الأخيرة، قد أدارت رأسي... فهو قد أكل رأس أبيه.. ورؤوس آخرين من اهله... ووجدت نفسي، مُستهولاً الحكاية، اقول له: ـ.
: ـ. أكلت راس أبوك ؟؟؟ وروس ناس تانيين من أهلك ؟؟؟ كيف يايحي ؟. كيف بتاكل الروس ؟؟
ورغم انه كان منفعلا، ومشغولَ الذهن بالتفكير في الهرب من بيته ومن اخيه الأكبر الذي لا يشك انه بعد ان علم بحكاية القُفة، سوف (يرجّه علقة كبيرة)... رغم كل ذلك انفجر يضحك، ويضحك... ويكاد لا يتماسك ليقول:
: ـ. انت فاهم أني اكلت راس ابويا.. وهادي الروس اللي بيقولوا عليها ؟؟
: ـ. طب، ماهو انت اللي بتقول كده.
: ـ. همَّ... همّا اللي بيقولوا كده... بس أنا ما أكلت راس أحد... وكيف واحد قدّي يقدر ياكل راس أبوه واهله..
وعاد يضحك... ثم قال: ـ.
: ـ. قصدك.. اني من ساعة ما وِلْدتني أمي أبويا مات... وبعدين ما أدري مين من اهلنا ماتوا في الشام... زي الناس اللي ماتوا... وهادي الحرب، اللي بنسمع حكايتها، ما حصلت الا بعد ما وِلْدتني أمي... عشان كده.
ووجدت نفسي اقاطعه قائلا: ـ.
: ـ. مادام هدا قصدهم... انا كمان لازم زيّك تمام يايحي... أنا كل أهلي ماتوا في الشام... لكن... بعدما أمي جابت عبدالغفور... هم بيقولوا أنو عبدالغفور هوه اللي اكل روس اللي ماتوا كلهم.. مو كده؟؟
: ـ. لأ ما قالوا اكل الروس.. قالوا كلام ما أفهمه... عشان هم يتكلموا بالتركي...
وكنا الآن، قد بلغنا ساحة باب السلام.. وارتفع أذان الظهر... وجعل الناس يسرعون إلى المسجد، وأصحاب الدكاكين، يغادرون دكاكينهم وفي أيديهم الأباريق يتوضّأون للصلاة... وكان لابد ان نتجه إلى حي الساحة... عبر سوق الخضار... وفي هذه اللحظات كان يحي يمسك يدي اليمنى بيده... كأنه يخشى أن أفلت منه... وتخيّلت موقفه من أخيه.. من (سيد) حسين.. وتلك (العلقة) التي يتوقعها... احسست بالإشفاق عليه... كما احسست بأني أتمنى أن أظل معه أو يظل هو معي... لا نفترق ابدا... وفي دوامة التفكير في مصيره... بل ومصيري أنا أيضا، إذ لابد أن أمي قد لاحظت غيابي.. ولعلّها قد أرسلت احد الجنديين للبحث عني أمام دكان العم صادق... وجدت نفسي أفكّر في المكان الذي يجب ان نهرب معا اليه.
واستبعدت بيتنا في زقاق القفل... لأن الدادة منكشة، لابد ان تكون عند أمي في بيت زقاق الطوال اذ أصبح من عادتها أن تجيء في الصباح من كل يوم... وأنا أعرف كيف أفتح الباب، مالم يكن الكيلون مغلقا... ولكن لا... لابد انهم سيبحثون عني هناك... ولذلك، وجدت أمامي بيت (خاتون الهندية)... وسرعان ما قلت ليحي:
: ـ. هيا اسرع... قبل ان يخرج الناس من الصلاة... انا اعرف فين لازم نروح.. وتهلَل وجهه... واخذنا نسرع معا... وكان من حسن الحظ أن دكان العم صادق الذي يقع على مدخل زقاق القفل، مغلق... ربَما لانّه ذهب إلى المسجد... دخلنا الزقاق مسرعين... ودون أي تردد، وقفت امام باب بيت الخالة (خاتون الهندية) وطرقته... مرة وثانية.. وثالثة.. فاذا بالذي يفتح الباب... رجل هندي عجوز.. لم يسبق ان رايته قط... قلت له:
: ـ. خالة خاتون فيه ؟؟؟
: ـ. خاتون... بيبي... بالكل...
وجعل يرطن بالهندية كلاما لم نفهم منه اكثر من ان لا أحد في البيت... وقبل ان اتحرك في اتجاه بيتنا، وقد قررت ان افتحه وندخل، سمعنا صوت الخالة فاطمة جادة من فتحة بابها الموارب، في نبرة لا تخلو من الدهشة.
: ـ. عزيز ؟؟؟ انت جي تدوّر على خالتك (خاتون) ؟؟؟ عسى خير ؟؟؟ وهادا مين اللي معاك ؟؟؟
من جانبي عصفت باعصابي حالة ارتباك شديدة... فتلعثمت قبل ان اقول:
: ـ. ايوه... بأدور على خالتي خاتون...
اما يحيي فقد ادار ظهره، بحيث لا ترى وجهه... وهمس يقول:
: ـ. اصحا تقول لها انا مين...
وقالت الخالة فاطمة بصوتها الأجش الخشن، وهي تسعل سعلة خفيفة:
: ـ. هِيّه أمك ارسلتك لها ؟؟
: ـ. لا... بس أنا وصاحبي هادا نبغا... نببب..
وادركت الخالة فاطمة اننا نخفي شيئا... وان في الأمر ما استثار رغبتها في اكتشاف الحقيقة... فقالت بلهجة جادة حازمة:
: ـ. اسمع يا عزيز... قل لي قوام ايش الحكاية؟
وقبل ان اقول شيئا.. ويحي مايزال لا يريها وجهه... سمعنا وقع اقدام تتجه إلى حيث كنا نقف... التفت لأرى احد الجنديين... وهو الطويل الهادىء... زميل الجندي الذي تسامح اليوم لأول مرة، وتركني اخرج للَعب... تجمّدت في موقفي.. أدركت انهم يبحثون عني... وها هو (اسماعيل) قد وجدني... ولا مجال للهرب... أو الامتناع عن الذهاب معه... ولم يكن يتكلم العربية... فأخذ يقول بالتركية كلاما أدركت، انه يقصد أن أمي هي التي ارسلته للبحث عني... ووقفت أمامي... وبكثير من الرفق واللطف، وضع يده على كتفي... ثم اخذ يدي في يده... ومشينا.. بينما التفت يحي.. ووجدته يمشي معنا... وبطبيعة الحال، لابد انه قد قرر الاستسلام لمصيره ايا كان..
وبينما كنا نمشي خارجين من الزقاق... كان صوت الخالة فاطمة يلاحقنا وهي تقول:
: ـ. عرفتك انت يا ولد عبدالنبي ؟؟؟ يا ويلك من سيدك حسين... وانا رايحة اقول لأمك يا عزيز... ما تخيلّتك تمشي مع هادا الشقي... ولا تلعب معاه ابدا...
وقبل ان نخرج إلى الشارع الرئيسي... تأمّلت وجه يحي... كان محزنا إلى ابعد حد كانت الدموع تملأ عينيه... ولكن ماذا أفعل ؟؟؟ كيف يمكن ان اساعده؟؟؟ خطر لي خاطر سرعان ما عرضته عليه:
: ـ. يايحي... تعال نروح عندنا... وأخليّ أمي هيّه اللي تتشفَع لك عند سيدك حسين..
: ـ. طيب... بس كيف ؟؟؟ هيّه منين تشوفه ؟؟؟ هادا في شغله عند التاجر... وما يجي البيت الا بعد صلاة المغرب.. وجوز أمك... يمكن هوة كمان (يُرجَّك علقه)... عشان حكاية القفة.. والشغل..
: ـ. لا.. لا تخاف... انا أمّي تخاصمني كتير.. لكن ما تضربني.. وانا وانت نسلم على يدّها، ونترجاها... ولازم تعفي عنّنا..
* * *
عندما دخلنا الدهليز، كان الجندي الآخر، المشغول دائما بتنظيف ومسح بندقيته، وهو الذي يرهبني بنظراته... كان جالسا وهو في بذلته العسكرية... وقد علّق بندقيته في مكانها من الجدار... لم يشغل نفسه بالالتفات الينا... يبدو انه كان مشغول الذهن بما هو أهم... تكلم معه اسماعيل، ربمّا قال له انه وجدنا عند بيتنا في زقاق القفل... كان يحي مرتبكا وماتزال الدموع في عينيه... واخذ اسماعيل مجلسه، من الدكة... واشار لنا ان ندخل.... اذ قد انتهت مهمّته بالعودة بي إلى أمي...
قبل ان نبلغ باب الديوان كانت هي... أمي واقفة امامنا... كان في وجهها الكثير من القلق... فبدا عليها الارتياح وهي تراني... والى جانبي يحي.. لم تستنكر وجوده معي... اكتفت، بأن قالت:
: ـ. يعني حتى لمّا يأذن الضهر ما ترجع ؟؟؟ مين هادا؟؟
: ـ. كنا بنلعب... وما سمعنا الأدان..
: ـ. انت بتكدب يا عزيز... قل لي فين كنت ؟؟؟ وهادا اللِّي جنبك مين؟؟
: ـ. هادا صاحبي يحي... خالة فاطمة قالت تعرفه...
وهنا تكلم يحي
: ـ. انا سيدي عبدالنبي..
: ـ. انتو برضكم ساكنين في زقاق الحبس ؟؟؟
: ـ. ايوه... بيتنا في زقاق الحبس..
: ـ. وكيف حال سيدك.؟؟؟ انا سمعت ابوك الله يرحمه مات... كيف حال امك؟؟
: ـ. طيَبة... بخير...
: ـ. قل لي يا يحي.. انتَ دَخلوك كتاب... ولا عند الخطاط؟؟
: ـ. لأ لأ... انا ما دخلوني الكتاب... ولا عند الخطاط.
: ـ. لكن ليه ؟؟؟ انت ما شا الله كبرت خلاص... لازم يدخلوك الكتاب...
ثم التفتت اليّ تقول:
: ـ. هيّا انت ويحي.. اطلع أوضَتَكْ... غسّلوا وجوهكم، وأصحا اشوف رجلينكم وسخة.. وما كدنا نسمع هذه الكلمات حتى أسرعنا معا إلى الدور الأول... وفيه الغرفة التي ماازال اشغلها في البيت.. ـ.. وتنفس يحي الصعداء، وهو يقول:
: ـ. هادي أمّك حنونة عليك يا عزيز... شوف ما خاصمتك ولا ضربتك... بس يمكن جوزها هوة اللي يخوّف..
: ـ. ابدا... جوزها (عمّي) رجّال طيّب... وما يخوّف أحد ابدا..
* * *
ولم يطل التستر أو كتمان حكاية القفة... فقد كانت الخالة فاطمة، تعرف اسرة يحي وهي صديقة أمّه... وقد استرعى انتباهها تصرفنا، ولم تجد ما يمنع، ان تكلف عبد المنّان زوج بدريّة بأن يذهب إلى أم يحي، ويخبرها ان يحي (شارد من الكتّاب)، وقد رأته معي... وكان (السيد) الذي تركنا له القفة، قد اخذها إلى حسين... واخبره بما وقع...
واستطاعت أمي ان تنتهزها فرصة، فاستأذنت زوجها (عمّي) لزيارة أسرةيحي بعد ان صارحتها من جانبي بكل ما وقع... دون ان أخفي شيئا... وانا اقول لها:
: ـ. انا ابغا اشتغل... عشان اجيب فلوس...
ورأيت قسماتها تحتقن... ونظراتها تسرح... أو تكاد لا تستقر... ولم تعلّق بشيء الا بعد صمت فترة بدت لي طويلة.. حيث قالت:
: ـ. ايوه... وانا ابغاك تشتغل... لكن ما تشيل قفة... ابوك كان عالم... وسيدك الله يرحمه كمان كان شيخ الطريقة النقشبندية... وحافض القرآن... والبخاري ومسلم... تدخل الكتاب... وتتعلم... وتدخل المدرسة وتتعلم.. وبعدين تشتغل شغل الناس الكبار
... شيل القفة.. للناس اللي ما يدخلوا المدارس... اللي ما يتعلموا...
والتزمتْ الصمت مرة أخرى... لحظات... ثم قالت:
: ـ. خلاص من يوم السبت اللي يجي... تدخل الكتّاب...
وتذكرت الكلام الكثير والرهيب الذي سمعته من يحي عن الكتاب... فادركني الرعب وكدت انفجر باكيا.. ولكني تماسكت وقلت
: ـ. في الكتاب.. الشيخ والعريف.. ما عندهم غير (الفَرْش).. يفرشوا بالجريد الأخضر والخيزرانه المبلولة في الموية... انا ما ابغا... انتي ما يهون عليكي يفرشوني.
قالت بهدوء.. وبلهجة فيها مع التحبب والاسترضاء، العزم والجد:
: ـ. اصحا اسمع منك هادا الكلام مرة ثانية... اللي بياكلوا الفرش.. همّا اللي ما يحفضوا اللوح... وما يحفضوا الدروس... وانت رايح تحفض... وما تخلي احد يفرشك ابدا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :831  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.