شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هدية الأستاذ عيسى خليل صبّاغ
والأستاذ عيسى خليل صبّاغ يستغني عن تعريفه في أوساط الثقافة والمثقفين عندنا، إذ لم ينس الكثيرون أنّه كان واجهة أمريكية مضيئة في سفارة الولايات المتحدة، أيام كان يشغل وظيفة المستشار فيها... ولكن رصفائي من الشيوخ لا ينسون أنه كان واحداً من أنجح المذيعين في الإذاعة البريطانية، أو ما نسميه (إذاعة لندن) في أيام الحرب العالمية الثانية... وقد لا ينسون، أننا كنا نتسمّر أمام جهاز الراديو، لنسمع أخبار الحرب وتعليقات الإذاعة على خطب تشرشل يواجه بها الشعب البريطاني في البرلمان، بتلك الشحنة من الصدق العجيب الذي يتحدث عن الهزائم، ولكنه يظل يعد بالنصر... وكان يسعدنا أن يكون عيسى خليل صبّاغ هو المذيع إلى جانب عدد من المذيعين، الذين كانوا وظلّوا قمماً، ليس في الصوت فقط وإنما في الأداء وفي اللغة السليمة من أخطاء النحو والصرف، إلى جانب السلامة في مخارج الحروف وفي لباقة ورشاقة الإلقاء.
كان الأستاذ عيسى خليل صبّاغ يحدّثني عن مشروع كتاب يعده، يقدم فيه أضمومة من الأقوال السائرة والمأثورة في اللغة العربية ينقلها إلى اللغة الإنجليزية... وطال انتظاري للكتاب قبل أن يفرغ من إعداده، إذ كانت أعماله ومسؤولياته في السفارة، تحول ربّما دون التفرغ له... ولكن بعد أن تقاعد، واستقر في بوسطن في الولايات المتحدة، استطاع أن يبر بوعده، إذ أعدّ الكتاب، وطبعه في أميركا، طباعة بالغة الأناقة بحيث يمكن أن توصف بأنها مترفة. وجاءتني منه نسخة يقدمها بعبارة إهداء رقيقة، لم أستطع أن أفرغ لقراءتها إلا منذ أيام.
والأستاذ الصباغ يضع وينقل إلى الإنجليزية أضمومة صغيرة في الواقع إذ يكاد لا يزيد عدد الأقوال السائرة على مئة وهو يعرف طبعاً أن المئة التي اختارها وعنى بتقديمها إلى قراء اللغة الإنجليزية ليست أكثر من رأس دبوس في محيط... ومع ذلك فالمسألة تظل في حسن الاختيار من جهة، وفي النظرة التي نظر بها إلى هذه الأقوال، من حيث قدرتها على تقديم لمحات خاطفة من إشعاع العقل والحياة العربية وما ينطوي عليه الوجدان، والنظرة إلى الحياة، والعلاقات الإنسانية والأسرة والمجتمع... وكذلك في العلاقات الديبلوماسية.
والأستاذ عيسى خليل صبّاغ، إلى جانب ثقافته العربية الواسعة وثقافته الإنجليزية الوافرة كان الشخصية التي أتاحت لها ثقافتها في اللغتين، وفصاحة أدائهما، أن يكون المترجم الموثوق به بين أكابر الشخصيات العربية، وأكابر مسؤولي الإدارة الأمريكية، ومنهم الرئيس نيكسن، والرئيس كارتر، وكذلك (العزيز هنري) كما سماه الرئيس أنور السادات رحمه الله.
من هذا المنظور، أريد أن أقول للأستاذ صبّاغ، إنه مؤهّل لكتابة ذكرياته - وليس مذكراته - عن هذه الشخصيات، فيلقي نظرة الخبير، إلى ما دار من حوار بين هذه الشخصيات التي كان لها دورها في القضايا التي لا تزال تعيشها المنطقة.
على أية حال... لا بد أن أشكر الأستاذ الصباغ على هديته القيمة، وعبارته الرقيقة متمنياً أن يفاجئني بهذه الذكريات ولو بعد حين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :807  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.