شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صحفنا.. والتكنولوجيا.. والقمر العربي
في صحافتنا مشكلة أعتقد أن أصحاب الصحف، والمسؤولين عن تحريرها، لا بد أن يجدوا لها حلاً حاسماً وهي اضطرارهم إلى الطباعة المبكّرة حرصاً على توزيع الصحف، وضمان تواجدها في يوم صدورها في حواضر المملكة ومدنها الكبرى، وربّما في المدن الصغيرة الأخرى أيضاً. والحرص على ذلك في حد ذاته التزام مشكور، ومطلوب، ولا يصح التهاون فيه بطبيعة الحال، ليس فقط من منظور العائد المادي الذي يحققه (التوزيع)، وإنما من منظور ضرورة أن تكون الصحيفة بين يدي من يلتزم قراءتها أو يحرص على الاطلاع عليها في ساعات الصباح، لأنها تقدم له المواد التي يهتم بها. ولكن ليس معقولاً ولا مقبولاً في تقديري الشخصي، وعلى ضوء خبرتي المتواضعة بالعمل الصحفي أن يتم طبع الجريدة وأن تشحن لتلحق الطائرة المتجهة شرقاً أو غرباً، في الساعة السابعة مساءً كما هي الحال في أكثر من جريدة من الجرائد التي تصدر في جدة، أو في الرياض، أو في المنطقة الشرقية بغرض ضمان التوزيع أو التوحيد في البلد المقصود بهذا التواجد والتوزيع.
قالوا، إن الجريدة تتجاوز بعض عقد المشكلة، بأن تصدر طبعتين، إحداهما التي تشحن في الساعة السابعة، والأخرى بعد ذلك، وهذه هي التي تنشر أخبار العالم التي تتناقلها وكالات الأنباء بعد الساعة الثانية بعد الظهر.. ولا أدري كيف يتفق في منطق رؤساء التحرير أن تخلو طبعة الساعة السابعة من أخبار بالغة الأهمية من الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء بعد الساعة الثانية بعد الظهر..
في جميع صحف العالم، مشكلة اللحاق بالطائرات أو القطارات أو الشاحنات، من المشاكل شديدة التعقيد فعلاً، ولكن رغم ذلك لم أسمع عن جريدة تتم طباعتها وتشرع الإدارة في شحنها في الساعة السابعة مساءً.. والأرجح أنهم يمارسون حلاً للمشكلة - أي حل - ويندر أن يتوقّف تلقي آخر الأخبار والإسراع إلى نشرها قبل الساعة الثانية صباحاً.. والفرق الزمني كبير جداً بين الانتهاء من الطبع في السابعة مساءً،وبين ملاحقة نشر أخبار المساء أو الساعات الأخيرة من الليل حتى ما بعد منتصف الليل.
ورؤساء تحرير الصحف عندنا، يعلمون بالطبع أن الخبر الهام، وخلفياته وصوره، وعلى الصفحة الأولى بمانشيتاته وعناوينه، أصبح في هذه الأيام - عندنا في المملكة كما في أي بلد آخر - هو الذي يتلهّف عليه القارئ بعد أن يكون قد سمعه من الإذاعات، والتليفزيون.. رغبة في الاستزادة من التفصيل والخلفيات الواسعة، التي قد لا يستوعبها وهو يستمع إلى الإذاعة أو يشاهد الشاشة الصغيرة. ولكن عقدة اللحاق بالطائرات، أو الشاحنات، تضطرهم إلى أن يتناسوا كل هذا، مكتفين، بملء الصفحة الأولى بالمتاح والمتيسّر وأمرهم إلى الله.
ودون أن نتورّط في تحميل رؤساء التحرير مسؤولية الإذعان لهذا الواقع وفي مواجهة احتمال مطالبتي بالبديل، يبدو لي أن البديل الوحيد الذي يمكن أن يكون حلاً مثالياً هو أن تطبع جريدة عكاظ (على سبيل المثال) حصة المنطقة الوسطى من التوزيع في الرياض - وأعني جريدة الرياض والجزيرة، وأن تطبع حصة المنطقة الشرقية، في جريدة اليوم، وليس من المتعذّر أن تتعاون الصحف كلّها على تأسيس مطبعتين: إحداهما في المدينة لطباعة حصة المنطقة الشمالية والأخرى في أبها لطباعة حصة مدن الجنوب وحواضره.
وليس هذا متعذّراً، بل هو ممكن، وكلنا نعلم أن جريدة الشرق الأوسط، قد استطاعت أن تطبع العدد من الجريدة، في ذلك العدد الكبير من بلدان العالم، بحيث يجدها القارئ في لندن أو باريس، في نفس الوقت الذي تصل فيه إلى يد القارئ في الرياض وجدة أو الدمام.
ولا أظن أن تكاليف العملية - بعد التنسيق بين الصحف في المنطقة الوسطى والغربية والشرقية - سوف تكون أكثر من تكاليف النقل بالطائرات على المدى الطويل. كل ما تحتاجه هو الاتفاق على التعاون بهدف تجاوز مشكلة التوزيع.. ووسائل الاتصال الحديثة، ومنها جهاز (الفكسيميلي) وقنوات القمر العربي، سوف تتيح انتقال جميع مواد العدد وفي مقدمتها الأخبار بل وحتى (ماكيتات) الصفحات في نفس اللحظة التي يفرغ فيها الأعداد.
إننا نريد أن نستفيد من التكنولوجيا التي أصبحت في متناول أيدينا على أوسع نطاق وإلاّ فما حاجتنا إليها، إذا كنا نستوردها، ونكتفي بالفرجة عليها من بعيد لبعيد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.