شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مصير منظمة اليونيسكو.. أو مديرها العام
لا أشك في أن الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو، تعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع خمسة وعشرين في المائة، من ميزانية المنظمة كل عام.. وهو مبلغ يصعب أن تستغني عنه أو تضحّي به المنظمة العالمية، وعلى الأخص إذا لاحظنا أن مجموعة من الدول الأعضاء تتجاهل التزامها بدفع حصتها، أو تنسق هذا الالتزام كلّياً، بحيث تغدو الحاجة إلى المبلغ الذي تدفعه الولايات المتحدة أكثر من ماسّة وملحّة.
والعقدة الآن أن أمريكا، بعد أن أنذرت المنظمة بقرار انسحابها من المنظمة في نهاية العام المنصرم، نفّذت إنذارها فعلاً، وبذلك أعفت نفسها من الالتزام بدفع نصيبها في ميزانية المنظمة.
مما يقوله كثيرون، إن هذا الموقف من الولايات المتحدة، قد يفتح باب الانسحاب لدول أوروبية أخرى، تدفع هي أيضاً نصيباً كبيراً من ميزانية المنظمة.. فإذا لم يبق فيها إلاّ دول العالم الثالث، ودول الكتلة الشرقية، فإن من المشكوك فيه، أن تستطيع المنظمة بعد ذلك، أن تمارس أنشطتها الواسعة، التي ربّما كانت، أهم الأنظمة الحضارية التي يمارسها العالم، في إطار منظمة الأمم المتحدة، التي نعلم خيبتها وفشلها في تحقيق مسؤوليتها العظمى عن صيانة الأمن والسلام العالميين.
والسبب المباشر، الذي حمل أمريكا على الانسحاب، وسوف يستدرج الدول الأخرى على أن تخطو نفس الخطوة، إن لم يكن اليوم فغداً.. هو انحياز مديرها العام السافر إلى دول الكتلة الشرقية، مسايرة أو دعماً لعدد كبير من دول العالم الثالث، التي إذا كانت لا تدور في فلك الكتلة الشرقية، فإنها لا تخفي انحيازها إليها، باعتبار هذا الانحياز رفضاً للأمبريالية ممثلة في أمريكا ودول أوروبا الغربية.
وإضافة إلى ما يتّهم به المدير العام (أمادو مختار أمبو) من هذا الانحياز، فهناك تصرفاته التي تقدم صورة صارخة للسرف، والاستغراق في مطلب الأبّهة والترف، على حساب ميزانية المنظمة، إلى جانب ديكاتوريته، الصارمة، ورفضه لأي مشورة يتقدم بها موظّفوه، وهم من دول مختلفة متعددة منها دول أوروبية أيضاً.
ترى.. هل يصح، أن تنتهي المنظمة، أو يخسر نشاطها الحضاري الكبير الواسع، لأن مديرها العام، يظل في موقع المسؤولية كما يفهمها، ولا يريد أن يفهم مضمونها الدقيق كما تراه أكثرية الدول الأعضاء؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.