شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إن هذه أمتكم .. أمة واحدة
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء: 92) توحدت تحت راية الإسلام، وهي واحدة في اللغة والأرض والمصير ، وكل ذلك كان في الماضي السحيق يوم كانت في جاهلية جهلاء، ووثنية حمقاء، فهي إن اختلفت قبائل فذلك قضت به ظروف اجتماعية، أو شهوات سلطانية، أما المعتقد في كل الأساطير واللغة في تطورها حتى أصبحت الفصحى، والحضارة والثقافة، فهي واحدة، إن لم نشعر بتوحدها الآن بدعوى انفرادية التاريخ لكل شعب عربي، فإن حقائق التاريخ ترفض الانفرادية، وتثبت بها وحدة الأمة، فعلى هذا الأساس كثيراً ما تحدثت مع بعض الإخوان، وبرهاني في ذلك هذه الآية الكريمة تؤيد ما ذهبت إليه حين أستقرئ تاريخ هذه الأمة، فقد سبق أن قلت في ندوة عين شمس إن انفرادية التاريخ تنفيها حقائق التاريخ بل وترفضها، فالذين نحتوا الجبل في حجر ثمود، اتخذوا منه بيوتاً، ما أحسنها. ما أشد عراقتها في القدم. كأنها الأنموذج الحضاري لهذه الأرض، والذين نحتوا الجبل في البتراء سلع في أرضنا العربية البلقاء (شرق الأردن) هم آباء، إخوان الذين بنوا الجبل أهرامات في مصر، فالحضارة واحدة لا يسقطها الترديد المنحرف يختص بها شعباً من شعوب هذه الأمة دون الشعوب الأخرى.
وفي حوار مع بعض الإخوان، جرى الحوار عن هذه الآية الكريمة لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا (البقرة: 104) خطر على بالي أن النهي عن استعمال كلمة (راع) في قولنا (راعنا) أي انظرنا التي لا زالت تستعمل في بعض قبائل العرب بهذا المعنى، حتى تجاوزت معنى (انظر) إلى معنى الرعاية، فبعض القبائل لدينا تقول (رع الولد) أي احفظه، فحين جرى الحوار قلت لبعض الإخوان: إن عقيدة التوحيد في ديننا الإسلامي ترفض الوثنية واسم الوثن، فكلمة (رع) تعني الشمس التي ألهها المصريون أعني الفراعين، فاعتبروها كبير الآلهة لديهم، فرغبنا الإسلام أن نترك هذه الكلمة (راعنا) لئلا يبقى لاسم الوثنية أثر، وقد استغرب بعضهم ذلك فقلت له: إن القرآن قد احتفل بتاريخ هذه الأمة السحيقة، والشعوب العربية قد اختلطت وتناقلت حضارتها وثقافتها، وطلبت إليه أن ينظر إلى هذا النسق البديع، يؤرخ لهذه الأمة من قديم، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (الفجر: 7 - 10) الملكان ببابل هاروت وماروت.. أفليس في ذلك إعلان عن وحدة الحضارة، وقدم الحضارة في هذه الأمة؟
من هنا احتفلت أسأل أستاذنا الدكتور حسن ظاظا عن كلمة (مردوخ) فإذا هو الحفيل بالإجابة يكتبها في مقال ثقافي نشره في جريدة الرياض، فأعطاني فرصة أن أتعلم، ولكني لم أقتنع بأن الاسم (عشتروت) (عشتار) هو اسم لكوكب المشتري الذي اتخذه الكلدان ومن إليهم إلهاً يعبدونه، ذلك أني حفظت أن كلمة (عشتروت) (عشتار) (عشتر) (عشترت) في الكلدانية والكنعانية والفينيقية واليمنية ما هي إلا اسم لكوكب الزهرة رمز الجمال عند العرب؟ انحدر إليهم من تاريخهم القديم - عادياً. ثمودياً. وكلدانياً. وهذا الاسم عشتروت وما إليه والزهرة، هو اسم (هاتور) لهذا الكوكب الزهرة أيضاً، فهو في الفرعونية القديمة أيضاً رمز للجمال، (فتوت) الشهر القبطي هو الابن للشهر بعده (بابا) وللشهر بعد (هاتور الأم) كما أن عشتروت وما إليه هو (فينوس) رمز الجمال عند الإغريق، توسع الإغريق فيه فجعلوه رمز الإخصاب كأنما أخذوا معنى الإخصاب من المشتري من الكلدانية، ويعني ذلك أن عشتروت وما إليها ليست هي المشتري، وإنما عشتروت هو كوكب الزهرة، وقد لمحت أن أستاذنا الدكتور حسن ظاظا قد ذكر أن (مردوخ) يعني رمز الإخصاب في الكلدانية، فلماذا لا يكون هو المريخ تعتبره الكلدانية رمزاً للإخصاب؟ وحين انتقل إلى اليونانية واللاتينية حُرِّفَ إلى اسم (مارس) ومارس شهر الربيع إلى الآن، أفليست هذه الملابسة تعني أن مردوخ هو مارس كما حفظت ذلك من قبل؟
وقد تعلمت من مقال الدكتور حسن ظاظا ما يدعوني إلى أن أستخرج ما يلي، فقد قال إن القمر في الكلدانية يسمى (صان) ، أفليست اللغات الأوروبية قد أخذت هذا اللفظ (صان) للقمر فأعطته للشمس، ففي اللغات الأوروبية اسم الشمس (صان).
ثانياً - ذكر أستاذنا ظاظا أن اسم سيناء يعني القمر، أفليست سيناء محرفة عن (صان)؟ فسيناء في السامورية أو الساموريين، ويعربهم أستاذنا العقاد بالشمريين، أفليست سيناء القمر هي تفصيحاً لكلمة (صان)؟ وألستم معي في أن سيناء تعني القمر، قد أخذت منها لغتنا الفصحى حين اشتقت من هذا اللفظ (السناء) بمعنى العلو، و (السناء) بمعنى العلو، و (السنا) بمعنى النور، فالقمر عالٍ، والقمر نور، كل ذلك يدل على وحدة اللغة، على وحدة الأمة.
ثالثاً - والصابئة ديانة الكلدانية، عبادة الكواكب، التي رفضها وقاومها أبو الأنبياء بعقيدة التوحيد، عقيدة الإسلام، قد كانت في اليمن، فأهل سبأ كانوا يعبدون الشمس، أوضحت ذلك قصة بلقيس حين دعاها الرسول النبي سليمان عليه السلام، وانحدرت إلى مكة فقيل الحنيفية كانت القبائل في مكة صابئة تعبد القمر، فجاء أبو الأنبياء يرفع القواعد من البيت، ينشر الحنيفية ملة إبراهيم.
من هنا قالوا: إن اسم (مكة) مركب من كلمتين (ماك) بالفارسية القمر، و(كه) بالفارسية البيت، أي بيت القمر، أطرح كل هذا، ولا أدع الدكتور حسن ظاظا أدعوه وحده، وإنما هي الدعوة موجهة مني لتقرير هذه الوحدة في الحضارة والثقافة إلى أستاذنا الرئيس معروف الدواليبي، وإلى أستاذنا الكريم أحمد شرف الدين، ليتواكبوا جميعاً في كوكبة تغزو انفرادية التاريخ، تثبت وحدة الأمة حضارة وثقافة. وقد تعلمت من أستاذنا الرئيس معروف الدواليبي أن كلمة (فينوس) ما هي إلا عربية الأصل تعني البنث بالثاء بدل التاء أي البنت بالتاء، فالبنث أو البنت هي رمز الجمال عند الثموديين، فالقصر الرائع في حجر ثمود يسمى إلى الآن (قصر البنت) أعجمته اليونانية بإلحاق علامة التنوين (السين) ففينوس (بنث) ألحقت (بـ إس) فأصبحت فينوس.
وإكمالاً للبحث ألحق بهذه ما كتبه الأستاذ الباحث في الدارة الأستاذ كمال جمعة برغبة مني إليه فوافاني بهذا المقال توضيحاً وشرحاً لما كتبه أستاذنا الدكتور حسن ظاظا، أثرت هذا البحث ولعلّي لا أبريء نفسي من الخطأ لأمتع نفسي بالتصويب.
الإله مردوخ والإلهة عشتار
الإله مردوخ:
جاء في دائرة المعارف البريطانية: النسخة الإنجليزية من مادة ((ما بين النهرين والعراق)) ص 972 وما بعدها:
إن قصة الخلق البابلية المسماة إنيوما إليش تذكر أنه في البدء كان تشوش مائي ثم اختلطت مياه البحر: تيامات مع المياه الحلوة تحت الأرض: ايسو فنتج نوع من المياه أصبح يقوم بدور الوصيف. وفي هذا الوسط ولدت الآلهة. وكان أول زوج منهما لاهمو ولاهامو يمثلان القوى في الوسط الغريني، وكان الزوج التالي انشار وكيشار يمثلان القوى في الأفق وقد أخلفا إله السماء آنو الذي أخلف بدوره إيا إله المياه الحلوة الجارية..
وقد حدثت صراعات بين الآلهة نتج عنها أولاً مقتل أيسو على يد غيا ثم لما بدأ تيامات يهاجم الآلهة الأخرى كان مقتله على يد ماردوك بنت إيا.
وتمضي الأسطورة فتقول إن ماردوك وهو بطل القصة هو الذي خلق العالم من جسد تيامات بعد أن قتلها. وقد قطعها كما تقطع السمكة المجففة إلى جزئين: جزء جعله السماء واضعاً فيها كلاً من الشمس والقمر والنجوم وكل يجري في حركة مقدرة، والجزء الثاني هو الأرض. وخرق ماردوك عيني تيامات ليفجر منهما نهري دجلة والفرات، ثم كوم الجبال فوق جسدها في الشرق ليجري من بين نهديها روافد نهر دجلة، وتمضي بقية القصة لتشرح كيف نظم ماردوك الكون، وكيف خلق الإنسان، وكيف عهد إلى كل من الآلهة بوظائف وأعمال مختلفة.
ومن كتاب ((تاريخ الشرق الأدنى القديم)) تأليف الأستاذ الدكتور أنطوان مورتكات تعريب دكتور توفيق سليمان وآخرين ص 160:
وخطا بعد ذلك توحيد مختلف المعتقدات الدينية خطوة جبارة أخرى تمثلت في شخص الذي كان بالأصل إله مدينة بابل. إن تطور سلالة الساميين الغربيين الذين استوطنوا المدينة الإقليمية بابل وبالتالي تسلمهم السلطة نهائياً في الإمبراطورية التي كانت عاصمتها بابل ترك أثره في ملحمة خلق العالم وذلك بتنازل إليل (الأرض) عن ملكية الآلهة إلى الإله الشاب البطل مردوك إله بابل.. أصبح ينظر الآن إلى مردوك كمنقذ لنسل الآلهة الجديدة أي آلهة النظام من جور تيامات الفظيع وحلفائها قوى الشر (قوة العالم الأسفل).. وهكذا جمع في شخصه أوسع المعتقدات الدينية وطبائعها.. وهكذا تلتقي في شخص مردوك كافة المعتقدات الدينية الكبيرة في بلاد ما بين النهرين حيث يمثل مردوك بذلك قمة التطور في المعتقدات البابلية.
الآلهة عشتار
جاء في كتاب ((قصة الحضارة في الوطن العربي الكبير منذ فجر التاريخ حتى العصور الحديثة)) للأستاذ أنور الرفاعي ص 78: فإن السومريين وهم أقوام غير عربية قديمة قدمت سهل شنعار قبل وصول الأكاديين، قدسوا مظاهر الطبيعة التي كانوا يشاهدونها في حياتهم اليومية وتملأهم دهشة، فاعتقدوا أن فيها قوة خفية تنفع أو تضر كالشمس والقمر والنجوم التي تبدد ظلمات الليل وتساعد على تعيين الجهات والزمن والأمطار والمياه التي تحمل الخصب إلى الأرض وتحييها بعد مواتها واعتبروها جميعاً آلهة خير وبركة.. وتصور السومريون آلهتهم على شكل إنسان يرافق حيوانه الخاص.. وعشتار آلهة الحب والخصب والحرب مثلوها دائماً مع حيوانها الخاص وهو الأسد أو الحمامة. وفي وفي نفس الكتاب ص 118:
كوكب الزهرة أو عشتار، كانت لها مكانة ممتازة بين سائر الآلهة وهي نفس عشتار الفينيقية بصفاتها، وعشتر عند عرب الجنوب (لكنها في جنوب الجزيرة تمثل إلهاً مذكراً بعكس الشمال فهي آلهة أنثى) وهي أخت الإله الشمس (شمس) ويرمز إليها بنجمة ذات ثمانية أشعة أو ستة عشر شعاعاً نقوشه داخل دائرة وهي التي ترشد النجوم إلى طريقها وهي تارة نجمة الصباح وتارة نجمة المساء. وهي في المساء تمثل آلهة الحب والمتعة وتقام لها طقوس دينية فيها بعض الدعارة.. وتمثل في الصباح آلهة الحرب والقتال.. وكان الآشوريون كشعب محارب بطبيعته يمجد عشتار المحاربة فصورها واقفة على ظهر أسد يحمل القوس وتمثل القوة والنصر، ويرتبط بها الإله تموز ذو الطبيعة المزدوجة الإلهية والبشرية معاً وهو نفس الإله أدونيس في الساحل السوري وأوزيريس في مصر. وقصته متشابهة في هذه المناطق وكان يموت ويولد من جديد كل عام ويرمز بذلك إلى ذبول الحياة في النبات وبعثها من جديد.. ويقول نفس الكتاب وهو يتحدث عن عبادة قوى الطبيعة في جميع دول الشرق الأدنى القديم في ص 123 ((فالقمر اليمني كما رأينا يشبه القمر البابلي ورمز إليه بالهلال، ويعتبر الأب الأول للحياة، والشمس (اشمسهد) في قتبان وحضرموت هي نفس شمس البابلية والسومرية وهم الأم الأولى وابنهما الزهرة ((نجمة الصباح)) أو عشتر أي عشتار المشرق وتكون منها ثالوث مقدس هو نفس الثالوث المقدس في بلاد الرافدين: الشمس والقمر ونجمة الصباح)).
ويقول نفس الكتاب وهو يتحدث عن معتقدات الفينيقيين القديمة ص 124:
كما أعطتنا النصوص الفينيقية أو الإغريقية نماذج للأساطير المشابهة كقصة عشتار وحزنها على موت أدونيس الذي قتله خنزير بري عند نبع أبرهم (نهر أدونيس) فاصطبغ النهر بالصبغة الأرجوانية من دمائه ثم عادت إليه ثانية وتزوجته فكانت مدينة جبيل تحتفل كل عام بموته وبعثه بأعياد دينية خاصة، وللأسطورتين شبه في مصر وبابل..
ولعلّ في بلاد كنعان هو إله مذكر ترتبط به آلهتان من آلهة الخصب هما عنت وعشترت كما تذكر نصوص أوغاريت بينا أن التوراة تسميها عشترت وهي نفس عشتاروت وهذا الثالوث الإلهي يمثل الدورة النباتية بالإضافة إليهما قصة الإله أدونيس، والغريب أن الآلهتين عنت وعشترت صورتا أيضاً في الأدب الكنعاني قاسيتين، فهما إذن في نفس الوقت آلهتان للحرب.. والعزى الجاهلية هي نفس عشتار البابلية أو الزهرة اليمنية..
صور:
التهديد بالغزو، أغرى بالغزو بل أباحه، فحين انطلقت ألسنة غير مسؤولة مكنت لها فوضى الحرية، وحرية الفوضى، فأخذت تهدد بغزو مناطق البترول، تنفيه ألسنة مسؤولة في الولايات المتحدة، كأنما ذلك التهديد أصبح ذا موضوع يشغل شعب الولايات المتحدة، فهذا التهديد بالغزو أغرى الاتحاد السوفياتي بالغزو، وعجيب إلى الآن أن تملأ أسماع الناس في دنيا كل الناس، بطلب انسحاب الاتحاد السوفياتي من الأفغان، ولا نسمع كلمة تأييد لكامب ديفيد، بطلب من إسرائيل يدعوها للانسحاب من الأراضي المحتلة في فلسطين. أليس في ذلك عطاء للاتحاد السوفياتي ألا ينسحب، وظلم للأمة العربية التي تطلبون صداقتها الآن؟ ما أشد عجبي من ذلك.. وبس!!
* * *
صرخ الأستاذ ظافر المصري نائب عمدة نابلس يصف تطبيق العلاقات بين مصر وإسرائيل بأنه يوم أسود. أفلا يسعني أقول له: أنه يوم أسود ولا شك، ولكن أليس عدم تطبيع العلاقات مع منظمة التحرير في كثير من الأرض العربية هو يوماً أسود؟ ولكني أقول: إن هذه الأيام السود مع فلسطين هي الباعثة لأن يثور السود في الولايات المتحدة من أجل منظمة التحرير، من أجل فلسطين، فقد أصروا في مؤتمرهم على مطالبة الولايات المتحدة بأن تعترف بمنظمة التحرير.. وجاء الرد برفض ذلك، ولا أريد أن أسمي الرافضين لذلك، وإنما أريد أن أقول لظافر المصري: لقد شطرت قضية فلسطين الشعب الأمريكي إلى شطرين، فهل أرجو أن يكون في الغد يوم أبيض لفلسطين.. وبس!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1171  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 963 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج