شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَظُّ والجَمَالُ؟!
غُصْنُ البَشامِ أَنَا والوَرْدُ رائحتي
ومَن سوايَ يفوحُ المِسْكَ والطِّيبا؟
إذا تبسمتُ فاحَ الروضُ مجْتَليَاً
يُشجي الحضُورَ أَهازيَجاً وتَطْرِيبَا
وإنْ ضَحِكْتُ فَحَبَّاتُ الجُمَانِ على
ثَغْري تَشِفُّ بَيَاضَ الثَّلْجِ تَذْوِيبَا
الحُسْنُ فِيَّ وبعضُ الحُسْنِ في غيري
إِمَّا تَحَدَّثْتُ أقْعَى الْجَمْعُ تَهْيِيَبا
الضَّوْءُ والنورُ فَيْضٌ من سَنَا أَلقي
إن أَظلمَ الليلُ كُنْتُ الضَّوْءَ مَسْكوبا
يُغْشي الروابي ويُثري كُلَّ مُعْتِمَةٍ
بالنور بالدِّفْءِ إبهاجاً.. وَتَخْلِيبَا
فَوْحُ الخُزَامى ونفحُ المِسْكِ من عَرَقي
إذا تناثرَ في الخَدَّيْنِ.. محبوَبا
ما غِنّوةُ الطيرِ إن أشجتْ على فنن؟
إلا صَدَى الهَمْسِ من شَفَتَيَّ تشبيبَا
أنا الثُّرَيَّا على راحِ الفضا وهَجاً
تَحكي إلى الكونِ سِرَّاً ظَلَّ محجوبَا
والبَحْرُ ما البَحْرُ إِمَّا خُضْتُهُ عَرَضَاً
تَرَاقَصَ المَوْجُ إِحْفَاءً وَتَرْحِيبَا
فَهَلْ وَقَفْتُمْ على حُسْني؟ لكم أفْضَى؟
من الجَمَالِ خَيَالاً عَزَّ مطلوبَا؟!
لكنَّما الحَظُّ.. يجفو عَبْرَ مُبرِحَةٍِ
تَنِزُّ في الخَفْقِ إيلاماً وتعذيبَا
وليس ثَمَّة ما يوحي إلى أَمَلٍ
يُعيدُ في النفسِ إحساساً وترغيبَا
فَدَيْمَةُ الحَظِّ إِنْ جَفَّتْ سَحائِبُهَا
تُودي إلى الحَبْطِ إسقاطاً وترهيبَا
وتملأُ النفس إملالاً يُجَلِّلُهَا
كي لا ترى الحسنَ إزهاءً وتهذيبَا
وتتركُ الجُرْحَ في نَزْفٍ يُكَابِدُهُ
فيصبحُ الفجرُ إعتاماً وَتغْييَبا
ماذا جَنيتُ؟ فلا حَظٌّ يُظَلّلُنِي!
أَشْكو من البَوْحِ إظلاماً وتضبيَبا
أَنَامُ واللَّيْلُ غُصَّاتٌ تُؤَرِّقُني
وَيهْنَأُ الغَيْرُ إِسَعَاداً وتَقْرِيبَا
كَأَنَّما الحُسْنُ يَجْني سَوْءَ صَاحِبِهِ
فَيُصْبِحُ الحُسْنُ أَوْهَامَاً.. وَتَكْذِيبَا
كَيْمَا يُرَى الحُسْنُ دُون الحَظِّ مَنْزِلةً
فَكَمْ قَبِيحٍ سَمَا بِالحَظِّ تَغْلِيبَا؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :621  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج