| كؤوس العشق قد بلغتْ مداها |
| نرى فيها الطيوفَ فهل تراها؟ |
| هي الآداب من شهدٍ مصفىً |
| وهذا الشعرُ من أحلى رواها |
| نُحيلُ الجَوَّ بدراً لا محاقاً |
| وتحسُدنا نجومٌ في فضاها |
| فكم هتف الزَّمانَ بنا وولَّى |
| على أنَّا نسيرُ على هواها |
| نلامس من غُبارِ الأرضِ شيئاً |
| وننشُدُ بالرؤى أعلى سَماها |
| فآناً نحن نرشفُ من خيالٍ |
| نقبِّل في السَّراباتِ الشِّفاها |
| وآناً نحن من صَدٍّ وهجرٍ |
| نحبُّ الحبَّ في زمنٍ تناهى |
| نحلّقُ في فضاءات فساحٍ |
| وأيم اللَّه لا يُدرى مداها |
| ونحن على انتظار الوصل دوماً |
| ونحن مع الخيال جرى وتاها |
| نُباهي في السعادة كُلَّ صبٍّ |
| إذا وصَفَ المحبةَ أو تباهى |
| * * * |
| بِدارِ الخوجه تُختصرُ الليالي |
| زهاها العلمُ في أسنا بهاها |
| جَنى الاثنينِ نرقبُه جميعاً |
| تمتَّعْ بالمآثرِ من جَناها |
| فكم من شاعرٍ فحلٍ بليغٍ |
| تمرَّسَ بالقوافي فاستباها |
| على دين الأوائل إذ تغنَّوْا |
| فلا ضلَّت أواخِرُنا خُطاها |
| وكم من ناقدٍ حُرٍ نزيهٍ |
| مشى بين السطورِ وما محاها |
| تقدَّم للمعاني قابَ قوسٍ |
| أو أدنى ثمَّ جلَّى في حماها |
| * * * |
| فأهلاً شاعرَ الحلَباتِ أهلاً |
| ولا سَدَّ المهيمنُ منكَ فاها |
| فأنتَ الدَهر قافيةٌ شَرودٌ |
| زهاها في المحاسنِ ما زهاها |
| وشَى بجمالها ((وشيٌ وعَبْقٌ))
|
| لسُقم قلوبنا أبداً شِفاها |
| عرائسُ في الحُلى متسربلاتٌ |
| ثياب المجدِ في أعلى ذراها |
| حماك اللَّه نعم أديبُ قومٍ |
| وكنتَ لها، إذاً فأحمل لواها |
| إليكم بالبنانِ أشار كُلٍّ |
| إذا قال المُسائلُ مَنْ فتاها؟ |
| فقلنا أحمدو هوَ لا سواهُ |
| إذا ما ناب عن بلدٍ كفاها |
| هوى شنقيطَ تفضحه عيونٌ |
| يَنمُّ بما تُخبئُ محتواها |
| أيا ربِّ اجز عنَّا الخوجه خيراً |
| لقاء صنيعه عزاً وجاها |