شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للشاعر الأستاذ أحمد محمد السقاف (1)
((جدَّة))
كيف تقام أمسية شعرية دون أن نحيي هذه المدينة العظيمة برجالها وأدبائها وشعرائها والطيبين من أبنائها:
سلامٌ رائعُ النفحاتِ عاطر
على أهلِ الحميّة والمآثرْ
لعشاقِ الثقافةِ وهي نورٌ
يضيء القلبَ فينا والبصائرْ
أتيناهُم ونحنُ على يقينٍ
بأنَّا قادمونَ على أكابرْ
لهم في المرفأ المرموقِ ذكرٌ
ترددُه العواصمُ والحواضرْ
وجدةُ قد غدتْ أزهى المواني
وأحلى ما تقرُّ به النواظرْ
تَعَشَّقتِ الرُقِي فأبرزتْهُ
رُقياً لا يجولُ بأيِّ خاطرْ
ودرَّبتِ الشبابَ على المعالي
فحازوها جهابذة عباقرْ
سلوا عنها الحجيج وقد توالوا
كسيلٍ من أعالي الشُمِّ هادرْ
تلفُ جموعهم بحنانِ أمٍ
وأمٍ تستبدُ بها المشاعرْ
خُطى أمِ القرى التزمتْ فزالتْ
متاعبُ في المناسكِ والشعائرْ
وما البيتُ العتيقُ سوى ملاذٍ
لكل مُقَصِّرٍ ولكلِّ عاثرْ
دعاءُ التائبين به مُجابٌ
لدى ربٍ عظيمِ الشأنِ غافرْ
أجدةُ لا أراكِ الله بَغْياً
ولا عانى بَنُوكِ عذاب غادرْ
غزانا ناكر المعروفِ فجراً
بقومٍ ظالمين بلا ضمائرْ
فصالوا كيفما شاءوا وجالوا
وهاموا في المآتم والمجازرْ
ولولا ما انبراه الله فهداً
ليدفع عن جزيرتنا المخاطرْ
لَكُنَّا لم نزلْ أسرى المآسي
نُجَرَّعُ علقماً من كفِّ آسرْ
أجدةُ والحديثُ له شجونٌ
وبعضُ القولِ يُحبَسُ في الحناجرْ
مضى عقدان والجلساتُ تَتْرى
ولم نر في التعاونِ من بشائرْ
طموحُ الناسِ مدفونٌ عليه
لا تُعدُّ من المحاضرْ
حرامٌ أن نقيمَ على شتات
ونحنُ أولو الوشائج والأواصرْ
وعارٌ أن نُطأطىء لابتزازٍ
صفيقٍ يستعين بضعفِ حاضرْ
جزيرتنا متى اتحدتْ أقامتْ
صروحاً للمهابة والمفاخرْ
لها بالأمس تاريخٌ عظيمٌ
تَحارُ له المصادرُ والمنابرْ
فصرنا في الحضيضِ وما سلمنا
من الأرذال أبناءِ الفواجرْ
أتوْنا من مواطنهم تِباعاً
بخطةِ حاقدٍ وقرارِ كافرْ
وكنعان الأبي شموخُ طودٍ
يقاتل في المدائن والدساكرْ
سيلفظهم كما لُفظوا قديماً
ويُبطِلوا بالإرادة سحر ساحرْ
بني قومي على الأبوابِ عهدٌ
جديدٌ يا أحبةُ غيرُ حاذرْ
فهبوا مُبدعينَ فمن توانى
يجد ترتيبه بين الأواخرْ
وما يُجدي الحديثُ عن الخوالي
وعن أسيافنا وعن القساورْ
فولّى كلُ ذلك وهو عهدٌ
مضيءٌ ليس يجحده المكابرْ
فنحنُ اليومَ نُقْحَمُ في حياة
تنوءُ بكل نادرة ونادرْ
حياةٍ لا يواكبها جهولٌ
ولا يدنو إليها أيُّ قاصرْ
وقالوا إنها شرٌ فقلنا لقد
جهلوا فهذا الحكمُ جائرْ
أتُجتنَب البحار لعُنفِ موجٍ
وفيها الخير يسبحُ والجواهرْ؟
ويُحجمُ عن قضاءِ الله خوفاً
ويُتركُ للمقامِر والمغامرْ
رِدُوها يا بني قومِي وإلا
بقيتم في الهوامش والمظاهرْ
سباقُ العلمِ يُطربُ كلّ شعبٍ
يُصرُّ على التنافس وهو قادرْ
فمرحى للذي يقضي الليالي
يَفكُ رموزه والطرفُ ساهرْ
ويا منْ كرَّموا شعري حللتم
بركنٍ دافىءٍ في قلبِ شاعرْ
فأنتمْ للثقافةِ خيرُ عونٍ
وفضلكمُ على الإبداعِ ظاهرْ
وهل أنسى الحفاوةَ حين جاءتْ
بحفلٍ زانه الفضلاءُ باهرْ
سلِمتمْ أيها الأحبابُ إني
مغادرُكم وقلبي لنْ يغادرْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :398  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.