شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به سموّ الأمير محمد الفيصل ))
ثم تحدث سموّ الأمير محمد الفيصل فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- الأخ عبد المقصود خوجه، أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- في الحقيقة: أجد نفسي محرجاً، فقد اختار الأخ عبد المقصود أخوين كبيرين عرف عنهما الكرم في الأخلاق، وعرف عنهما أن لهما معزةً خاصة في قلبي؛ وهذا يجعلني شاكراً لهما على ما أطنبوا به من كلام في حقي؛ إلاَّ أنني أظنه ينبع من عين الرضا وينبع من شعور منهم بالصداقة والمحبة؛ ولقد كدت أن أخبئ وجهي خجلاً ولكن لقائي معكم هذه الليلة جعلني أتغلب على الشعور بالخجل، فقد أطنبا وأنا شاكر لهما؛ أيضاً: لقد ساعداني في أن أصل إلى غرضي عندما قام الأخ عبد المقصود بدعوتي لهذا اللقاء وهو أن أتحدث عن الاقتصاد الإِسلامي، فقد قام الأخوان بتحمل العبء الأكبر لشرح مسيرة تأسيس البنوك الإِسلامية، وأحمد الله على ذلك حيث أنني لست في حاجة كي أطيل.
- إننا عندما بدأنا العمل لتأسيس البنوك الإِسلامية، هدفنا الأول كان تصحيح مفهوم المجتمعات الإِسلامية أولاً للخطورة التي يشكلها مخالفتهم لتعاليم دينهم، في مجال يعتبر من أهم المجالات الإنسانية وهو مجال الاقتصاد، وكنا - كمسلمين - في غيبوبة عن أمرنا نظن ألاَّ حرج في التعامل بما يسمى بالبنوك التقليدية، وهي تتعامل بالربا وقد حرم الله الربا وجعله من أكبر الكبائر، فكان قصدنا - أولاً - أن نتقيد بتعاليم ديننا، ثم إحياء الفلسفة والنظرية الإِسلامية التي لم تكن غائبة بل هي حقيقة إلاَّ أن المسلمين غفلوا عنها؛ وإن المسألة ليست إنشاء بنوك فما البنوك إلاَّ جزء بسيط من نظام متكامل، يقوم بإشباع كل ما يحتاجه الإنسان من أعمال سواء تجارية أو استثمارية في المجال الاقتصادي عموماً.
- لربما كان من المستحسن ألا أطيل الكلام، وأترك المجال لكي يكون هناك حوار حتى يكون هنالك إثراء للنقاش، إلاَّ أنني قبل أن أترك الكلام أرجو أن أتقدم باقتراح بسيط وهو محاولة لتعريف ما هو الاقتصاد الإِسلامي، وهذه المحاولة شخصية وأرجو أن تنقد.
- إن الاقتصاد الإِسلامي - في نظري - هو علم قواعد وسبل استعمال أو استخدام الإنسان لما استخلف فيه لسد حاجاته الدنيوية حسب منهج شرعي محدد؛ هذه الكلمات في رأي تلخص الفلسفة التي نعمل على أساسها، فما الإنسان إلا مستخلف في الأرض، وأن المالك لكل شيء هو الله (سبحانه وتعالى) لذا كان لزاماً على كل من هو مؤمن بالله أن يراعي تعاليمه في تعامله، وخصوصاً في المجال الاقتصادي الَّذي أصبح - الآن - هو عصب الحياة وركيزتها، هذا التعريف البسيط أرجو أن يكون بداية لحوار، حتى نستطيع أن نصل إلى الغاية من إثراء التجربة الاقتصادية الإِسلامية.
 
- وأعود مرةً ثانية فأشكر الأخ عبد المقصود خوجه على إتاحته هذه الفرصة لي، كما أشكر الأخوين اللَّذين تفضلا عليَّ بكلماتهما التي لا شك أنها كانت ذات أثر كبير في نفسي، وأتمنى للجميع ليلة مثمرة، ولكم الشكر؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.