إنَّا محيوك (عبد الله بسيوني) |
تحية مثلَ أعباقِ الرياحينِ |
لئن تركتَ مجالاً واسعاً.. فلقدْ |
ضاق المجال على الصَّحب الميامينِ |
سيذكرونك ما دار الزمانُ وما |
لاحتْ رؤاهم على تلك الميادينِ |
وما تألَّق برقٌ تحت وابله |
يبكي عليك بدمعٍ ذي أفانينِ |
كأننا لم نكن يوماً على جَدَدٍ |
فردٍ ولم تك تُسليهم وتسلينِي |
ولا انتهبنا الشبابَ الغضَّ مرتجلاً |
حِيناً، فسُقْيا لذاك الحِين في حينِ |
أيام صفو، وأيام لها كدُرُ |
والعيش مرٌّ وحُلْو ذو ألاوينِ |
* * * |
من لي بمن كان يدعوني ليؤْنسني |
وإنْ تعمدت إيحاشاً يُوافيني |
يا مَنْ إذا ما وفى كان الوفاء له |
دينا وأعطى وفاءً غير ممنونِ |
أرمي بطرفي هنا أو ههنا فأرى |
ما يستبد بقلب جدِّ محزونِ |
أَرثي الصديقَ ولا ألقى له عِوَضاً |
فهل صديق إذا ما متُّ يَرثيني |
تُفني الليالي فقيراً عيشُه غُصصٌ |
ولا تُبالي بأرباب الملايينِ |
سيان في مذهب الدنيا إذا انفصمتْ |
بذخُ المغنين أو شقوا المساكينِ |
المال متركٌ والعمر مستلبٌ |
فكيف لا تستوي كلُّ الموازينِ؟ |