تحيَّاتي إليك مع السماحِ |
مساءً إن أردتِ وفي الصباحِ |
وإنْ أنا لم أزرْك ولم أعرِّجْ |
على جدثٍ بمعتلَج البطاحِ.. |
فعذري يا (مزينةُ) أنَّ عمرِي |
أناهبُه الزمان نِهابَ راحِ |
أرنق في سراب الدهر كأسي |
وآكل مِنْ شآبيبِ الرياحِ |
وأخطو -والحياة خطىً- ولكنْ |
وددت لو أنني طلقُ الجِماحِ |
ألمَّا تعلمي أنّ اغتباقي |
طيوفٌ من خيالك واصطباحي |
وأني حيثما وجهتُ طرْفي |
أراكِ وإنْ تعددتِ النَّواحي |
* * * |
أقلي اللومَ بعدك لم أنادمْ |
ولم أشهد سوى وجهٍ وقاحِ |
يكشّر لي بأنياب مِراضٍ |
ويضحك لي بأشداقٍ صِحاحِ |
ولكنْ فاعلمي.. يا أمَّ عيني |
ويا أختَ الشقيقاتِ المِلاحِ |
بأني لم أعرْه الطرفَ إلاَّ |
ليلعقَ في أذاه دمَ الجراحِ |
* * * |
فيا (مزناهُ) يا صِنوَ الدراري |
تفيض النور في أبهى وِشاحِ |
ويا (مزناهُ) يا كبد اللآلي |
إذا انطلقت بألسنة فِصاحِ |
ألا يا جوهرَ الدرّ المصفَّى |
بلى يا زينةَ الفَلكَ المتاحِ |
متى ألقَاكِ حيث تقرُّ عيني |
وتُورق في مقاديم الجَناحِ |
وعندئذٍ.. ألذُّ فإنَّ عيشي |
لمجتاح المنى كلَّ اجتياحِ |