ثم ألقى سعادة الدكتور عبد الله محمد الزيد الكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- سعادة الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه، أيها الأخوة، أيها الأحبة، أيها الزملاء، أيها الأبناء: يطيب لي في هذا المقام الَّذي تُشرِّف فيه أسرة التعليم، في منطقتنا الغربية الحبيبة في دار، الندى والكرم والفكر والأدب، التي طالما شهدت لقاءات فكرية وأدبية ضمت خيار الناس من خير الناس، بفضل الله ثم بفضل شيخنا الأستاذ عبد المقصود خوجه، الَّذي ما انفك يبحث عن كل صاحب رأيٍ وفكرٍ وموهبةَ، إلاَّ ودعاه دعوة متحببٍ ومتوجدٍ في أدبٍ جم وتواضع لا يحد..
- وتجمع يعكس هذه السجية المتأصلة في نفسه، والتي يندر أن نجدها في زماننا هذا، الَّذي يتجاذبه لهاث الحياة لكل غثها وسمينها، لكن مضيفنا يمجُّ الغثاثة دائماً، ولا يستوي في فكره وعقله إلاَّ ما استقام من أمورها، لشرف نفسه وعلو همته..
- ونراه اليوم يفتح صدره وذراعه لموهبة شابة هو الابن عصام أمان الله مرزا الَّذي عرفته في متوسطة حسان بن ثابت بجدة قبل أن يلتحق بدار الفكر، وعرفته في حلبات الإلقاء، فارساً مجلياً في وقت هو أقرب فيه إلى الطفولة من الشباب، وكنت ألمس فيه يومها وهج الموهبة المتحفزة للكمال، ليصبح - بإذن الله وفي وقت قريب - من شعراء بلادنا المعدودين، يجلس مجالس الكبار الَّذين افتقدناهم واحداً بعد الآخر، وكان آخرهم شاعرنا الكبير الأستاذ إبراهيم فودة رحمه الله والَّذي نحس وجع فقدهم ليس لقرابة أو لوشيجة نسب، لكنها قرابة ونسب الفكر والثقافة والأدب؛ ونحن مع فقد كبار مفكرينا وشعرائنا لا نجد من يجلس في أماكنهم الشاغرة وللأسف، بنفس السرعة التي نفتقدهم فيها، لكن ولادة هذا الشاعر الواعد عصام بين أظهرنا، ونبوغه في هذه السن الباكرة، تجدد الأمل فينا ببزوغ نجوم أُخر، يزينون سماءنا الفكرية بعطائهم الثر، ويؤكدون أن هذه الأمة هي أمة البيان وهي أمة السحر الحلال..؛ ولعل من المناسب هنا أن أختم كلمتي بقول الشاعر العربي..
نفس عصام سودت عصاما
وعلمته الكر والإقداما
- بل ولعلي أيضاً أقول بما يناسب الحال والمقام..
شعر عصامٍ شنّف الآذانا
وألهب الأكف والوجدانا..
- شكراً لكم، والثناء على شيخنا عبد المقصود خوجه تتقاصر كلمات أن ترتفع إليه، لأنه قدم الفكر والثقافة في بلادنا بشكل يعرفه الجميع؛ بارك الله فيكم ووهبكم مزيد الصحة والعافية، وشكراً على استضافة أسرة التعليم.