(( كلمة الأستاذ مصطفى عطار ))
|
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ مصطفى حسين عطار، فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة الأحبة: أحييكم بتحية الإسلام المباركة، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته: |
- أشكر سعادة أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه على إتاحته الفرصة لي الليلة، لأشارك في التحدث والترحيب بأخ عزيز، وزميل كريم، وإعلاميٍّ بارز، وشاعر وكاتب متميز..؛ ذلكم هو أستاذنا سعد البواردي. |
- أولاً: أحب أن أعلق على ذكره.. أن مؤهله التعليمي الرسمي الابتدائية وهو يعيد لنا سيرة أستاذنا الكبير عباس محمود العقاد، الَّذي لم يحظ من التعليم النظامي إلاَّ بالشهادة الابتدائية، ولكن الجميع يعلمون كيف أن ذلك كان منطلقه للتحدي العظيم، بحيث لم يستطع أحد في مجمع اللغة العربية في القاهرة من كل العلماء العرب والمستشرقين، الَّذين كانوا يحضرون المجمع ونقاش المجمع في اللغة العربية، أو في العلوم الطبيعية، كان يبزهم وكان يتغلب عليهم. |
|
- فأستاذنا سعد البواردي - وليس معنى هذا تقليلاً من شأن حملة رسائل الدكتوراة والمؤهلات العلمية، فيكفينا فخراً ولله الحمد، أنَّ عالمنا العربي والإسلامي - والمملكة العربية السعودية طبعاً جزء من العالم الإسلامي - تحتوي على مجموعة كبيرة من حملة المؤهلات العلمية، الَّذين أدوا ويؤدون.. وما يزالون في الداخل والخارج يؤدون أدواراً طليعية مؤثرة في تقدم النهضة التعليمية والاقتصادية، وغيرها في العالم العربي والخارجي، وليس السعوديون فقط، وإنما علماء العرب والمسلمون من إخواننا المصريين والعراقيين والسوريين.. - حمداً لله - فأستاذنا سعد دائماً ديدنه الصراحة والتحدي الَّذي لا يظهر على شكله وعلى مظهره، وعلى أسلوب تعامله مع زملائه، ولكن يظهر في محاسبته لنفسه، فهو - دائماً - كان وفياً لرسالته التي هيأ نفسه من أجلها، هيأ نفسه ليكون حامل قلم، وفكر تفكيراً كبيراً، واستطاع أن ينتزع موافقة وزارة الإعلام كما قرأتم أو قرئ عليكم في سيرته الذاتية، أنه أصدر مجلة في المنطقة الشرقية في عام 1375هـ (1955م) هذا تاريخ متقدم جداً وأوضاع المنطقة الشرقية لا تشجع بأن تصدر فيها مجلة أدبية، ولو تقرؤون المقال الَّذي كتبه كافتتاحية لهذه المجلة لعلمتم من هو سعد، سعد الَّذي يريد لهذه المجلة أن تكون منبراً للحق والعدل، ولن تنحاز ولن تكون بوقاً لأي فريق من الناس، وهكذا.. |
- إنَّ الحديث عن الأستاذ سعد البواردي حديث متشعب، ولكنني أكتفي بنقطة أو بجانب واحد، وهو الجانب الَّذي كان يمدنا بكثير من عطائه حينما كان يعمل ملحقاً إعلامياً في المكتب الثقافي السعودي بجمهورية مصر العربية؛ إنَّ كثيراً من الموظفين في الخارج - مع الأسف الشديد - تأخذهم أو تبهرهم الأوضاع الخارجية، فتراهم ينغمسون في الحياة.. سواء كانوا في الشرق أو الغرب، فينغمسون في تلك الحياة ولا يفكرون ما يحتاجه الوطن؛ لكن الأستاذ سعد البواردي كان من خيرة الرجال الَّذين تولوا هذا المنصب في جمهورية مصر العربية، واستطاع أن يمد وزارة التعليم العالي والجامعات بكل ما يصدر أو بأكثر ما يصدر، ويتعلق بالتعليم والتقدم العلمي والثقافة، يمد الوزارة والجامعات بتقرير مسهب؛ وتعلمون أن مصر سوق رائجة للثقافة والإصدارات العلمية، وجامعاتها - أيضاً - لها بحوث، ولها توجهات، ولها ارتباطات بالجامعات الخارجية، ولها مبتعثون يأتون كأساتذة زائرين، ويقدمون مشروعات، ويلقون محاضرات..، كل هذا ينقل في تقارير ترسل لوزارة التعليم العالي والجامعات، وتستفيد منه الجامعات؛ وإذا أراد الإنسان أن يذكر جزءاً من هذه التقارير فلن تكفيه الليلة، إنما ملفات كبيرة مملوءة بتلك التقارير، وبأخبار الإصدارات، وبأخبار المشروعات والبرامج الحديثة. |
- مثلاً: أذكر أنه في أحد التقارير، وهذا يتصل بعملنا في الجامعة، ولو أن بعض الإخوان قد لا يريد أن أتحدث عنه، ولكن التعليم أهم؛ كل بيت وكل إنسان، من ضمن التقارير بعث لمعالي وزير التعليم العالي والجامعات، أن جامعة في مصر، أظن جامعة أسيوط اتخذت برنامج التعليم المصغر الَّذي يجري في الولايات المتحدة الأميركية، في جامعاتها، التعليم المصغر عبارة عن استغلال الدوائر التلفزيونية وذلك بأن يأتي الأستاذ ويلقي درسه على زملاء له لا يتعدون سبعة أو ثمانية أساتذة من زملائه، ويكتبون ملاحظاتهم ثم يجتمعون به ويعرضون عليه ويقدمون له تلك الملاحظات، ويجعلونه يكرر تدريس هذه المادة أو هذا الموضوع عليهم، وبهذا استطاعوا أن يتجنبوا كثيراً من السلبيات ومن القصور الَّذي يكتنف تدريس بعض الأساتذة الشباب، الَّذين لم يأخذوا شيئاً في التأهيل التربوي؛ من أجل هذا فإنَّ جامعاتنا تشترط على الأساتذة الَّذين يبتعثون أن يأخذ كل منهم دورة في التعليم العالي. |
- والإصدارات التي كان الأستاذ سعد يقدمها كثيرة، وكلها - ولله الحمد - تنبىء عن توجه سليم؛ مثلاً من ضمن الأخبار: أن مدير مدرسة ثانوية في إيطاليا أنذر أو فجر قضية أنه لن يسمح لطالبة تدخل المدرسة وهي لا ترتدي ملابس الاحتشام، وأ نه سيستغل منع الطالبات اللائي لا يخضعن لهذه التعليمات، ويستعمل القانون الَّذي صدر عام 1925م، وبهذا القانون وبهذا التفجير للقضية هذه قال في تصريحاته: لا يريد أن تتحول مدارس إيطاليا إلى مراقص، وتعلمون أن بعض الدول العربية الآن - مع الأسف الشديد - أو بعض الدول، يقوم نقاش بها هل يسمحون للطالبات المحجبات بدخول الجامعة أم لا؟ فهذه من ضمن الحاجات القليلة. |
- الأستاذ عبد المقصود لا يعطينا الفرصة للكلمة إلاَّ وهو يمسك أذن كل واحد منا، والأستاذ سبق وشارك مشاركة عظيمة في مجلة اليمامة هو ومجموعة مع الأستاذ حمد الجاسر، وشارك - أيضاً - في مجلة تصدرها وزارة المعارف، قد لا يعرفها الكثيرون ولكنها مجلة عظيمة جداً، يكتب فيها التربويون الوافدون والتربويون السعوديون، وكانت تصدر في وزارة المعارف وأنشئت حينما كان خادم الحرمين الشريفين وزيراً للمعارف واستمرت وبعدها توقفت، فكان الأستاذ سعد البواردي من ضمن كوكبة من خيرة التربويين والأدباء، الَّذين يشرفون على هذه المجلة الرائعة. |
- شكراً لكم على إصغائكم، وشكراً للأستاذ سعد البواردي، وشكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه على إتاحة هذه الفرصة للمشاركة؛ ولعل هناك خبر صغير سيذكره هو كحديث عن النفس، حينما استطاعت إسرائيل أن تأخذ من اللبنانيين بعض الأفراد وتكون بهم المليشيات في جنوب لبنان، حينما احتلت جزءاً من الجنوب، واستطاعت أن تؤثر على الخائن سعد حداد، فالأستاذ سعد صرح بأنه سيلغي اسمه أو يغير اسمه لأجل هذا الخائن، لأنه عربي قومي مسلم يعتز بعروبته، ودائماً وأبداً مع قضايا أمته. |
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|