شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- بسم الله الَّذي علَّمَ بالقلم - علم الإنسانَ ما لم يعلم - والصلاةُ على خير مَنْ علَّمَ وسيد من أعلم، خاتَمِ الأنبياء، صفيِّكَ وَحبِيبكَ، سيدِنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلم.
- أيها الأحبة: السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.
- وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في هذه الأمسية التي نحتفي من خلالها بالأستاذِ الشاعرِ الأديبِ سعد البوارِدي.. ذلك الأديبُ المتميزُ صاحبُ البصمةِ الخاصةِ، واللغةِ الخاصةِ النابعةِ من وُجْدَانِهِ، ومعايشتِهِ للعالَم من حولِهِ ببصيرةٍِ نافذةٍ أحسَبُها لَم تقتصرْ على الكتاباتِ الأدبية، وإنما اختلطَتْ بتعامُلِهِ مع الحياةِ بكلِّ صورِهَا وأبعادِهَا..؛ وأعتقد أَنَّ (الكَجَا) - ذلك المخلوق الَّذي وصفَهُ في كتابِهِ "فلسفَةِ المجانين"- وتحدث عنه باندفاعٍ شديد، يمثلُ واقعَ البيئةِ التي عاشَهَا أو تَعَايَشَ معها، والتي عادةً ما تؤثرُ على المبدع من خلال الأُطُرِ التي عاش ضمنَهَا، وشكّلَتْ الوعيَ واللاوعيَ الَّذي يسيطرُ على كتاباته..؛ لهذا يجدرُ بنا أن نتأمَل (الكَجَا) لنستشِفَّ ما لدى ضيفِنَا، والأثرَ أو الآثارَ التي تركتْهَا هذه الشخصيةُ على أستاذنا وثقافته.
- ولستُ بصددِ وصفِ ضيفِنَا الكبير، فذلك أمرٌ قد يطول، والأفضلُ أن يقومَ هو شخصياً بهذه المهمةِ والتي آمل أن يتناوَلَها، لنقفَ على مصدرِ الإلهامِ في أعمالِه.. غير أنني أُورِدُ بعضَ انطباعاتي الذاتية.. فأديبُنَا الكبيرُ يمتاز بنَفَسٍ طويلٍ وعميق ينعكس على استرسالِهِ واندفاعِهِ فيما يكتب، فلا تكاد تقرأُ جملةً، أو فقرةَ، إلاَّ وتشعر وكأنك منساقٌ إلى تكملتِهَا قبل أن تَزْفُرَ الهواءَ الَّذي احتواهُ صدرُكَ، أو هكذا أشعرُ عندما أقرأُ الأستاذ سعد البواردي، وقد قرأتُهُ أكثرَ من مرة، وفي كل مرةٍ ينتابُنِي ذاتَ الشعورِ بتلك القوةِ الساحبةِ الخفية، وأَنْسَاقُ خلفَ التعابيرِ الجميلة، والقيودِ الحريرية التي لا يتورعُ في أن يكبِّلَ بها القارئَ ويجعلَهُ يحبسُ النفسَ في رئتيهِ، حتى ينتهيَ من الفقرةِ التي يطالِعُهَا، أو يصلُ إلى نقطةٍ يستطيعُ من خلالِهَا أن يَنْفَلِتَ للحظاتٍ، ويمد يديه طائعاً للقيدِ الحريري، ثم يأخُذُ نفساً طويلاً علّه يجاري به نَفَسَ هذا الأديبِ المتمكِن من أدواتِهِ.
- والشعرُ في عالَمِ الأستاذ سعد البواردي يمر بذاتِ القناةِ التي يكتبُ بها النثرَ، غير أنه يعطي الثقل للقافيةِ والموسيقى الإبداعيةِ التي تنتظم قصائدَهُ، حتى في أقصر القصائِدِ، وفي الشعر العَمُودِيِّ والحر، تجدُهُ يَنْصُبُ كرنفالاً من الموسيقى الحالمَةِ ويسوق من الصورِ الحيةِ ما تراه متحركاً أمامَكَ يَنْبِضُ بالحياةِ بين السطور، وكأنّ صفحةَ الكتابِ قد تحولتْ إلى شاشةٍ بَلُّورية.
- وأَحْسَبُ أَن الإبداعَ عند الأستاذ سعد البواردي يتواصلُ مع كلِّ نَبْضَاتِهِ وحركاتِهِ وسكناته، فبالرغم من أنه مُقِلُّ في عطائِهِ، إلاَّ أَنَّ رؤاهُ تنسابُ قويةً متحدرةٌ كمنابعِ الأنهارِ الصافية، وتغسلُ في طريقِهَا رواسبَ النفوسِ الصدئة، وتُحْيي بشذاها المهجَ العليلة، فيرتفعُ الوجدانُ بجناحَي الحبِّ وقوادِمِ الصدقِ نحو آفاقٍ رَحْبَةٍ مسكونةٍ بالهدوءِ والاطمئنانِ والسكينة.
- أتمنى أن تكون لنا معه في هذه الأمسية - أيها الأحبةُ - صولاتٌ وجولاتٌ في رياضِهِ، رياضِ الأدبِ والشعر، وأتمنى لكم سويعاتٍ ماتعةً مع ضيفنا الأديبِ الشاعِرِ المرهَف، ويسعدني أن نتشرف - جميعاً - في الاثنينيةِ القادمةِ - إن شاء اللهُ - بالاحتفاءِ بضيفِنَا سماحةِ الشيخِ العلامةِ مختار السلامي - مفتي تُونُسَ - الَّذي لبَّى مشكوراً دعوة الاثنينية، وسيحضر من تُونُسَ خِصِّيصاً من أجلِ الالتقاءِ بكم، وحتى نستزيدَ من فضلِهِ وعلمِه؛ وكما تعلمون فإنَّ اثنينيتكُم ليس لها دعوات، وإنما هي منتدىً مفتوحٌ لكل محبِّي الكلمة، وآملُ أن نسعدَ بكم للاحتفاءِ بسماحتِهِ بين أهلِهِ ومحبيه.
- أرجو أن أنقل عبر اللاقط رسالة أمانة من معالي الدكتور رضا عبيد الَّذي كان يود أن يكون بيننا هذه الأمسية، وقد حملني أن أنقل لسعادة ضيفنا الكبير أن ظرفاً طارئاً حال دون حضوره، مع تقديمه التحية والتقدير لضيفنا الكبير.
- مرةً أخرى نرحبُ بضيفِنا الكبير، الَّذي قَدِمَ من القاهرةِ رغم مَشاغِلِهِ العديدة لِيُمْتعَنَا بهذا اللقاء، فشكراً له ولكم جميعاً.
- والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :675  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج