شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الأول > باب ما جاء في أول من نصب الأصنام في الكعبة والاستقسام بالأزلام
 
باب ما جاء في أول من نصب الأصنام في الكعبة والاستقسام بالأزلام
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي أحمد بن محمد قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح بن عثمان ابن ساج قال: أخبرني محمد بن إسحاق قال: إن البئر التي كانت (1) في جوف الكعبة، كانت على يمين من دخلها وكان عمقها ثلاثة أذرع يقال أن إبراهيم وإسماعيل حفراها ليكون فيها ما يهدى للكعبة فلم تزل كذلك حتى كان عمرو بن لحي فقدم بصنم يقال له: هبل من هيت من أرض الجزيرة، وكان هبل من أعظم أصنام قريش عندها فنصبه على البئر في بطن الكعبة وأمر الناس بعبادته فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده، وهبل الذي يقول له أبو سفيان يوم أحد أعل هبل - أي أظهر دينك - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أعلى وأجل (2) . وكان اسم البئر التي (3) في بطن الكعبة (الأخسف) وكانت العرب تسميها (الأخشف) قال محمد بن إسحاق: كان عند هبل في الكعبة سبعة قداح كل قدح منها فيه كتاب. قدح فيه (العقل) إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة عليهم فإن خرج العقل (4) فعلى من خرج حمله، وقدح فيه (نعم) للأمر (5) إذا أرادوه يضرب به في القداح فإن خرج قدح فيه نعم عملوا به، وقدح فيه (لا) فإذا أرادوا الأمر ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح فيه (منكم) وقدح فيه (ملصق) وقدح فيه (من غيركم) وقدح فيه (المياه) (6) فإذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح فحيث ما خرج به عملوا به وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاماً أو (7) ينكحوا منكحاً (8) أو يدفنوا ميتاً أو شكوا في نسب أحدهم (9) ذهبوا به إلى هبل وبمائة (10) درهم وجزور فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها ثم قربوا صاحبهم (11) الذي يريدون به ما يريدون ثم قالوا: يا إلهنا هذا فلان (12) أردنا به كذا وكذا فأخرج الحق فيه، ثم يقولون لصاحب القداح: اضرب فإن خرج عليه (13) منكم كان منهم وسيطاً وإن خرج عليه من غيركم كان حليفاً وإن خرج عليه (ملصق) كان ملصقاً على منزلته فيهم لا نسب له ولا حلف وإن خرج عليه شيء مما سوى هذا مما يعملون به (نعم) عملوا به وإن خرج (لا) أخروه عامه ذلك حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون في أمرهم ذلك إلى ما خرجت به القداح. وبذلك فعل عبد المطلب بإبنه حين أراد أن يذبحه، وقال محمد بن إسحاق: كان هبل من خرز (14) العقيق على صورة إنسان وكانت يده اليمنى مكسورة فأدركته قريش فجعلت له يداً من ذهب (15) وكانت له خزانة للقربان، وكانت له سبعة قداح يضرب بها على الميت والعذرة والنكاح وكان قربانه ماية بعير وكان له حاجب وكانوا إذا جاءوا هبل بالقربان ضربوا بالقداح (16) وقالوا:
إنا اختلفنا فهب السراحا
ثلاثة يا هبل فصاحاً
الميت والعذرة والنكاحا
والبرء (17) في المرضى والصحاحا
إن لم تقله فمر القداحا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج